المصمم العالمي فيليب ستارك: أتمنى لو كانت لي مهنة أكثر فائدةً!

مقابلة "سيدتي. نت" مع المصمِّم الفرنسي الأشهر فيليب ستارك
فيليب ستارك: المنتجات المفيدة هي تلك التي ستساعد في تطوُّرنا، وكل شيء آخر أعتبره غير مجدٍ، بما في ذلك التصميم
فيليب ستارك: إلهامي يأتي بشكل عفوي، ومن كلِّ البشر والمخلوقات الأخرى من دون استثناء
فيليب ستارك: لم أختر التصميم بل التصميم اختارني
من تصاميم فيليب ستارك
فيليب ستارك لا يتردَّد في وصف نفسه بأوصاف تُقلِّل من هذا النجاح، الأمر الذي يجعله مُتفرِّدًا في شخصيَّته وأعماله
من تصاميم فيليب ستارك
ما يهمّ المصمم الفرنسي هو تأثير المباني والقطع التي يُصمِّمها في حياة الناس
8 صور

يُعتبر فيليب ستارك من مصمِّمي الديكور الأكثر شهرةً في فرنسا، ليس لموهبته فحسب، بل لأنَّه من المصمِّمين المثيرين للجدل، إذ على الرغم من النجاح العالمي الذي حقَّقه، هو لا يتردَّد في وصف نفسه بأوصاف تُقلِّل من هذا النجاح، الأمر الذي جعله مُتفرِّدًا في شخصيَّته وأعماله.
وفي الآتي، نص الحوار الذي أجراه "سيدتي. نت" مع ستارك، المصمِّم الخارج عن المألوف:

 

أنت المصمِّم الفرنسي الأشهر. هل كنت تتوقَّع هذا النجاح الكبير، عندما بدأت في مجال التصميم؟


النجاح في الحياة أمرٌ شخصيٌّ للغاية، إنَّه كما يقول الباحث وعالِم الأحياء الفرنسي جاكمونو، نتيجة الصدفة والحاجة. هذان العاملان هما اللذان يعطيان المرء في لحظة مُعيَّنة، تصوُّرًا أو رؤيةً تُحدِّد قيمه. والأهم لتحقيق النجاح، ألَّا يتخلى المرء عن تلك القيم، وألَّا يخلّ بها.
كنت بحاجة لأن أثبت وجودي؛ الثقة الكبيرة بنفسي كانت تعوزني، لكنِّي ذهبت إلى المدرسة لأتعلَّم، وحاولت على الدوام أن أُنجز ما أتقن إنجازه، وأن أبذل جهدي لإنجازه على الوجه الأفضل.

تعلَّمت الرسم من والدك؛ لكنَّك في مرحلة من حياتك قرَّرت أن تخوض مضمار التصميم. لماذا تقول إنَّ التصميم مهنة عديمة الفائدة؟
لم أختر التصميم بل التصميم اختارني، ولأنِّي ضعيف الإرادة، لم أمتلك الشجاعة لمغادرة هذه المهنة. لقد كان والدي مخترعًا في مجال الصناعة والطيران؛ كان يُصمِّم طائرات وآليات مفيدة للناس. بيد أنَّ ما أصمِّمه غير مفيد وقليل الأهمِّية، وينمُّ عن ضعف أو كسل فكري! أحيانًا، أحسُّ بالخجل لأنَّ مهنة التصميم التي أمارسها لا يمكن أن تنقذ حياة الناس، لكنِّي أحاول جاهدًا أن تسهم تصميماتي في تحسين حياتهم وجعلها أسهل. لا يمرُّ يوم من دون أن أفكِّر في ما يمكن أن أصمِّم لتحسين حياة عائلتي وأصدقائي، والناس بشكل عام. بيد أنَّني أتمنى لو كانت لي مهنة أكثر فائدةً، كأن أكون باحثًا علميًّا أو طبيبًا او حتَّى رجل مطافئ!


لقد أحدثت ثورةً في عالم التصميم، من خلال إطلاق مفهوم "التصميم الديموقراطي". هل هي طريقتك لمساعدة الناس، الذين ليست لديهم القدرات المالية لاقتناء قطع قطعة تصميم غالية؟

هندسة العمارة والتصميم لا يهمَّانني كثيرًا، ما يهمُّني بالمقابل هو تأثير المباني والقطع التي أصمِّمها في حياة الناس. عندما بدأت مسيرتي في التصميم، كان كرسي المصمِّم يُباع بألف دولار، ومع اقتناعي بأنَّ الناس بحاجة إلى كرسيّ ذي نوعية جيدة بتوقيع مصمِّم، رأيت أنَّ التصميم لا ينبغي أن يكون نخبويًّا. ومن هذا المنطلق، ابتكرت "التصميم الديموقراطي" القائم على مفهوم بسيط: رفع جودة الأشياء المُصمَّمة، وخفض أسعارها بالمقابل، لجعلها في متناول أكبر عدد ممكن من الناس. وقد كسبت هذه المعركة، لكنِّي ما أزال أخوض معارك أخرى، ومنها: "التصميم البيئي"، و"الهندسة المعمارية الديمقراطية"، وذلك من خلال مشروعي الخاص بتصميم منازل جاهزة للتركيب من طراز PATH. وبدأت العمل مع مؤسَّسة "أكسيوم" AXIOM أخيرًا، ومع المدير السابق لمحطَّة الفضاء الدولية لتصميم وحدات سكنية فضائية للسياحة موجَّهة الخواص. وآمل أن تكون هذه خطوة نحو "دمقرطة اﻟﻔﻀﺎء"!



تابعوا المقابلة مع المصمِّم الفرنسي الأشهر فيليب ستارك كاملة، في العدد 1977 من مجلَّة "سيدتي" الأسبوعية.