الزميل محمد لطيف في ذمة الله.. تاريخ مهني حافل بالعطاء والدماثة

M. LATEF

انتقل إلى رحمة الله تعالى الزميل محمد لطيف، مدير التحرير السابق لمطبوعات سيدتي، بعد معاناة طويلة من إصابته بمرض القلب والتي امتدت سنوات، وأسرة سيدتي وشقيقاتها، وباسم رئيس تحريرها الأستاذ محمد فهد الحارثي، تتقدم بعميق العزاء لعائلته الكريمة وزملائه، تدعو الله العليّ القدير أن يسكنه فسيح جنانه، وينعم على روحه الشفافة الطيبة بخيرات النعيم مع الطيبين من عباده والصالحين.

وكان الزميل الراحل اسمًا على مسمى، بلطفه ودماثته ومحبته الغامرة، التي كان يوزعها بكرم لافت على جميع من حوله من زملاء وموظفين وعمال، كما عرف بمرجعيته اللغوية الثرية؛ حيث بدأت علاقته بالصحافة عبر التدقيق والتصحيح، وكان من أوائل المنتمين للعمل في مجلة "سيدتي" منذ انطلاقتها من لندن في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، واستمر في العمل فيها، بالإضافة إلى المطبوعات التي انضمت إليها، وأصبحت تحت مظلتها، وفي مقدمتها مجلة "الجميلة" وملاحق الأم والطفل والأزياء.

كما تميّز الزميل محمد لطيف بخصائص قلّما تتوافر في شخص واحد، وهي القدرة على الكتابة والمتابعة والتصحيح والتدقيق في آن واحد، مستفيدًا من قاعدة دراسته للفنون والآداب في مطلع الشباب، ثم دراسته الأزهرية بعد ذلك؛ ما جعله يصبح أحد مدراء التحرير، ومستشارًا للتحرير ليرافق "سيدتي" في انتقالها من لندن إلى دبي، وتطورها السريع نحو الإعلام الرقمي الحديث؛ إلا أنه اضطر في بداية عام 2009 إلى التنحي عن العمل نظرًا لظروفه الصحية، وبقائه في لندن للعلاج.

ستظل "سيدتي" تذكر الزميل العزيز بكل حب واعتزاز، فقد كان نموذجًا حقيقيًا لصحافي استطاع أن يضيف إلى المهنة بعدًا معرفيًا وإنسانيًا مفعمًا بالعطاء والإيثار.

رحمه الله، وألهم عائلته وأنجاله الصبر والسلوان.