فتاة تكتب رسالة لسارق دراجتها.. فماذا حدث؟

اللافتة التي علقتها أماندا
تعبيرية
المنشور الذي نشره ستيف باورز الذي اشترى اللافتة
3 صور
كثيراً من الأحيان ما تكون الطرق غير الاعتيادية والتي ليست تقليدية بالتعامل مع الأمور التي نمر بها، أكثر نجاعة ونجاحاً من الطرق العادية، خاصة حين نراهن على البعد الإنساني والأخلاقي لدى الناس، ومن جهة أخرى حين نعرف مسبقاً أن الطرق التقليدية التي يقوم بها معظم الأشخاص، قد لا تكون ذات نتيجة جيدة، ولن تحقق لنا ما نريد.

الشابة الأمريكية "أماندا نيدهام"، التي تعيش في ولاية "نيويورك"، قررت ألا تتعامل مع مشكلة واجهتها بالشكل التقليدي، حيث عندما قام أحد اللصوص بسرقة دراجتها التي اشترتها بـ"200" دولار فقط حتى تتمكن من الذهاب إلى عملها، لم تقم بإخبار الشرطة، كونها تعرف جيداً أن هذا الأمر على الأغلب لن يعيد لها دراجتها، وإن عادت سوف تأخذ وقتاً طويلاً، لذلك قررت أماندا أن تتصرف بشكل مختلف تماماً.

كان اللص قد سرق كل دراجتها، ولم يبقي لها سوى العجلة الأمامية والقفل، فقررت ألا تبلغ الشرطة، وكتبت لافتة للص الذي سرق الدراجة، وعلقتها بالمكان الذي سُرقت منه، وعلى الرغم من أنها تدرك أنه غالباً لن يعيد لها ما سرقه، إلا أنها لفتت الانتباه كثيراً بما فعلته، وكانت أماندا قد كتبت رسالة على هذه اللافتة جاء فيها:

"إلى الشخص الذي سرق دراجتي.. آمل أن تكون بحاجة إليها أكثر مني، ولكن أريد منك أن تعرف أنني كنت قد اشتريتها مستعملة مقابل 200 دولار، لأذهب بها إلى عملي، وأريدك أن تعلم أيضاً أنني لا أستطيع شراء دراجة أخرى، حتى ولو كانت مستعملة أيضاً، لذلك في المرة القادمة، حين تريد أن تسرق دراجة من أحدهم، أرجو منك أن تسرق دراجة سباق "بيجو" من النوع غالي الثمن من أحد الأثرياء، أو لا تسرق أبداً فهذا أفضل، رجاءً أعدها إليَّ".

وقامت أماندا حينها بنشر اللافتة على حسابها الشخصي في موقع تداول الصور في "إنستغرام"، وظلت هذه اللافتة معلقة في مكانها طوال أسبوع كامل، وعلى الرغم من ذلك لم يقم اللص بإعادة دراجتها إليها، ولكن ما حدث مع أماندا كان غريباً وغير متوقع على الإطلاق، وذلك بعد أن انتشرت صورة اللافتة بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي.

الوسم الإلكتروني الـ"هاشتاغ" الذي أطلقته أماندا على منصات التواصل الإجتماعي، والذي هو #KarmaCycle، انتشر أيضاً مع صورة اللافتة بشكل كبير، الأمر الذي دفع العديد من الأشخاص بأن يزوروها ويطرقوا بابها كثيراً لتقديم المساعدة، حيث كان من بينهم رجل كان قد رأى اللافتة على موقع "أنستغرام" وقرأ رسالتها، وعرض عليها أن يشتري لها دراجة هوائية أخرى بدل التي تمت سرقتها، حتى تتمكن من الذهاب بها إلى العمل.

وبعد يومين عاد باب منزلها ليُطرق من جديد، وهذه المرة كانت امرأة قامت بمواساتها على ما حدث، وعرضت عليها أن تشتري لها دراجة هوائية أخرى بأقرب وقت، وسألتها عن نوع الدراجة التي تحتاجحها أماندا، كما وعدتها هذه المرأة اللطيفة بأنها إذا وجدت واحدة، فسوف تجلبها إليها بأسرع وقت.

المفاجأة الثالثة والأخيرة لأماندا، كانت من تاجر للتحف الفنية يدعى "ستيف باورز"، الذي دق بابها هو الآخر، وعرض عليها أن يشتري اللافتة التي نشرتها أماندا وأثارت كل هذه الضجة، وعرض عليها مبلغ 200 دولار ثمناً لها، وهو المبلغ نفسه الذي اشترت به أماندا دراجتها، وفعلاً قبلت بهذا العرض، وباعته اللافتة.

قصة الشابة الأمريكية أماندا نيدهام تكشف لنا الكثير من الأشياء عن البشر، وربما تعد مثالاً واضحاً عن قطبي الخير والشر في حياتنا، لا سيما اليومية منها، وكيف أن الخير من الممكن أن يكون محركاً أساسياً لمعظم الأشخاص، فقد سرق دراجة أماندا الهوائية شخص واحد، بينما من حاول أن يساعدها العديد من الأشخاص، الذين حركهم الخير وإنسانيتهم.