"الفظاظة".. هل تنقذ من المواقف الحرجة؟

2 صور

"قلة الذوق" عبارة مزعجة بالطبع، الجميع يكره أن يتصف بها أو أن يتبعها، إلا أنّ البعض يرى نفسه مضطرًا للتحلي بها في مواقف معينة كوسيلة هروب من بعض المواجهات أو كرد مناسب من جنس العمل على بعض المواقف والتصرفات.. "سيدتي نت" يطلعكِ على أحدث السياسيات التطفيشية، ولماذا يتم اللجوء إليها.

بداية تطلعنا الإعلامية هنادي وليد على واحدة من أخبث وسائل الفظاظة في التعامل وتعمد الإحراج، كما وصفتها وهي قيام إحدى معارفها بارتداء (اللانجري أو قمصان نوم) عند زيارة حماتها أو قريباتها أو جاراتها غير المرغوب فيهنّ، حتى تشعرهنّ بأنّ الوقت غير مناسب للزيارة، وأنّ عليهنّ المغادرة السريعة. وتضيف: "إحدى جاراتي كان لديها قدرة عجيبة على أن تجعل أنفها ينزف دمًا حينما تدخن إحدى الموجودات لتشعرها بالإحراج من تصرفها".

ويطلعنا رسام الكاريكاتير السعودي صلاح العويض على سياسة أخرى من سياسات قلة الذوق والتطفيش وهي المواعدة الكاذبة؛ فأحيانًا يضطر شخص ما للالتزام تجاه شخص آخر سواء على الصعيد العملي أو الاجتماعي، فيقوم بمواعدته دون المجيء أكثر من مرة بحيث تصل الرسالة للطرف الآخر بشكل غير مباشر.

وتروي لنا المذيعة في التلفزيون السعودي سمية أحمد قصة إحدى صديقاتها التي فوجئت بعد خروجها للتنزه مع أهلها أنها في مقابلة مع عريس لم يكن على البال، فما كان منها إلى أنّ قررت تطفيش هذا العريس من اللقاء الأول عن طريق التظاهر بأنها إنسانة فظة قليلة الذوق؛ حيث أخذت تسب وتصرخ في وجوه الأطفال المحيطين بها من الأهل بشكل غير لائق أثناء حديث العريس بهدف أن يأخذ انطباعًا سيئًا عنها فلا يعود.

الرأي الاجتماعي:
بينما يخبرنا المستشار الاجتماعي في مركز واعي الاجتماعي في الرياض عامر الأسمري عن (الفظاظة)، وقلة الذوق الهادف للتطفيش والإحراج كأسلوب تعامل اجتماعي قائلاً: "يعد هذا الأسلوب من الأساليب المذمومة والمنتشرة للأسف في مجتمعنا، وهو أسلوب ليس من الفضيلة، ومن الناحية الشرعية نجد أنّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يستخدمه مع من كان يقصده من الصحابة أو غيرهم"، وبالنسبة للعلاقات الزوجية في السعودية يقول الأسمري: "هناك طرق تطفيش تحدث بين الأزواج غير متعمدة مثل: التدخين، والإدمان بكافة أشكاله، وهناك وسائل يتبعها الزوج في حال لم يجد الإشباع العاطفي الذي ينشده في بيته مثل: حرمانها من الخروج، والهدايا، وعزلها عن أقاربها وصديقاتها لدفعها إلى ترك البيت. ونجد وسائل عديدة تستخدم بين النساء قد تصل للإساءة وتعمد الإحراج أمام أخريات، أما في الحياة العملية فللأسف نرى محترفين في التطفيش من أجل الإقصاء أو الاستبدال الوظيفي".