أصغر فتاة تزرع وجهاً جديداً في أمريكا بعد محاولة انتحار فاشلة

كاتي ستابلفيلد في سن المراهقة قبل انتحارها وبعد زراعة وجهها الجديد
كاتي في غرفة العمليات
تحدثت كاتي للصحافة عن قصتها حتى تلهم الآخرين وتمنعهم عن محاولة الانتحار
كاتي غلاف مجلة ناشيونال جيوغرافيك تحت عنوان - قصة وجه
4 صور

رغم مئات حملات التوعية بآثار محاولات الانتحار القاتلة والمدمرة على النفس والروح والجسد، خاصةً محاولات الانتحار بأداة عنيفة كالآلات الحادة والرصاص، ظلت بعض الفتيات تحت تأثير الحزن والألم جراء إحباط مهني، أو فشل عاطفي ينتحرنّ بهذه الوسائل دون تفكير بتداعيات تلك المحاولة عليهن، واحتمال بقائهن على قيد الحياة بإعاقات دائمة. والفتاة الأمريكية كاتي ستابلفيلد إحدى ضحايا محاولة الانتحار الفاشلة.

محاولة انتحار فاشلة بالرصاص تفقدها وجهها الجميل للأبد
فبسبب محاولة انتحار فاشلة، فقدت الشابة العشرينية كاتي ستابلفيلد وجهها الجميل للأبد، ولم تعد للحياة حسب قولها إلا بعد أن استبدلته بوجه آخر من خلال خضوعها لعملية زراعة وجه تاريخية وفقاً لمجلة «ناشيونال جيوغرافيك» التي نشرت كاتي على غلاف عددها لشهر سبتمبر تحت عنوان «قصة وجه»، وفي الفيلم الوثائقي «وجه كاتي الجديد».

أصغر شخص يجري عملية زراعة وجه تاريخية في أمريكا
وصارت الشابة البالغة من العمر 22 عاماً الآن، أصغر شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يجري عملية زرع وجه، بعد مرور 3 سنوات على محاولة انتحارها الفاشلة، حيث أقدمت على إطلاق النار على نفسها في حمام منزل أخيها بولاية ميسيسيبي، واعتقد الأطباء بأنها قد لا تعيش.
سردت كاتي قصتها للصحافة بأمل إلهام الآخرين بعدم محاولة الانتحار وتهدف العملية التي أجريت في عام 2017 الماضي، بعد خضوعها لـ 22 عملية سابقة، إلى استعادة بنية ووظائف وجه كاتي، مثل المضغ والبلع والتنفس، كما تأمل الفتاة أن تستغل جراحتها التاريخية لزيادة الوعي بشأن الأضرار التي تخلفها محاولات الانتحار، والقيمة الثمينة للحياة الجميلة، وتمنت أن تلهم قصتها الآخرين حتى لا يتخلوا عن الأمل، ويتراجعوا عن فكرة إنهائهم حياتهم بالموت والانتحار.

فشل عاطفي متكرر وراء محاولة الانتحار الفاشلة
وقالت كاتي لمجلة ناشيونال جيوغرافيك: الآن أنا قادرة على لمس وجهي، إنه إحساس رائع. وأجريت العملية في مستشفى «كليفلاند» الشهير، واستغرقت حوالي 31 ساعة متواصلة من العمل، لإعادة ما يمكن من «جمال» وجه كاتي القديم.
وتقول كاتي ستابلفيلد إن محاولة الانتحار جاءت بعد فشلها في مواجهة عدد من المشاكل العاطفية، مشيرة إلى أن الواقعة جرت يوم 25 مارس 2014، حين كان عمرها لا يتجاوز 18 عاماً.
ولا تتذكر كاتي الكثير بخصوص ذلك اليوم، لكنها أشارت إلى أنها عندما استيقظت لم تكن تشعر بوجهها، وحاولت عدة مستشفيات «إصلاح» وجه الفتاة دون جدوى، قبل أن يستقر مقام الوالدين على «عملية زراعة وجه جديد».
وقال والدها روب، إنه تلقى صدمة بعدما أخبرته المستشفى بأن ابنته ستحتاج لعملية «استبدال الوجه»، مضيفاً: «لم نكن على علم بهذه العملية ولا نعرف إجراءاتها ومدتها ونتيجتها. كنا مصدومين».
فيما كشفت كاتي: «عندما شرح لي والدي كل شيء متعلق بالعملية، شعرت بسعادة غامرة لأنني سأكون قادرة على الخروج وعيش الحياة بشكل طبيعي. كنت متحمسة جداً».

حصلت كاتي على وجه متبرعة ماتت بجرعة زائدة من المخدرات
وحصلت ستابلفيلد على وجه جديد، ممنوح من طرف عائلة فتاة كانت تدعى أندريا شنايدر «31 عاماً»، وهي متبرعة ماتت بسبب تعاطي جرعة زائدة من المخدرات.
وقال مستشفى كليفلاند إن العملية شملت إجراءات معقدة، مثل زراعة فروة الرأس والجبهة والجفنين العلوي والسفلي، والعين والأنف والخدود والفكين والأسنان والعضلات والجلد، مضيفاً: «كل هذه العناصر تم استبدالها بنجاح».
واضطر الأطباء إلى كسر فك كاتي العلوي لأن عظمه موجود في منتصف الوجه، لوضع العينين في مكانهما المناسب في الوجه البشري، وصنعوا لها فكاً علوياً جديداً شبيهاً بفك أختها الكبرى.
وبهذا تكون كاتي قد حصلت على فرصة ثانية في الحياة، حيث أصبح وجهها قادراً على القيام بكل وظائفه الطبيعية بشكل مستقل للمرة الأولى منذ أكثر من 3 سنوات.

زرع 40 شخصاً وجهاً جديداً وكاتي رقم 39
وذكرت رئيسة تحرير مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» سوسان غولدبرغ، أن عملية زرع الوجه لم تجر إلا لـ40 شخصاً في العالم حتى الآن، مضيفة: «نعتقد أن حالة كاتي كانت هي الرقم 39».

هذه مهمة كاتي الجديدة بعد زراعة وجه جديد لها
وقد تغيرت كاتي بعد عملية زراعة وجهها الجديد التاريخية، ومحاربتها وعائلتها لعامين ونصف العام في رحلة علاج طويلة فصارت أكثر قوة وصلابة كالنسور، وباتت تحب الحياة أكثر وتجدها جميلة بعد أن كادت تفقدها في لحظة ضعف ويأس عابرة، وأصبح لديها اليوم مهمة جديدة في حياتها، هي مهمة إنقاذ الآخرين من الاستسلام للحظات ضعفهم، ومقاومة ظروفهم، وعدم التفكير إطلاقاً لأي سبب ما بالانتحار، فالحياة ثمينة، وجميلة تستحق أن تعاش حتى لو تخللتها بعض الدموع والآلام أحياناً.