المغربية رشيدة داتي هل كانت عشيقة ساركوزي؟

16 صور

ترفض «رشيدة داتي»، وزيرة العدل السابقة في فرنسا، والمنحدرة من أصول عربية أن يقال عنها مهاجرة، وتقول: «أبي وأمي مهاجران، أما أنا فمواطنة فرنسية».

بطلة الرواية
رغم قولها عن نفسها: «حياتي ليست قصة جميلة، ولست ببطلة رواية»، ولكن الحقيقة أن حياة «رشيدة داتي» رواية ذات فصول كثيرة، ومسيرتها قصة نجاح استثنائية لامرأة من وسط عائلي متواضع، نجحت في أن تصبح وزيرة عدل في فرنسا، وتنتزع مكانة مرموقة في بلاد تعج بالكفاءات والمهاجرين!

ترفض واقعها
والدها «مبارك داتي» جاء فرنسا مهاجراً من المغرب، وعاش ظروفاً قاسية، وقام بأعمال شاقة ليعول أسرته الكبيرة «12 ابناً وبنتاً»، ومن بينهم «رشيدة» التي يقول منتقدوها إنها وبسبب طموحها الجارف، حاولت التخلص من صورة الفتاة المهاجرة، وظهرت وكأنها تنتمي للطبقة البورجوازية بارتدائها أفخم الملابس وأغلاها، وباختلاطها بعلية القوم والمشاهير من السياسيين ورجال الأعمال. وأشاع منافسوها وكتبوا أنها غضبت بعد تعيينها وزيرة، عندما سلم والدها صوراً من «ألبوم» العائلة إلى المجلة الشهيرة «باري ماتش»، وكأنهم يلمحون إلى أنها لا تريد الكشف عن فقر عائلتها وماضيها وتاريخ أسرتها، لكن «رشيدة» ردت عليهم بأنها تتشرف بأن والدها «مبارك» كان عاملاً بسيطاً في البناء، وأنها فخورة بأسرتها.

تهكم القضاة
كانت «رشيدة داتي» عند توليها إحدى أهم الوزارات في فرنسا، صارمة متشددة، حتى أن بعض مساعديها استقالوا؛ تعبيراً عن عدم رضاهم على أسلوب تسييرها الأعمال، ورغم أن بعض من تعرف إليها عن قرب وصفها بأن دمعتها سهلة، إلا أن الجميع يؤكد أنها امرأة صلبة. واعترفت «رشيدة» بأن بعض الموظفين والقضاة كانوا عنصريين في التعامل معها، وبعضهم احتقرها وتهكم وسخر منها، وشكك في كفاءتها، رغم أنها كانت متفوقة في دراستها، وارتقت إلى منصب قاضية قبل خوضها غمار الحياة السياسية.

شبيهة الرئيس
أما الحقيقة كما تصفها «رشيدة» فإن سبب تعرضها لكثير من النقد اللاذع كان لأن الكثيرين لم يقبلوا أن تتولى امرأة من أصل عربي وزارة سيادية فرنسية، وما زاد الطين بلة أن الرئيس الفرنسي طلب منها القيام بإصلاحات لم تكن شعبية. وكانت أول امرأة من أصل مغربي تم تعيينها لمنصب وزاري رفيع، وقد استكثر خصومها عليها المنصب، وهاجموها ووصفوها بقولهم إنها وصوليّة وانتهازيّة، وتستعمل كلّ «الأسلحة» لتحقيق أهدافها، ولكنها كانت تتمتع بثقة الرئيس الفرنسي السابق، وكانت تجاهر بالقول: «إني أشبهه تماماً في حيويته وطموحه»، ولكن «ساركوزي»، وأمام سهام النقد المتتالية والتي وصلت إلى حد التأكيد بأنها مسرفة وصارمة، تخلى عنها، فخرجت من الوزارة، وتم انتخابها عضواً في البرلمان الأوروبي. وهي اليوم رئيسة إحدى أهم الدوائر في بلدية باريس.

عشيقة «ساركوزي»
ولأنها امرأة جميلة وغير متزوجة، فقد تم نسج الكثير من الإشاعات حول حياتها الخاصة إلى حد القول بأنها كانت عشيقة الرئيس الفرنسي السابق «نيكولا ساركوزي». ولأنها أنجبت ابنة خارج مؤسسة الزواج، فقد أثارت الفضول لمعرفة والد ابنتها الوحيدة، وهي قضية شغلت الصحف والرأي العام الفرنسي من باب الفضول.
وذهب أعداؤها إلى القول بأنها امرأة طموحة، وتسعى إلى السلطة والمال، وإنها تسلقت السلم الاجتماعي بسرعة، وانتزعت مكانتها بفضل الوساطات وعلاقاتها بـ«الكبار».

عمدة باريس
ورغم كل الحملات الشرسة ضدها فإنها صامدة، ولم يخب طموحها، وإن أحنت قليلاً أمام العاصفة؛ فلكي تعتزم الترشح في الانتخابات البلدية المقبلة إلى منصب «عمدة باريس»؛ لتصبح أول مهاجرة تتولى هذا المنصب خلال الانتخابات البلدية المقبلة. وهو المنصب الذي تولاه سنوات طويلة «جاك شيراك» وقاده إلى قصر الإليزيه. والظاهر أن «رشيدة داتي» ومهما قيل عنها، إلا أنها بفضل تفوقها الدراسي وذكائها وطموحها «ملأت الدنيا في فرنسا وشغلت الناس».