«دردشة فيسبوكية» طريفة بين الشرطة الأمريكية ومجرم وعدهم بتسليم نفسه

جانب من الدردشة بين الشرطة وأنطوني
السيلفي الذي التقطه أنطوني لحظة تسليم نفسه
المتابعون يسألون الشرطة إن سلم نفسه أم لا
منشور الشرطة ورد أنطوني عليهم
4 صور

ربما يكون هذا المشتبه به والفار من وجه العدالة، أكثر المجرمين طرافةً، أو أكثرهم احترامًا وأدبًا، وربما أعطى نظرة مختلفة للمجرمين تختلف تمامًا عن الصورة النمطية الشريرة، التي التصقت بهم منذ زمن بعيد، فلا يوجد أي شخص قد يتوقع ما قام به المشتبه به «أنطوني»، البالغ من العمر 38 عامًا، والذي أثار انتباه وتعاطف الجميع... حتى رجال الشرطة أنفسهم.

وذكر موقع «روسيا اليوم»، أن رجال الشرطة في مدينة «ريتشلاند» الواقعة في ولاية «واشنطن» الأمريكية، أصابتهم حيرة كبيرة من تصرف أحد المشتبه بهم في المدينة، وذلك بعد أن قامت بالنشر على صفحتها الرسمية بإحدى منصات التواصل الاجتماعي، بأنه مطلوب للعدالة، ونشرت صورته واسمه بقصد أن يقوم المتابعون بالتدليل عليه في حال صادفوه أو كانوا يعرفون مكانه.

المشتبه به الهارب، والذي يُدعى «أنطوني»، كسر جميع التوقعات، وبموقف غريب من قبله علّق هو بنفسه على المنشور الذي يعلن بأنه «مطلوب»، ووعدهم بأنه سيقوم بتسليم نفسه قريبًا، وهو الأمر الذي أدهش رجال الشرطة في «ريتشلاند»، إذ لم يسبق لمجرم أن تواصل معهم بهذا الشكل ووعدهم بتسليم نفسه، لا سيّما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وطلب «أنطوني» من رجال الشرطة الهدوء، وإعطاءه الفرصة حتى يتمكن من تسليم نفسه بنفسه.

تعليق «أنطوني» على منشور الشرطة الذي تم الإعلان عبره بأنه مطلوب للعدالة، حظي بالكثير من التفاعل بين رواد ومتابعي التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن بدأ قسم الشرطة في المدينة بتبادل التعليقات بينه وبين المشتبه به «أنطوني»، حتى وصل الأمر بهم أن اقترحوا عليه أن يأتوا ويصطحبوه إلى مركز الشرطة - إذا شاء ذلك – في حال كان لا يستطيع الوصول إليهم بنفسه.

لكن «أنطوني»، أجابهم – بكل أدب – أنه يُفضل أن يقوم بتسليم نفسه هو بنفسه، حيث ردّ على تعليق الشرطة قائلاً: «شكرًا لكم، سأحاول أن أنهي أموري لأني سأبقى هناك في السجن لمدة شهر على الأقل، لذلك سأحضر وأسلم نفسي في غضون الـ24 ساعة القادمة». لكنه وعلى الرغم من تعاطف رجال الشرطة معه، لم يفي بوعده ولم يحضر إلى قسم الشرطة في الموعد المحدد، حيث مر يومان ولم يظهر «أنطوني» بعد.

القضية والحوار الغريب والفريد من نوعه بين المتهم ورجال الشرطة، جذب انتباه واهتمام مستخدمي الـ«فيسبوك» الذين تفاعلوا بشكل كبير مع هذه الحالة الطريفة، والذين كانوا يكررون السؤال إذا كان أنطوني قد سلّم نفسه أم لا، حيث أجاب رجال الشرطة أنه «لم يفعل ذلك بعد». إلا أن «أنطوني» عاد مجددًا للظهور، مخاطبًا رجال الشرطة: «أعزائي في قسم الشرطة، إنه خطئي في عدم الالتزام، أعتذر لتعطيلكم»، ومن جديد، وعد بتسليم نفسه مرة أخرى.

وكتب المشتبه به في تعليق له على منشور قسم شرطة «ريتشلاند» أنه: «من الواضح أن لدي مشاكل متعلقة بالالتزام، أعتذر عن تعطيلكم، سأكون هناك في موعد لا يتجاوز يوم غد، أعلم أنه ليس لديكم أي سبب للوثوق بي بعد ما فعلته، لكنني أعدكم بأنه إذا لم أقم بذلك بمفردي في وقت الغداء غدًا، فسأدعوكم لمساعدتي في حل مشكلة الالتزام». ثم وجّه أنطوني الشكر لرجال الشرطة قائلاً إنهم منحوه المزيد من الفرص بصبرهم، مُشيرًا إلى أنه «لا أستحق ذلك».

مرة أخرى، تمكن المشتبه به الطريف والمؤدب، من أن يكسب تعاطف رجال الشرطة، إلا أنه بعد أن أخلف موعده مرة جديدة، رد رجال الشرطة على تعليقه الأخير بعد 4 أيام، وقالوا: «عزيزي أنطوني، لقد أعلنّا الأربعاء الماضي أنك مطلوب، وأجبت بأنك ستسلم نفسك، ومرّت عطلة نهاية الأسبوع، وقد بدأنا نعتقد بأنك لن تأتي، يرجي أن تتصل بنا في أي وقت وسوف نأتي إليك».

هذه المرة كانت المرة الأخيرة والوحيدة التي صدق بها «أنطوني»، وبالفعل بعد رسالة الشرطة الأخيرة، قام بتسليم نفسه بنفسه في الرابع من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2018، وفي الموعد تمامًا بالساعة الثالثة والنصف مساء يوم الثلاثاء، أي بعد قرابة الأسبوع من موعده الأول الذي أخبر أنه سيقوم بتسليم نفسه فيه، لكنه قبل تسليم نفسه، أكد المشتبه به أنه قد أوفى بوعده عبر تعليق على نفس منشور قسم الشرطة عبر «فيسبوك»، عندما نشر صورة سيلفي لنفسه وعلق عليها: «أنا هنا من أجلي موعدنا أعزائي».