أسرار ريتا خوري واعترافاتها لـ«سيدتي»

6 صور

في تدوينة لها تشرّح جسدها بسخرية سوداء فتقول: «أرى نفسي واقفة أمام السرير، جسمي مفكك ومهمتي الآن إعادة ترتيب الأعضاء بنسق منطقي. أعبث قليلاً. أضع الرأس جانباً على طاولة مجاورة (...)، أفكر في وضعه مكان البطن أو مكان القدمين (...) سأجرّب وضع ذراعي اليمنى مكان اليسرى، سأفعل المثل مع الساقين...».

إنها ريتا خوري، مقدمة برنامج المسابقات الشهير «الحلقة الأضعف» القاسية، التي لا ترحم المتسابقين، وتنتظر أخطاءهم لتنطلق عبارتها الشهيرة وهي تأمرهم بالمغادرة: «أنت الحلقة الأضعف»، ومع أنها أكدت مراراً أن القسوة ليست من طبيعتها. إلا أن صورتها في هذا البرنامج تكاد تكون ثابتة في أذهاننا.

بدأت ريتا خوري مسيرتها الإعلامية في برنامج للهواة عام 1988 حيث شاركت عن فئة تقديم البرامج، ثم انتقلت إلى إذاعة الشرق في باريس، وبقيت فيها حوالي عشر سنوات؛ قدّمت خلالها مجموعة من البرامج الثقافية والاجتماعية والفنية.
تنقّلت بين عدّة محطات تلفزيونية عربية في أوروبا وعملت مراسلة إخبارية لدى البعض منها إلى أن عرض عليها تقديم النسخة العربية من برنامج المسابقات العالمي «الحلقة الأضعف»، الذي أعادها إلى لبنان، وقدّمت لاحقاً البرامج الاجتماعية مثل «يوميات» لمدة ثلاث سنوات، تلاه برنامج «حكايا الناس»، ثم برنامج مسابقات آخر «نقطة الصفر» على تلفزيون المستقبل.
في عام 2007 انضمّت إلى أسرة برنامج «سوالفنا حلوة» على تلفزيون دبي، وحالياً هي كاتبة لـ«أسرار صغيرة»، التي سنكتشفها من خلال هذا الحوار معها.

* بداية، أين ريتا خوري الإنسانة وريتا خوري الإعلامية؟
- وهل هناك فرق فعلاً؟ الإنسان هو الأساس، الباقي تفاصيل لا تسمن ولا تغني من جوع.

* ما سبب ابتعادكِ كلياً عن تقديم البرامج الاعلامية؟
- لم أبتعد عن تقديم البرامج فقط، بل ابتعدت قليلاً عن البلد كما تلاحظون.

* هل شخصية الإعلامي وطباعه يلعبان دوراً كبيراً في اختياره للبرامج التي يقدّمها، كيف؟
- ليس بالضرورة، «الحلقة الأضعف» نموذجاً، الطبع القاسي واللؤم لا يشكلان سمة أساسية من سماتي الشخصية.

* كيف تقضين يومكِ اليوم بعيداً عن البرامج والإعلام...؟
وهل تشعرين براحة كبيرة لابتعادكِ أم بملل واشتياق؟
- لا يملّ إلا من كان يعاني من فراغ في رأسه وقلبه وروحه، لا أشتاق للعمل الإعلامي؛ لأن هذا الابتعاد فتح لي نوافذ أخرى على الدنيا كانت مقفلة بسبب ضغط العمل المتواصل.

*هل تغيّرت برأيكِ معايير العمل الإعلامي منذ دخولكِ هذا العالم إلى يومنا هذا؟
- حكماً تغيّرت... ومن البديهي أن تتغيّر... ومن الجيد أنها تغيّرت.
أخبرتني مرّة الإذاعية الراحلة ناهدة فضل الدجاني أنهم كانوا يتدرّبون ستة أشهر قبل أن يسمح لهم بالمرور على الهواء، وكان هذا المرور في المراحل الأولى يقتصر على جملة: سيداتي سادتي إليكم نشرة الأخبار المفصّلة يقدّمها فلان أو علان. اليوم مثلاً وفي كثير من المؤسسات ألاحظ أن «الإعلامي» يتدرّب ويتعلّم تقريباً وفعلياً بعد وأثناء مروره على الهواء... كل هذا الغليان على صعيد التكنولوجيا والنيوميديا هو سمة التغيير الأساسية... بين صحافة المواطن والمصوّر الصاعد على ظهر كاميرته الرقمية كمثال، أو وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت سبّاقة في نشر الخبر بغض النظر عن مدى مصداقيتها.
كل هذه التغيّرات لها جوانب إيجابية كبيرة، ولكنها أفسحت مجالاً لفوضى كبيرة ستحتاج وقتاً قبل أن تترسّخ معايير مهنية جديدة، وأيضاً لمرحلة معينة من الزمن.

* ما سرّ إصداركِ لكتابكِ الاول «أسرار صغيرة»؟ حدّثينا عن هذه التجربة بالتفصيل؟
- لا سرّ في مسألة إصدار كتابي الأول «أسرار صغيرة»، تلقيت عرضاً لنشر يومياتي، التي كنت أكتبها باسم مستعار (رات) في مدوّنتي ووافقت على العرض، هذا كل ما في الأمر.
أما بالنسبة للتفاصيل والأسرار، فستجدونها حتماً بين صفحات الكتاب وستقفون أمام بعضها متسائلين: هل هذه يومياتي أم يوميات كثير من النساء اللواتي نعرفهن، وستضيعون مثلي بين ما قد يكون حقيقة وما قد يكون خيالاً.

* كيف تفسّرين علاقة ريتا بالكتابة، وهل هي أسلوب جديد للهروب نحو الأمام بعدما ابتعدتِ عن الإعلام؟
- ليس من عاداتي الهروب بل المواجهة، فعلاقتي مع الكتابة تاريخها أعتق بكثير من علاقتي مع الإعلام.

* من هو الإعلامي الناجح برأيكِ الذي لا يفقد أبداً بريقه حتى مع تقدّمه في العمر؟
- لا يوجد إعلامي ناجح وإعلامي فاشل لا يفقد بريقه مع الوقت خصوصاً على الشاشة.
الشاشة محرقة ولا دخل للعمر في المسألة.

* ما هي البرامج التي تستهويكِ وتشّدكِ لمتابعتها؟
- باستثناء نشرات الأخبار الرئيسية الفرنسية، لا شيء يستهويني منذ سنوات سوى البرامج الوثائقية التي تقدّمها قناة arte ومثيلاتها، وخصوصاً تلك التي تعرض لمغامرات في اكتشاف زوايا مختلفة من العالم.

* هل الإعلام في عصرنا هذا بات سلعة تجارية واستهلاكية أم لا يزال رسالة؟
- برأيي هناك مبادئ وأخلاقيات للمهنة لا يجوز المساس بها بغض النظر عن كونها رسالة أم لا.

* ماذا تتوقّعين لكتابكِ الأول، وهل سنقرأ المزيد من الكتب لكِ؟
- لا أتوقع شيئاً، أتمنى أن يلقى قبولاً ما، فالكتابة قد تصبح مشروعي المقبل وأنا غارقة الآن في تنقيح مخطوط كتابي الثاني في أدب الترحال هذه المرّة.

* لمن تقرئين ويعجبكِ أسلوبه؟
- أقرأ كل ما يلتقطني من الصفحة الأولى أو من الصفحة 20، غير ذلك لا أتابع القراءة كي لا يتحوّل الأمر إلى عقاب، لكنني في الفترة الأخيرة جذبتني كتب الياباني هاروكي موراكامي، كما أنشط حالياً في قراءة كتاب «أميركا اللاتينية».

* ما هي هواياتكِ؟
- السفر، تسلّق الجبال، والقفز المظلّي.

* ما هو البلد المفضل لديكِ، ولماذا؟
- مؤخراً صرت مسكونة بفكرة «أعيش لأطير.. أعيش لأسافر». لقد زرت 39 بلداً حتى الآن، وفي كل بلد زرته تركت قطعة من قلبي فيه وقضمت قطعة من روحه، ولكن قد تكون رحلة النيبال وتسلّق الهيمالايا والدائرة القطبية الشمالية هي الأكثر تأثيراً حتى اللحظة.