أعمالنا ومواقفنا التي نقدم خلالها الخير لكل الناس، هي ما تجعل أسماءنا تمر بفرحة بالقلب، أو عبوس في ملامح الآخرين، وهي التي تجعل رحيلنا عن الدنيا يمر عابراً كمن لا يمر، أو يكون غصة في القلوب. وفي السياق ذاته، ترتدي صفحات التواصل الاجتماعية المختلفة في مصر، وشاحاً أسود تعبيراً عن الحزن على الخبر الذي صدم الكثير من المصريين، وذلك بوفاة الطبيبة «هبة خفاجي»، التي كان يلقبها العديد من الناس «طبيبة الغلابة»، وذلك بعد رحيلها المفاجئ عنّا يوم الإثنين 29 كانون الثاني / يناير 2019، والذي أثار ضجة واسعة على هذه المواقع.
وبحسب ما ذكره موقع «عربي بوست»، فإن الدكتورة «خفاجي» - أو طبيبة الغلابة - كانت تعمل طيلة حياتها أستاذة للأورام بمستشفى «قصر العيني»، واستشارية علاج الأورام، ومُدّرسة بكلية الطب جامعة القاهرة. ونالت خلال حياتها قدراً واسعاً من محبة الشعب المصري، لاسيّما الفقراء والبسطاء منهم، وكان مستخدمو موقع «تويتر» قد أعادوا نشر وصية كتبتها «خفاجي» مؤخراً تقول فيها: «المهم قلتلها وأنا وصيتي العزا يقرا سورة مريم وإياه آيات العذاب وذكر جهنم.. وقدموا عصير.. بلاش شغل شاي وقهوة ومياه.. وبلاش نكد دي مش شخصيتي.. عاوزة أكتبها وألزمهم بيها».
ومن الجدير بالذكر، أن «خفاجي»، كانت أحد مؤسسي جمعية «روح» التنموية الخيرية، وأكد العديد من رواد التواصل الاجتماعي على أنها كانت مثالاً للعطاء الكبير دون مقابل، حيث أنها لم تدخر أي جهد أو وسيلة في مساعدتهم في كل وقت دون كلل أو ملل. كما أنها كانت تُعرف عن نفسها عبر حسابها الخاص على «تويتر» بأنها: «دكتوراه علاج أورام، بس مبحبش حد يقول لي يا دكتورة». وذلك وفقاً لما نشره موقع «المصري اليوم».
كلماتها الأخيرة...
العديد من وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، أعادوا نشر آخر ما كتبته «طبيبة الغلابة» على صفحتها عبر موقع «تويتر»، والتي اعتبروا بأنها كانت بمثابة رسالة لكل أصدقائها وأحبتها، تعبر فيها عن محبتها لهم، فكانت آخر كلماتها حول تحدي «العشر سنوات»، الذي انتشر مؤخراً بهدف نشر الصور حالياً وقبل 10 سنوات قائلةً: «10YearsChallenge.. عاوزة أقول إنها فرصة حلوة أوي نفتكر أيام وذكريات حلوة جمعتنا مع صحابنا وأهلنا.. وأنا شايفة التايملاين عليه صور صحابي زمان ودلوقتي حاجات كتير أوي بتمر على دماغي وكمان على قلبي.. قد إيه غاليين عليَّ قد إيه بحبكم.. في ناس أكيد ملحقتش صورهم ومعلقتش عليها بس أكيد ساكنين في قلبي يا ولاد».
وتابعت الدكتورة خفاجي: «يمكن ده تريند وهاشتاج هايل أخيراً وروحه حلوة كدة وخفيفة.. دي فرصة بجد إني أقول إني بعتز بيكم كلكم في حياتي يا صحابي من أيام المدرسة والجامعة والشغل والحياة». واختتمت قائلة: «كل حد حقيقي أضاف وبيضيف لحياتي لحظات حلوة ودعم مستمر حتى لو بكلمة حلوة أو سؤال.. ده بوست تقدير وحب وإعزاز.. شكراً إنكم في حياتي.. وكلكم قمرات سُكّرات.. ونأسف للشباب اللي تصحروا على مر الزمن بس حلوين برضه ولا يهمكم».
مشاهير ونجوم ينعون «طبيبة الغلابة»...
خبر وفاة الدكتورة «هبة خفاجي»، كان صادماً للجميع، وإلى جانب محبيها من الناس و«الغلابة» الذين نعوها بكلماتهم المؤثرة، قام العديد من المشاهير والفنانين بنعيها أيضاً، وتذكر حياتها الطيبة المليئة بالخير، ومن بينهم اللاعب المصري المعتزل «محمد أبو تريكة»، الذي كتب على صفحته الرسمية عبر موقع «فيسبوك» قائلاً: «إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله الدكتورة هبة خفاجي وغفر لها وأدخلها فسيح جناته وألهم أهلها وأصدقاءها ومرضاها الصبر والسلوان وجعل مجهودها في علاج مرضى الأورام ومساعدة المحتاجين في العمل الخيري التطوعي في ميزان حسناتها».
وانضم الفنان المصري «نبيل الحلفاوي» إلى الأشخاص الذين نعوا الدكتورة الطيبة قائلاً: «هبة خفاجي، ملاك الرحمة والعطاء، نبع الخير والنقاء، رحيلك الصادم أوجع القلوب وأدمع الأرواح، والله ما أنتِ إلا هذا كله، فهنيئاً لك يا طيبة بالجنة بإذن الله». من جهته، كتب الفنان المصري أحمد السعدني، ناعياً الدكتورة بالقول: «الملاك بنت الحلال، ألف رحمة ونور يا ست البنات يا طيبة يا بنت الحلال، بحبك في الله».





