بهذه الطريقة الخاصة تستعد نيوزيلندا لاستقبال أول جمعة بعد مذبحة «المسجدين»

مسجد النور الذي حدثت فيه المذبحة يرمم قبل صلاة الجمعة

ما زال الشعب النيوزيلندي المسالم مذهولاً من صدمة وآثار المذبحة الإرهابية التي تمت على أراضيه ووقع ضحيتها أكثر من 50 شهيدًا وشهيدة من الجالية والأقلية المسلمة في البلاد. وستستقبل نيوزيلندا مع مواطنيها المسلمين أول جمعة بعد مذبحة «المسجدين» بترميم «مسجد النور» استعدادًا للصلاة مجددًا فيه بعد أن خرقت رصاصات الإرهابي الأسترالي جدرانه، ونشر آذان صلاة الجمعة في أنحاء البلاد كافة تضامنًا مع المسلمين.


وأعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن تضامنها مع ذوي ضحايا هجوم «كرايست تشيرش الإرهابي»، وذلك بالوقوف دقيقتي صمت «الجمعة المقبل» في الذكرى الأسبوعية الأولى لمذبحة المسجدين الإرهابية، إضافة إلى بث الأذان على الهواء مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون الوطنيين.


وصرحت أرديرن يوم الأربعاء 20 من آذار الجاري في مؤتمر صحفي بمدينة كرايس تشيرش، التي شهدت المذبحة: «أعرف من كثيرين أن هناك رغبة في إظهار الدعم للجالية المسلمة عند عودتهم إلى المساجد، وخاصة يوم الجمعة، كما هناك أيضًا رغبة لدى النيوزيلنديين في إحياء مرور الأسبوع الذي انقضى منذ وقوع الهجوم الإرهابي»، وفقًا لموقع «سبوتنيك».


وتابعت: «تماشيًا مع هذه الرغبة، سنعلن الوقوف دقيقتي صمت يوم الجمعة، كما سنبث الأذان على نطاق البلاد عبر التلفزيون والإذاعة الوطنيين».


وقام منفذ هجوم نيوزيلندا بإطلاق نار داخل مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزلندية، الجمعة الماضية، بتسجيل فيديو مباشر على فيسبوك، يوثق عمليته، التي خلفت مقتل عدد من الأشخاص.


وبث منفذ الهجوم مقطعًا مباشرًا صادمًا عبر تقنية «لايف فيسبوك» يوثق العملية من بدايتها إلى نهايتها، سجله بواسطة كاميرا «غو برو» ثُبتت على جسمه.


ولحظة دخوله المسجد، شرع المهاجم في إطلاق الرصاص بشكل عشوائي من بندقية على عدد من المصلين، وواصل إطلاق النار حتى على المصابين الذين تكوموا على أرضية المسجد.


ووصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آرديرن، الهجوم على المسجدين «بالإرهابي»، معتبرة أنه واحد من أسوأ أيام نيوزيلندا، قائلة «من الواضح أن ما حدث هنا عمل غير عادي من أعمال العنف ولم يسبق له مثيل»، كما رفعت درجة التهديد الأمني في البلاد.


وقد أحدث تضامن الشعب النيوزيلندي ورئيسة الوزراء النيوزيلندية مع الجالية المسلمة وأسر الضحايا تأثيرًا شعبيًّا كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي بين العرب في أنحاء العالم كافة، ووصفوا رئيسة وزرائه بالسياسية الشجاعة، فبينما تردد قادة غربيون كُثْر في وصف المذبحة بالعمل الإرهابي، وصفته هي بذلك من الدقائق الأولى، وأعلنت أن السفاح سينال أكبر عقاب ضمن القانون النيوزيلندي، كما ستراجع قوانين السلاح في البلاد؛ ما زاد إقبال المواطنين النيوزيلنديين على شراء الأسلحة قبل سن قوانين جديدة متشددة على بيعها.