كيف تتطلع الصحفية والناقدة السعودية سهى الوعل للحركة الفنية في السعودية عام 2019؟

سهى الوعل
سهى الوعل
سهى الوعل
3 صور

بعد عام حافل بالقرارات التاريخية التي قلبت الموازين في السعودية، فنياً وثقافياً، رأساً على عقب، وصلنا إلى 2019 ونحن نتطلع إلى المزيد، ونحلم بالمستحيل في زمن اللامستحيل في السعودية.
منذ شهرين، في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كنت كلما أدخل دار الأوبرا، التي كانت تضم معظم فعاليات المهرجان، وتعرض أفلامه المشاركة، أرفع كفي إلى الأعلى وأدعو الله: «يا رب قريباً في السعودية». عشقت دار الأوبرا ومرافقها، وتألمت لأنني على يقين بأننا نستطيع أن نبني واحدةً أعظم وأضخم، لكننا حتى اللحظة لم نفعل. كنت أشعر بغصَّةٍ كبيرةٍ كلما مشيت على السجادة الحمراء، وأنا أنظر حولي، وأفتقد زحام الفنانين والإعلاميين الخليجيين، وكنت أطير فرحاً وأنا أسلِّم على أي فنان، أو إعلامي سعودي، أو خليجي، أراه في المهرجان، لأنهم مع الأسف كانوا قلَّةً قليلةً جداً. كنت كلما شاركت برأي في ندوةٍ، أو وقفت أمام الـ «ميكروفون» لأطرح سؤالاً، شعرت بأن الردَّ سيأتي قاصراً. فنحن لدينا كثيرٌ من الإجابات التي يجب أن نطرحها في هذه المحافل، لكنَّ العالم لا يعلم ذلك، لأننا لم نستضفه يوماً في مهرجانات ضخمة مماثلة حتى نُريه كم نحن خلَّاقون ومفكرون وصُنَّاع مشاريع، ولسنا مجرد مستمعين، أو مقلِّدين، أو مشاركين.
في المهرجان نفسه عقدوا ندوةً مهمةً بعنوان «التطورات في السعودية تصبُّ في مصلحة هوليوود أم السينما العربية؟». وهذا في الحقيقة سؤالٌ مهمٌّ جداً لم يجد له أحدٌ إجابةً عبر الندوة على الرغم من أهميته البالغة. فالجميع كان يحكي عن كيف يمكن أن تكون ضخامة الإنتاج في السعودية في حال انتعاشه، لكنهم تجنَّبوا الحديث عن تأثيرات ذلك على هوليوود والعالم العربي، لأنهم لا يعلمون حجم هذا التأثير، حيث إننا، وعلى أرض الواقع، الأهم والأكثر تأثيراً خليجياً، ولا نقلُّ عربياً عن أهمية مصر التي يلقِّبها العالم أجمع بـ «أم الدنيا». وقد نصبح بديلاً لها في حال تغلَّبنا على شبح السينما التجارية، وثبَّتنا الميزان بين رقي ما ننتجه وارتفاع أسهم ما نستطيع تحقيقه من أرباح على شباك التذاكر.
السينما في السعودية ليست مشروعاً متأخراً، وإنما مشروع القرن، لكن إن سار على نحوٍ صائبٍ دون ارتجال، أو تجاوزات، وهو ما نتطلَّع إلى حدوثه في 2019، في حال أصبحت لنا مواسمنا السينمائية الخاصة، وصناعاتنا المحلية، وإنتاجاتنا الجادة، لنخلق منافسةً حقيقيةً، تُنشئ علاقة ثقةٍ بين المتلقي السعودي وإنتاجنا السينمائي حتى دون أن يكون لهوليوود، أو السينما العربية مكانٌ في هذه المواسم، تماماً كما يحدث في مصر، حيث تتفرَّد إنتاجاتهم بحصاد كافة المواسم، من ثم وخارج تلك المواسم، يصبح لبقية الصناعات العالمية والعربية فرصتها من العرض والمنافسة والتربُّح، وقتها فقط نستطيع أن نجيب عن السؤال العالق: «هل تصبُّ التغييرات في السعودية لصالح هوليوود أم السينما العربية؟»، وذلك بعد أن نثبت للجميع بأننا سنؤثر إيجاباً على الجميع، وسنرفع سقف المنافسة وأرقام الأرباح، لكن في مصلحة صناعتنا أولاً.
أتطلَّع في 2019 أيضاً إلى أن تحتضن جدة، لما فيها من تنوُّعٍ حضاري، مهرجاناً للأفلام، وأن تحتضن الرياض، لوزنها الثقافي المميز، مهرجاناً للمونودراما وآخر للفن الشعبي والموروث الفني العريق، وأن تحتضن الدمام، لما فيها من جاذبيةٍ جغرافيةٍ، مهرجاناً للمسرح. أتطلَّع إلى أن تصبح لنا ثلاث عواصم فنية، يترقَّب العالم أحداثها سنوياً، ويُحضِّر لها مطوَّلاً، وينتظر أخبارها، ويتطلَّع إلى التفوُّق فيها. أتطلَّع إلى أن تصبح سجادتُنا الحمراءُ الأطولَ والأفخمَ والأكثر تعدُّداً من ناحية المنافسين، والأكثر تنوُّعاً من ناحية الجوائز، والأهم أن نشهد في السعودية ولادة جيلٍ فني شاب وحقيقي في كافة المجالات حتى يتصدَّر هذه المشاهد كلها.
وأنا أتطلَّع إلى هذا كله، أتطلَّع أيضاً باهتمام إلى أن تستضيف منصاتنا أهم الندوات والمنتديات الإعلامية والفنية التي نجمع فيها أهم الخبرات، وأن تكون لدينا عاصمةٌ تنطلق منها ألبومات كبار النجوم السعوديين والخليجيين والعرب، ومهرجانات الموسيقى العربية التي تمتد أياماً، وتُوزَّع فيها أهم الألقاب والجوائز عن جدارة واستحقاق.
أنتظر في 2019 كذلك أن تصبح لنا هويةٌ تلفزيونيةٌ تشبهنا، أن يأتي اليوم الذي نعود فيه، نحن السعوديين، إلى الاجتماع أمام الشاشة في توقيتٍ واحدٍ حتى نتابع كبار النجوم، وهم يطلُّون عبر شاشاتنا، يخوضون حواراتٍ مهمةٍ، ويجيبون عن كافة التساؤلات، يغنون، ويمثِّلون، ويبدعون، دون أن نبحث عنهم في فضائيات أخرى لنتعرَّف عليهم، أو نسمعهم، بل أن يبحث الآخرون عن نجومهم لدينا، وعلى شاشاتنا، وعبر برامجنا، وصفحات جرائدنا التي أحلم أن أراها تعود إلى الحياة من جديد، وتُدار من قِبل كبار الإعلاميين السعوديين وأهمهم على الساحة.
أخيراً وليس آخراً.. وكما أحلم بكل ما سبق، أحلم في 2019 بمتاحف توثِّق تاريخنا العريق، ومكتبات تؤرِّخ كل ما مضى وكل ما هو قادم.. وبالتأكيد.. للحلم بقية.. .

 

هيئة الترفيه تكرِّم طلال المداح وأبو بكر السالم والبدر في "عيشها 2019"
عبد الله السدحان لـ "سيدتي": تفاجأت بمبادرة تركي آل الشيخ وهذه حقيقة عودة «طاش ما طاش»

 

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"