فواصل الكتب لمسة فنية لعشاق القراءة.. نشأتها وتطورها

مجموعة من الفواصل في الركن الصيني
فواصل من القماش مشغولة بخيوط ذهبية
إلى جانب الكتب فواصلها
فواصل كتب كرتونية
فواصل الكتب تشغل حيزًا في معرض الكتاب
تاريخ فواصل الكتب
فواصل حديثة تحتوي على حكمة أو مثل
8 صور

قصاصات صغيرة لا يفهم معناها وقيمتها سوى عشاق القراءة، ويرتبط تاريخها بتاريخ تطور الكتاب نفسه. حيث كانت تصنع من الورق وتارة من الجلود وتارة أخرى من الحرير الرفيع، وكان يُطلب في القِدم من الفتيات الصغيرات صنع عينات على القماش لإظهار مهاراتهن بالإبرة؛ ليتم إنتاج العديد من الفواصل لتوضع في الكتاب المقدس.

وتستهوي صناعة هذه الفواصل اليوم بعض الفتيات، ومنهن صابرين، وهي فتاة فلسطينية تصنع فواصل الكتب يدويًّا وتوزعها لمختلف أنحاء العالم، تظهر الدهشة على عيون الشابات وهن يُقَلِّبْنَ إبداعات صابرين في معرض جدة الدولي للكتاب الرابع ويخترن ما يناسب ذوقهن منها.

يقول مراد باعثمان مسؤول دار النشر لـ«سيدتي» إن الفواصل ذات القطعة الواحدة التي تصنعها صابرين لاقت إقبالاً كبيرًا في معرض الرياض، والآن في جدة، مضيفًا أن هذه الفواصل لها قيمة معنوية كونها مصنوعة يدويًّا، ولا يوجد من كل شكل سوى قطعة واحدة فقط.

وإلى جانب الكتب أيضًا في معرض الكتاب بجدة تظهر أشكال وأنواع مختلفة للفواصل التي شغلت عددًا من الأركان، ومنها ركن الصين الذي يعرض مجموعة مختلفة للتصميمات التي جلبها الناشرون من الصين خصيصًا لعشاق الكتب.
فما قصة «فواصل الكتب»؟ وما أصلها؟ وكيف تطورت؟

ما فواصل الكتب؟
هي علامات رقيقة مصنوعة من الجلد أو القماش، وحاليًّا تُصنع من الحديد والبلاستيك وغيرها بهدف وضعها داخل الكتاب؛ لتحدد من خلالها عند أي صفحة توقفت فتسهل عملية الرجوع لهذه الصفحة.

البداية في العصور الوسطى
يرجع تاريخ «فواصل الكتب» إلى العصور الوسطى حيث كانت تستخدم لوضع علامة على مكان القراءة في المخطوطات التي قد يصل طولها إلى 40 مترًا أو أكثر والمصنوعة من ورق البرد.
في أواخر العصور الوسطى بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، عُثر على بعض أقدم العلامات المرجعية في الكتب الدينية المطبوعة، كانت هذه الفواصل مصنوعة في الغالب من جلد، كانت هذه الإشارات المرجعية المبكرة تحتوي على مجموعة متنوعة من الأشكال مثل حبل عادي أو مصنوعة على هيئة مثلث أو دائرة مزخرفة.

فاصلة مصنوعة من العاج والحرير
ويعرض المتحف الملكي في بروناي فاصلة كتاب «عاجية» مصنَّعة في الهند ومزينة بنمط هندوسي، ويرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر.
وفي عام 1584 قدم كريستوفر باركر الذي حصل على براءة اختراع لطابعة الكتاب القدس فاصلة كتاب «حريرية» مُهَدَّبَة للملكة إليزابيث.

أكثر أنواع الفواصل شيوعًا
أكثر أنواع الفواصل شيوعًا ظهر في القرن الثامن عشر حتى القرن التاسع عشر، وهو عبارة عن شريط حرير رفيع، نادرًا ما يزيد عرضه على سنتيمتر واحد، مرتبط بالكتاب في الجزء العلوي، ولا يزال هذا النوع من الإشارات المرجعية قيد الاستخدام.

فواصل منفصلة منسوجة يدويًّا
بدأت أول الفواصل المنفصلة عن الكتاب في الظهور في خمسينيات القرن التاسع عشر. وفي العصر الفيكتوري، علّمت السيدات التطريز لبناتهن وكان يُطلب من الفتيات الصغيرات إنتاج عينات على القماش لإظهار مهاراتهن بالإبرة، وبهذه الطريقة تم إنتاج العديد من الفواصل التي كان الغرض منها استخدامها في الكتاب المقدس والصلاة، وبدأت تقدم هذه الفواصل بوصفها هدايا مفضلة في هذه الأيام للأصدقاء وأفراد الأسرة. وغالبًا ما يتم إنتاج هذه الفواصل المنزلية الصنع من قطع من الشريط المطرّز باليد وتحتوي على رسم صغير.
وبحلول عام 1860، تم تصنيع الفواصل آليًّا بطريقة جذابة، خاصة في كوفنتري، وهو مركز صناعة شريط الحرير في المملكة المتحدة، ثم بدأت تظهر في جميع الأنحاء 1862.

بداية الفواصل المطبوعة
وبحلول عام 1880، بدأ إنتاج فواصل الحرير المنسوجة في الانخفاض، وبدأت تظهر فواصل مطبوعة مصنوعة من الورق أو الورق الصلب بأعداد كبيرة. تزامن هذا التطور مع توافر الكتب على نطاق أوسع نفسها، وسرعان ما توسعت مجموعة من العلامات المرجعية المتاحة بشكل كبير. بدأت الشركات والناشرون في الاستفادة بشكل كبير من فواصل الكتب للإعلان للجمهور عن الخدمات التي يقدمونها.

رسائل إرشادية من خلال الفواصل
ثم بدأت الحملات التوعوية للاستفادة من الفواصل لإيصال رسائل إرشادية للجمهور عبر الفواصل، ودرج مؤخرًا استخدام الفواصل لإيصال رسالة معينة للقارئ قد تكون حكمة أو معلومة سريعة!

أشكال الفواصل
وكانت الفواصل تأتي في جميع الأشكال والأحجام والمواد المختلفة مثل الذهب، النحاس والبرونز واللؤلؤ والجلد والعاج، وكان أغلبها على شكل سيوف؛ لأنها كانت تستخدم أيضًا كقاطعات للورق لأن صفحات الكتب لم تكن مفصولة تمامًا بداية عهد الطباعة.