2 صور

إذا كنتِ زوجةً أو ابنةً أو أختًا أو زميلة، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليكِ؛ فهذه الصفحة لكِ، قولي كلمتك له؛ فالذكي من الإشارة يفهم.. وعسى أن يكون رجلكِ ذكيًا!

الزوجة: عندما أقول إن عصام أناني ولا يفكر إلا بنفسه؛ فأنا مقتنعة ومقتنعة جدًا، وأكبر دليل على ما أقول، هو علاقته بأولاده؛ فهو غير مرتبط بهم بأية صورة، أنا التي تربّي وتدرّس وتوجه وكل المهام عليّ، وهو كل ما عليه أن يجلس ويقول: «هم أولادك وأنا أخبرتك منذ البداية أنني لن أنشغل في تربيتهم»!

هم أولادي؟ أولادي فقط؟ إذًا لقد كان جادًا في فترة الخطوبة وبداية زواجنا، عندما كان يقول لي إنه لا يحب الأطفال، ولا يريد أن يكون لديه أطفال، وإن حدث؛ فأنا التي سأكون المسئولة الأولى والأخيرة! قلت إن كلامه هذا عابر، وبمجرد أن يصبح أبًا؛ فالغريزة ستلعب دورها وتشعل فيه مشاعر الأبوة، وكنت مخطئة في توقعاتي، بدأت معه مشاعر الغيرة بعد ولادة طفلي الأول، وكانت والدتي تهمس لي بأن جميع الرجال يشعرون بالغيرة من الطفل الأول؛ فلأول مرة تبدأ الأم بتفضيل شخص آخر على زوجها، وتهتم به، وإن كان فلذة كبده، ولكن عصام تجاوز الطفل الأول والثاني والثالث، وأنا الآن أم لأربعة أطفال، وعصام يتهمني بالأنانية، وأنني لا أفكر به!
ببساطة، عصام يريدني أن أشعر بمشاعره وتعبه وبعده عنا؛ فهو في السنوات الأخيرة اضطر للعيش ببلد آخر بسبب عقد العمل الذي حصل عليه كمهندس للغاز والبترول، وبعد انتهاء العقد ذهب لبلد آخر وبعقد جديد، لكنه الآن عاد ويبحث عن عمل، ومدة البحث والتقديم هذه مرّ عليها عامٌ تقريبًا بدون نتائج، قرر عصام السفر مجددًا والإقامة خارج البلد ليبحث من هنالك عن عمل، وقناعته كبيرة بأن حصوله على الوظيفة سيكون أسهل عندما يكون في البلد نفسه، لا أن يقدم من الخارج، كلام جميل، وشجعته للذهاب والبحث إلى أن يحصل على عقد مناسب لنلحق به أنا والأطفال، ما الخطأ فيما أقول؟ لا، ليس هذا هو الصواب؟ هذا الكلام المنطقي والذي بسببه يتهمني عصام بالأنانية! هل هي أنانية أن أفكر بمصلحة أطفالي واستقرارهم! يريدني أن أخرج الأطفال من مدارسهم وأسافر لبلد لا أعلم إن كنا سنلقى فيه لقمة العيش! يريدني أن أدمر استقرارهم النفسي والاجتماعي وأذهب للمجهول! من منا الأناني؟ ومن منا الذي يفكر في نفسه فقط!
بالتأكيد أريد أن أكون مع زوجي لأشعر بالاستقرار والأمان؛ فكيف يراني أنانية وأنا من يضحي في سبيل هذه الأسرة؟ كل العبء عليّ، والمسئولية كبيرة وصعبة لأتحملها بمفردي، ومع هذا أصبر وأقوّي نفسي وأقدم لزوجي الدعم، ألا يقدر ما أمرّ به، أم تفكيره بنفسه فقط طغى على كل شيء! فمن منا الأناني؟

فاتن «43، ربة منزل».
على الفيسبوك كتبت: «الأنانية ليست أن يعيش الإنسان كما يهوى، ولكن أن يطالب الآخرين أن يعيشوا كما يريد هو أن يعيش، من يتّفق معي بهذه المقول؟

شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لفاتن على موقع «سيدتي».


إذا كنتَ زوجًا أو أبًا أو أخًا أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك؛ فهذه الصفحة لك، قل كلمتك لها؛ فالذكية من الإشارة تفهم.. ولعلها تكون ذكية!

الزوج يرد: إنها تفكر براحتها فقط!
بالتأكيد لن توافق فاتن على اللحاق بي والسفر إلى ما تسميه المجهول! كيف تستغني عن الرفاهية والنعيم الذي تستمتع به؟ فأنا أوفر لها السائق الذي ينقلها والأطفال إلى أي مكان تريد، وتحت خدمتها عاملتان في المنزل، صديقاتها وقريباتها يحطن بها، كيف ستستغني عن كل هذا وتأتي معي لبلد أجنبي، تعلم أن الاعتماد سيكون عليها مئة بالمئة!
الحكاية وما فيها أنها تتحجج بالأطفال وباستقرارهم، والحقيقة أنها هي المستفيدة، الذي يسمعها تتحدث عن الأطفال والتربية، يتصور أنها معهم الأربع والعشرين ساعة ولا تتركهم لحظة، ولا يدري أن اعتمادها التام على المساعدتين اللتين معها في المنزل؛ فهما اللتان تطبخان، وهما من تحممان الأطفال وتلعبان معهم، لدرجة أن طفلتيّ الصغيرتين أصبحتا تتحدثان بنفس لهجة المربية المسئولة عنهما، أين دور فاتن التي تتكلم عن استقرار الأطفال والتربية والتضحية، وهي التي تترك الأطفال لتذهب لمناسباتها الاجتماعية؟
فاتن تتهمني بالأنانية، أنانيتي بالنسبة لها؛ كوني أريد أن نجتمع ولا نتفرّق، أناني أنا لأنني أريد العيش مع أسرتي، أريدها معي وبقربي، وأن أكون قرب الأطفال، هل هذه أنانية؟ حجتها أنها تريد تأجيل اللحاق بي لحين أن أجد وظيفة، وهذه المرحلة قد تطول أو تقصر، ولكنني في نهاية الأمر سأجد الوظيفة، وأنا متأكد، إن شاء الله، وإن تحدثنا في الناحية المادية؛ فأنا، والحمد لله، لدي ما أستطيع العيش به وأصرف منه على أسرتي واحتياجاتهم في الفترة القادمة إلى أن يعود الدخل من جديد. لست طائشًا وأصدر قرارات عشوائية؛ فأنا رجل مسئول وأعرف ما أقول.
ما الحل الآن؟ أستطيع بكل بساطة أن أفرض رأيي على فاتن وأخبرها أني حجزت لها وللأطفال بطاقات الطائرة في توقيت محدد، وأمنحها فترة للاستعداد والقدوم، ولكنني لا أريد أن أفعل ذلك، أتمنى منها أن تفهم وتعي عبء المعيشة والحياة اليومية بمفردي، احتاج لدعمها وقربها؛ فالحياة صعبة جدًا عندما أعيشها بعيدًا عنهم، وسكوتي لا يعني راحتي؛ فبالنهاية أنا رجل، ورجولتي تمنعني من التذمر والشكوى، ولكن يبدو أن السكوت أوصل فاتن لأن تستنتج أنني مرتاح وراض.
كم تمنيت أن أجد وظيفة مناسبة في بلدي، وأستقر مع الأهل والأقارب والأصحاب، ولكن هذه هي مشيئة الله، ألا يكفي غربتي عن البلد وكل من أحب، وفاتن الآن تريدني أن أعيش غربة جديدة بعيدًا عنها وعن الأطفال! بربّكم، من منّا الأناني؟

عصام «45، مهندس بترول».
لا أحب مواقع التواصل الاجتماعي!
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لعصام على موقع «سيدتي».