اليابان تحتفل بيوم احترام المُسنين.. ماذا تعرف عن هذا اليوم

بدأ عُرفًا اجتماعيًا، وأصبح عيدًا وطنيًا
تقديرًا لما قدموه للمجتمع
يقدمون لهم نشاطات في الهواء الطلق
يوم احترام المُسنين في اليابان
يتم تقديم العديد من النشاطات لكبار السن
6 صور

تشتهر حضارات شعوب دول شرق آسيا منذ قدم التاريخ، بالحكمة وعنايتها الكبيرة جدًا لما يخص الأخلاق واحترام الغير، وتمتد هذه الأفكار المتجذرة في تلك الشعوب حتى أيامنا هذه، وربما تكون اليابان، من أبرز هذه الدول التي تعيش وتهتم بهذه القِيَم الإنسانية، ويعد الاحتفال بـ يوم احترام المسنين، أو ما يعرف في اليابان بـ"يوم الأشخاص المُسنين"، من أهم الأمثلة على ما ذكرناه؛ فما هو هذا اليوم، ولماذا يحتفل اليابانيون به؟

يوم احترام المسنين.. بدأ عُرفًا، وأصبح يومًا وطنيًا
أطلقت محافظة "هيوغو" اليابانية، التي تُعرف في الوقت الحاضر باسم "تاكا"، عُرفًا خلال العام 1947، يقضي بالاحتفال بالأشخاص المُسنين في كل عام، ويُدعى باليابانية "توشيواري نو هاي"، وكان يتم الاحتفال بهذا العرف في 15 من شهر أيلول/سبتمبر من كل عام، كنوع من التكريم لكبار السنّ والتقدير لهم؛ لمساهماتهم المختلفة والكثيرة في المجتمع، وانتشر هذا الاحتفال بشكل واسع في مختلف أنحاء البلاد، وظل هذا اليوم مجرد "عرف اجتماعي"، حتى العام 1966، حين قررت السلطات اليابانية أن تعتبره يومًا وطنيًا، وعطلة عامة للاحتفال فيه، ولسنوات عديدة ظلّ بالموعد نفسه 15 أيلول من كل عام.

في العام 1998، قررت السُلطات اليابانية، أن تبدأ العمل بنظام "يوم الإثنين السعيد"، والذي يعمل على أساس نقل أيام العطل الرسمية إلى أيام الإثنين؛ حتى يستطيع الأشخاص العاملون في الوظائف، من الساعة الـ9 صباحًا، وحتى الساعة الـ5 مساءً، من يوم الإثنين إلى الجمعة، الحصول على مزيد ثلاثة أيام أخرى من العطلة الأسبوعية، وفي العام 2003، تم تغير موعد الأحتفال بـ"يوم احترام المُسنين"، أو الـ"توشيواري نو هاي"، وأصبح الاحتفال به، يوم الإثنين الثالث من أيلول/سبتمبر سنويًا.

هكذا يحتفل اليابانيون بيوم احترام المُسنين..
وفي يوم الـ"توشيواري نو هاي"، تقوم المنظمات والشركات، بتنظيم مناسبات خاصة للاحتفال بالأشخاص المُسنين، الذين تصل أعمارهم إلى 65 عامًا وأكثر، ويعمل العديد من المتطوعين – لا سيّما الشباب – على إيصال وجبات الغداء المجانية لكبار السنّ، ومنهم من يقوم بتوزيع هدايا خاصة تحتوي على الأمور الأساسية التي يحتاجها الشخص بشكل يومي، مثل: "الصابون ومعجون الأسنان" وغيرها، بالإضافة إلى انتشار العديد من أشكال مساعدة المُسنين بشتّى الوسائل والطرق في الشوارع العامة والأماكن الأخرى في ذلك اليوم.

بالإضافة إلى كل ما سبق، تقوم المدارس بتنظيم عروض ترفيهية خاصة للمُسنين الذين يقيمون في "دور الرعاية" أو المستشفيات، كما تستضيف المدن الأكبر المسابقات أو عروض اللياقة البدنية، التي تضم هؤلاء المُسنين، وعادةً ما يتم تقديم هذه العروض في الهواء الطلق، وبالأماكن المفتوحة؛ حتى يتمكن الجميع من الاستمتاع بمشاهدتها.

الفضائيات والبرامج التليفزيونية..
وكونه احتفالاً رسميًا ويومًا وطنيًا في اليابان، تنتشر العديد من البرامج التليفزيونية عبر المحطات والفضائيات في البلاد، التي تتحدث عن الشيخوخة وكبار السنّ؛ حيث يوجد في اليابان عدد كبير جدًا من المعمرين الذين تتجاوز أعمارهم الـ100 عام، وتقوم تلك البرامج بالحديث عن هؤلاء المعمرين وعن تجاربهم وآرائهم حول الشيخوخة، كما أنهم يقدمون نصائح صحية، يستطيع الأشخاص ممارستها للمحافظة على صحتهم.