هديّة "حقّ الملح" في تونس لتكريم الزّوجات.. ما قصّتها؟

تقدم الزوجة بيديها القهوة لزوجها حال دخوله المنزل عائداً من صلاة العيد
توضع الهدية وهي قطعة حلي من ذهب أو فضة وجوباً في فنجان القهوة
بعد تناول الحلويات وشرب قهوته يقدم الزوج هدية "حق الملح"
3 صور

من العادات العريقة الجميلة التّي اختصّت بها ربّما تونس دون غيرها من البلدان العربيّة والاسلاميّة يوم عيد الفطر، عادة تسمّى بـ "حقّ الملح"، وتتمثّل في هديّة خاصّة بالزّوجات دون غيرهنّ يقدّمها الأزواج اعترافاً لهنّ بما بذلنه من جهد وما تكبّدنه من عناء طيلة شهر رمضان في إعداد ما لذّ وطاب من أشهى الأطباق للزّوج ولبقيّة أفراد الأسرة. أمّا الاسم الطّريف لهذه الهديّة بـ "حقّ الملح" لتكريم الزّوجات والاعتراف لهنّ بالجميل فهو اسم رمزيّ يشار من خلاله الى اضطرار الزّوجة في بعض الحالات، وهي صائمة، الى تذوّق درجة ملوحة الطّعام في شهر رمضان على طرف لسانها دون ابتلاعه وذلك حرصا منها على أن يكون الطّعام في شهر الصّيام معتدلا في ملحه. ومعلوم أنّ تذوّق الطّعام على طرف اللّسان دون ابتلاع شيء منه ودون أن يصل الى الحلق لا يفسد الصّيام.

فنجان القهوة
والهديّة التّي تحمل اسم"حقّ الملح" لها طقوسها ونواميسها الخاصّة بها، فالزّوجة تستقبل زوجها العائد من صلاة العيد بعد أن تكون رتّبت البيت أحسن ترتيب وبخّرته بأعطر البخور وأزكاها وقد لبست أجمل اللّباس وتقدّم له على يديها طبق الحلويّات وفنجان القهوة، فيترشّف الزّوج قهوته ولكنّه لا يعيد الفنجان فارغاً وإنّما يضع فيه قطعة حلي من ذهب أو فضّة حسب قدرته هديّة لزوجته، عربون محبّة و تقديراً لتعبها في إسعاده. وهذه العادة الجميلة لدى الآباء والأجداد تضاءلت اليوم بمرور السّنين والأعوام وهي في طريق الاندثار والتّلاشي.