تعرفي إلى تاريخ ونشأة الاختبارات في العالم

تعرفي على تاريخ ونشأة الاختبارات في العالم
الاختبارات
نشأة الاختبارات
4 صور

أيام قليلة تفصلنا عن موسم الاختبارات المدرسية والذي من شأنه أن يحدد مستوى أبنائنا خلال السنة الدراسية، حيث يعيش الطلاب والأسر هذه الأيام فترة قلق ناتجة عن قرب الاختبارات، والتي بناءً عليها يحدد مستواهم وينتقلون لمرحلة دراسية أخرى، ولكن كيف نشأت الاختبارات المدرسية؟ وما هو أول اختبار دراسي؟ نتعرف إلى ذلك في ما يأتي.
بداية الاختبارات
قيل إن أول من استخدم طريقة الامتحانات التحريرية هم الصينيون، حيث عرفوها منذ عام 2200 قبل الميلاد، وكان يسمى «الامتحان الإمبراطوري»، حيث كان إمبراطور الصين يختبر الموظفين مرة كل ثلاث سنوات، لقياس مستواهم الفكري، من أجل اختيارهم للمناصب العليا، أو لترقيتهم إلى درجة أعلى أو فصلهم.
وكانت الامتحانات تشمل الكثير من المجالات، من ضمنها الجغرافيا والرماية والفروسية، والقانون المدني، والأمور العسكرية، والزراعة، والتجارة، وظل الجهاز الحكومي يختار بالامتحانات حتى عام 1905.
وتستند الامتحانات الصينية إلى المعرفة الكلاسيكية والأسلوب الأدبي، وليس الخبرة التقنية، حيث كان المرشحون الناجحون يشتركون في اللغة والثقافة المشتركة، الأمر الذي ساعد في تشكيل الحياة الفكرية والثقافية والسياسية للصين، كما أسهم في توحيد الإمبراطورية، وإضفاء الشرعية على النظام الإمبراطوري، القائم على الجدارة والتنافسية.
خروج الاختبارات إلى العالم الخارجي
وانتشر نظام الامتحانات الصيني بسرعة في الدول الآسيوية المجاورة، مثل فيتنام، وكوريا، واليابان، ثم انتقل إلى العالم الغربي، عن طريق الحملات التبشيرية والدبلوماسية.
ففي بريطانيا، قامت شركة الهند الشرقية البريطانية، لأول مرة، باستخدام طريقة الامتحانات الصينية لاختيار موظفيها وبعد نجاح الشركة، تبنت الحكومة البريطانية اختبار النظام لفحص موظفي الخدمة المدنية في عام 1855.
ليطبق بعد ذلك داخل المدارس الابتدائية والثانوية، ويعتمد على العلامات والاختبارات الموحدة، وفي منتصف القرن التاسع عشر، بدأت الجامعات العمل بنظام الامتحانات التحريرية، لتقييم مهارات الطلاب، بعدما كانت تعتمد على الامتحانات الشفوية منذ القرون الوسطى، وكانت جامعة كمبردج أول من استخدم ذلك.
الاختبارات في العالم العربي
كان النظام التعليمي لدى العرب خالياً من الامتحانات، حيث كان لا يشترط على المتعلمين تأدية امتحانات معينة، وكانت الشهادات تمنح من الأساتذة للطلبة المجتهدين، دون امتحان وتعرف بـ«الاجتياز»، وتنص على أن الطالب درس كتاب كذا، أو منهج كذا، على يد العالم الفلاني، ولكن ابن أصيبعة يذكر في كتاب «طبقات الأطباء»، أنه نظم امتحاناً لأطباء بغداد في عهد الخليفة المقتدر في القرن العاشر الميلادي، وكان امتحاناً شفوياً.
ومع تطور العصور والأزمنة تطورت الاختبارات، لكن هناك دول لجات إلى إلغاء الاختبارات بعد ذلك لتصبح فنلندا أول دولة تلغي نظام الامتحانات، ورغم ذلك تعد أقوى دولة في التعليم عالمياً، وفقاً لتقرير التنافسية العالمية.
فلا توجد اختبارات محلية في فنلندا، عدا برنامج تقييم للتعرف إلى عينات ديموغرافية للأطفال، ولا تستخدم هذه للنشر أو التقييم، ولا للمقارنة بين المدارس، وإنما تستخدم فقط حينما تحتاج الجهات المعنية إلى الاطلاع عليها من أجل هدف واحد، هو تطوير النظام التعليمي، الذي لا يتضمن التلقين والحفظ بل يتضمن منهاجاً يعتمد على التفكير.