من هي الفنانة اللبنانية سلوى شقير.. في ذكرى ميلادها

شقير مع أحد أعمالها
احتفال غوغل بشقير
من أعمالها النحتية
أعمال مختلفة لشقير
شقير
عمل نحتي من الفولاذ لشقير
شقير في شبابها
أعمال نحت لشقير
من أعمال شقير التجريدية
الفنانة اللبنانية سلوى روضة شقير
11 صور

احتفل محرك البحث العالمي "جوجل" قبل أيام، بذكرى ميلاد شخصية فنية عربية تمكنت من الوصول إلى العالمية، ووضع بصمتها التي لا تنسى في عالم الفن واللون عموماً، وهي الفنانة اللبنانية سلوى روضة شقير، التي تعتبر إحدى أهم رواد الفن التجريدي العربي والعالمي، والتي ولدت في مثل هذا اليوم 24 حزيران/ يونيو من العام 1916، والتي تعد أول فنانة تجريدية في لبنان، والتي لم تقم ببيع أي لوحة فنية من أعمالها حتى العام 1962، حيث أنها كانت تؤمن بضرورة إدخال الفن إلى الأماكن العامة وإلى كل منزل، وتوفيت شقير خلال العام الماضي 2017، في تاريخ 26 كانون الثاني/ يناير في العاصمة اللبنانية بيروت، عن عمر ناهز المئة وعام واحد.

بدأ شغف شقير بالفن بسن مبكرة للغاية، وعند بلوغها عامها التاسع عشر، أي في العام 1935، بدأت مسيرتها الفنية بالرسم في استوديو الفنان اللبناني "مصطفى فاروق"، وبعد ذلك بعدة أعوام، انتقلت للرسم في استوديو "عمر أنسي" خلال العام 1942، أقامت معرضها للثقافة العربية في العام 1947 بالعاصمة اللبنانية بيروت، والذي يعد رائداً في مجاله، إذ أنه أول معرض لـ"الفن التجريدي" في عالمنا العربي، والذي غادرت بعد إقامته إلى عاصمة الأضواء الفرنسية باريس والتحقت بالمدرسة المحلية العليا للفنون الجميلة، ودأبت على حضور استوديو "فرناد ليجار" الشهير هناك، وخلال العام 1950، كانت واحدة من ضمن مجموعة مبادرة من الفنانين العرب في حضور صالة "الحقائق الجديدة" بباريس، وفي العام نفسه أقامت سلوى شقير معرضها الفردي في صالة عرض "كوليت أليندز"، الذي لاقى نجاحاً كبيراً حينها، تعدى النجاح الذي شهده في الوطن العربي.

كان العام 1959 منعطفاً مهماً في مسيرة شقير الفنية، حيث بدأت فيه التركيز على عملها في النحت، والذي كانت قد أنجزت منذ ذلك الوقت العديد من المنحوتات والمخططات المعمارية، وحتى النوافير وبرك المياه، والأدوات المنزلية، والحلي أيضاً، وكانت قد مُنحت جائزة المجلس المحلي للسياحة في العام 1963 عن عملها تمثال من الحجر لأحد المواقع العامة في بيروت، كما ونالت خلال العام 1985، الجائزة التقديرية من الإتحاد العام للعرب الفنانين، وبعدها بثلاثة أعوام في العام 1988 حازت على ميدالية تقديرية من الحكومة اللبنانية.

اشتهرت شقير بشغفها الفكري ومواقفها الوطنية والسياسية القومية العربية على الرغم من إقامتها لفترة طويلة في فرنسا، وكانت لقراءاتها في فيزياء الكم، والشِعر العربي والغربي، وعلم الأحياء الجزيئي، وعلم البصريات، تأثير واضح وجليّ في أسلوبها ومدرستها الفنية المتفردة، الذي جعلها تُعد بنظر النقاد والمختصين من أبرز الأمثلة للروح التي تمثل خصائص الفن التجريدي المعاصر ولفنون البصريات العربية، حتى أنها خلال العام 2014، كانت قد تسلمت درجة الدكتوراه التشريفية من الجامعة الأمريكية في بيروت، التي سبق ودرست فيها خلال شبابها.

في حقبة الخمسينيات، كانت الفنانة اللبنانية سلوى روضة شقير، قد قالت بأن الحضارة العربية، والإسلامية تحديداً، "تتفق بشكل أفضل مع الاحتياجات العالمية المعاصرة"، وتابعت شقير بأن "التقاليد المعروفة لعلماء الصوفية، والتقليد السردي للأدب العربي ما قبل الإسلامي، أثبتت أن العرب طوروا فهماً فريداً للوجود، يتجاوز الخضوع، المقبول عموماً، للقيود الزمانية والمكانية، وهو فهم شهدت به فيزياء الكم والابتكارات العالمية الحديثة، مثل الطائرات الأسرع من الصوت، والعلاج الجيني، وزرع الأعضاء، والأسفار الفضائية"، وهو الأمر الذي لطالما حاولت الشقير أن تؤكد عليه خلال كتاباتها.

معارضها الفردية والجماعية وجوائزها..
وأقامت شقير ما يقارب الـ 38 معرضاً فردياً وجماعياً خلال مسيرتها الفنية التي امتدت من العام 1948، وحتى أخر معارضها في العام 2015، قبل وفاتها بعامين فقط، وحازت على ما يزيد عن 20 تكريماً بين جوائز وأوسمة التقديرية خلال هذه الفترة من عدة دول عربية وعالمية، تكريماً لأعمالها وأفكارها الفنية التي ساهمت في تطوير الحالة الفنية العربية عموماً فيما يخص الفن التجريدي والنحت.