رأي قاضي تونسي في مسلسل "شورّب"

القاضي احمد الرحموني
أفيش مسلسل على شورب
2 صور

أثار مسلسل "شورّب" الذي عرضت الليلة قبل البارحة الحلقة 19 والأخيرة منه الكثير من الجدل، وقد تعدّدت الآراء واختلفت حوله، وآخر تعليق حوله هو ما كتبه القاضي احمد الرحموني على حسابه الشخصي على" الفايس بوك" فقد كتب تحت عنوان: حول مسلسل "شورب"، بكل حياد !

"اليوم انتهى فجأة المسلسل التونسي "شورب" وهو على ما ذُكر، المسلسل الأكثر مشاهدة على قناة اليوتوب في النصف الاول من شهر رمضان .

وقد ترافق عرض هذا المسلسل مع موجة من الانتقادات تعلق أغلبها باختيار سيرة إحدى الشخصيات الجدلية والعنيفة، كمادة لإنتاج درامي فضلًا عن التداعيات الاخلاقية والسلوكية التي يمكن أن تنجر عن "تمجيد" هذه الشخصية في رأي بعضهم.

وبعيدًا عن التوظيف الأخلاقي (الذي يرى أنّ للفن رسالة اخلاقية) يبدو أنّ قصة المسلسل (وإن كانت تمثل محاولة للم شتات "شخصية شفهية") تفتقر في أحداثها إلى الثراء و"العمق"، ما أدى إلى السقوط في نوع من الرتابة.
ورغم ذلك فمن الواضح أنّ أداء غالبية الممثلين - وليس فقط لطفي العبدلّي - قد تميز بالاحتراف والإقناع.

ومهما كان فمن الطبيعي (بالنظر الى الشخصية ذاتها ) أن نجد في وقائع المسلسل كثيرًا من العنف (الذي لا تخلو منه حلقة) في دوائره المعتادة (الحومة - السجن - الكازينو ...) اضافة إلى السلوكيات المرتبطة بالممارسات العنيفة لبطل المسلسل ورفقائه وخصومه .
لكنّ الذي برز في أحداث المسلسل هو تصوير مجتمع الستينيات (على الاقل في "حيّه العربي") كمجتمع للجريمة والرشوة وتجارة التكروري (مخدر القنب الهندي) والسكر والرقص و"السقوط الاخلاقي"، مع "تطعيم" ذلك ببعض مظاهر "الشهامة" و"الاخلاق الحميدة". .
ويبقى المسلسل محاولة للنبش في شخصية "أسطورية" (ربما لا يرى فيها بعضهم أية ميزة تدعو إلى "تذكّرها ") لكن تحتاج- طالما فرضت نفسها على تاريخنا القريب ورواياتنا الشعبية - أن تُكتب بعين الفنان والمؤرخ والباحث الفضولي"