أخيراً.. باحثون يكتشفون هوية «جــاك السفـاح» بعد 131 عاماً من الغموض

ظل غامضاً كل هذه العقود
الشال الذي أجريت عليه التحاليل
آرون كوزمينسكي جاك السفاح
كاثرين إيدوز من ضحايا جاك السفاح
لغز عمره 131 عاماً
قتل ما يزيد عن 11 امرأة
6 صور

مفاجأة لم يكن يتوقع حتى أشد المتفائلين في العالم، أنها من الممكن أن تحدث على الإطلاق، فهي تعتبر «حدثاً تاريخياً» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وذلك عندما تمكن عدد من الباحثين من الكشف أخيراً عن هوية المجرم الأكثر شهرة في العالم كله، والتي ظلت غامضة طوال ما يزيد عن 131 عاماً كاملة، هوية «جاك السفاح»، القاتل المتسلسل البريطاني، الذي ظلّ لغزاً يأبى أن يُحل طوال هذه العقود.


وبحسب موقع «روسيا اليوم»، فقد كشف الخبراء في الفترات القليلة الماضية، عن أدلة جديدة سوف تنهي الجدل حول الهوية المحتملة لـ«جاك السفاح»، حيث أثبتت تحاليل الحمض النووي، التي تم العثور عليها في «شــالٍ» كان بجانب إحدى الجثث من ضحايا القاتل المتسلسل الشهير، والتي كانت مشوهة تماماً ويعود عمرها إلى ما يزيد عن الـ130 عاماً. وأثبت الخبراء بأنها مطابقة للحلاق الذي كان يعيش في تلك الفترة، ويُدعى «آرون كوزمينسكي»، وكان عمره حينها 23 عاماً.


وبحسب ما نقله الموقع عن صحيفة «ذي ميرور» البريطانية، فقد كان الحلاق «كوزمينسكي»، يُعرف في السابق أنه المشتبه به الرئيسي في مختلف جرائم «جاك السفاح» بالنسبة لإدارة المباحث التي قادت عملية البحث عن القاتل، ولكن طوال هذه الفترة، لم يتمكن المحققون من إيجاد أي دليل حقيقي يكفي لإدانته بهذه الجرائم.


وتابعت الصحيفة البريطانية، أن الوضع الآن أصبح مختلفاً تماماً بعد أن تم الكشف عن الدليل الداعم للحمض النووي، في الدراسة التي تعد الأكثر تقدماً حتى الآن بخصوص هذه القضية التاريخية. حيث قام الخبراء بتحليل الشال الملون المصنوع من الحرير، والذي تم العثور عليه بجانب جثة السيدة «كاثرين إيدوز»، التي كانت حينها تبلغ من العمر 46 عاماً، وكان الشال يحتوي على دماء وسائل منوي. إذ يمكن للتحليل أن يؤكد على ارتباط هذا الحمض النووي، بأحفاد «كوزمينسكي» الأحياء في الوقت الحاضر. حيث يشير أيضاً إلى أن القاتل الشهير الذي ظلت هويته غامضة، يتميز بشعر وعينين بنيتي اللون.


الباحثان البريطانيان اللذان قاما بهذه الدراسة الجديدة، وهما الباحث الرئيسي «غاري لوهلينن»، من جامعة «جون موريس» في مدينة ليفربول، بالتعاون مع «ديفيد ميلر» من جامعة ليدز، كانا قد نشرا التفاصيل الجديدة في ورقة بحثية كتباها مؤخراً. حيث قالا فيها: «ظلت هوية القاتل غامضة حتى الآن. نصف هنا التحقيق في الأدلة المادية الوحيدة المتبقية والمرتبطة بتلك الجرائم. كما نصف لأول مرة تحليلاً منهجياً على المستوى الجزيئي للأدلة المادية المرتبطة بجرائم القتل، التي ارتكبها جاك السفاح».


آراء تعارض الكشف الجديد..


على الرغم من الأصداء الواسعة التي قابلت الدراسة الجديدة لكل من «لوهلينن» و«ميلر»، إلا أن الأمر لم يخلُ من أصوات بعض المعترضين على نتائجها، إذ قال البعض متسائلاً، عمّا إن كان هذا الشال الذي أجريت عليه التحاليل قابلاً للقياس، وأنه لا يوجد أي دليل على أنه كان بجانب جثة السيدة «إيدوز»، وربما كان قد تلوث مع مرور الوقت عليه، فعمره يعود إلى 131 عاماً. ولكن على الرغم من هذه الأصوات المعارضة، فقد أشاد الكثيرون بهذه الدراسة، معتبرين أنه وأخيراً تم حلّ هذا اللغز الغامض الذي عاش لكل هذا العقود.


عودة بالتاريخ إلى 131 عاماً..


من الجدير بالذكر، أن منطقة «إيست إند» بالعاصمة البريطاني لندن، كانت قد عاشت خلال العام 1888، أسوأ حالة أمنية في تاريخها، حيث انتشرت فيها موجة كبيرة ودامية من جرائم القتل، التي ظلت هوية مقترفها مجهولة لعقود طويلة. وكان المحققون حينها يشكون بالحلاق «كوزمينسكي»، الذي كان مهاجراً بولندياً عاش في لندن. وفي ذلك الوقت، وعلى الرغم من أن السجلات التاريخية لا تعرف بالضبط عدد الضحايا، إلا أن التقديرات تشير إلى أن «جاك السفاح»، كان قد قتل ما يزيد عن الـ 11 امرأة وفتاة.


كما تثبت سجلات الشرطة في حينها، أن جميع الجرائم كانت ترتكب بالطريقة نفسها، حيث أن المجرم كان بعد أن يقوم بقتل ضحاياه اللواتي كانت أغلبهن من «فتيات الليل»، يقطع حناجرهن ويستأصل أعضاءهن الداخلية قبل أن يقوم برمي جثثهن في أزقة منطقة «وايت شابيل White chapel» المظلمة. واستمرت موجة القتل الدموية هذه، من تاريخ 3 نيسان / أبريل بالعام 1888، وحتى 13 شباط / فبراير من العام 1891.
على جهة أخرى، يذكر أن الشال الذي أجريت عليه هذه التحاليل، كان قد عُرض في مزاد علني، واشتراه رجل الأعمال الإنجليزي «راسل إدواردز» خلال عام 2007، والذي كان قد طلب من الدكتور «لوهلينن» البدء بفحص وتحليل الشال، حيث كشف عن وجود بقع دم غامضة. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يشير فيها تحليل الحمض النووي، إلى ارتباط «كوزمينسكي» بجرائم القتل.