أول قداس بكاتدرائية «نوتردام» يفضح زيف كرم أثرياء فرنسا

أول قداس في كاتدرائية نوتردام فضح زيف كرم أثرياء فرنسا
زوار صوروا أول قداس بعد الحريق بهواتفهم الذكية
أعمال الإصلاح والترميم
قدمت تبرعات صغيرة من أفراد ومواطنين فرنسيين وأميركيين للكاتدرائية
التبرعات الأولى تكفلت بفواتير الترميم ورواتب 150 عاملاً
السياح يزورون الكاتدرائية حتى بعد الحريق
قدمت تسعة بالمئة من المساهمات الموعودة
زوار يصورون عمليات الترميم
تبرعات الأفراد الصغيرة قدمت من دون شروط
9 صور

بعد أن حسد البعض كاتدرائية «نوتردام» الفرنسية الأثرية على كرم أشهر أثرياء العالم معها، وتضامنهم مع حريقها، وتقديم مئات الملايين من اليورو والدولارات لترميمها وتجديدها، فضح زيف كرمهم، وادعاءاتهم أول قداس ديني بالكاتدرائية.
مسؤولون يؤكدون: لم يدفع سوى تسعة بالمئة من التبرعات الموعودة


حيث أكد مسؤولون في كاتدرائية «نوتردام» أنه لم يتم دفع سوى تسعة بالمئة من المساهمات والتبرعات الموعودة، وأن رجال الأعمال الأثرياء لم يفوا بوعودهم ولم يدفعوا أي مبلغ حتى الآن.


المانحين العاديين رمموا الكاتدرائية وليس رجال الأعمال الأثرياء


فقد كشف أول قداس لكاتدرائية نوتردام في باريس منذ الحريق الذي اندلع بها في شهر إبريل- نيسان الماضي، أن المانحين العاديين هم الذين يساعدون على دفع كلفة ترميمها وليس رجال الأعمال الفرنسيين.


أول قداس بعد الحريق


وأقيم بعد ظهر السبت أول قداس في نوتردام منذ الحريق الذي دمر قسمًا من الكاتدرائية قبل شهرين، وترأسه أسقف باريس ميشال أوبوتي.


وتضرر جزء كبير من الكاتدرائية التي تمثّل رمزًا في قلب العاصمة الفرنسية، في حريق أثار حملة تضامن واسعة في العالم لإنقاذ وترميم هذا الموقع الذي يرتدي طابعًا رمزيًا كبيرًا في قلب باريس.


واختير موعد هذا القداس في ذكرى تكريس مذبح الكاتدرائية. وقال المونسنيور شوفيه: «إنه تاريخ يرتدي طابعًا مهما روحيًا»، معبرا عن ارتياحه لتمكنه من إثبات أن «نوتردام حية بالتأكيد».


التبرعات الصغيرة تقدم دون أي شروط


وحتى الآن، لم يتم دفع سوى تسعة بالمئة من المساهمات الموعودة والبالغة قيمتها 850 مليون يورو. ويفسر ذلك بأن التبرعات الصغيرة للأفراد يمكن تقديمها دون أي شروط، لكن الشركات الكبرى والمجموعات عليها صياغة عقود حول تخصيص مساهماتها.


أثرياء فرنسا لم يفوا بوعودهم ولم يدفعوا تبرعاتهم بعد


وأشار مسؤولون في كاتدرائية نوتردام بباريس إلى أن رجال الأعمال الأغنياء الذين أعلنوا أنهم سيمنحون أموالاً للمساعدة في إعادة البناء لم يفوا بوعودهم ولم يدفعوا أي مبلغ حتى الآن.


المواطنون العاديون الفرنسيون والأميركيون قدموا تبرعات ترميم الكاتدرائية


وجاءت التبرعات من عدد من الأفراد العاديين الأميركيين والفرنسيين عبر «مؤسسة نوتردام» وجمعية «أصدقاء نوتردام» الأميركية. وساهمت التبرعات الأولى في دفع الفواتير ومنح مرتبات 150 عاملاً اشتغلوا على ترميم بعض أرجاء الكاتدرائية.


ولفت أندريه فينوت، المتحدث باسم الكاتدرائية، إلى عدم تلقي أموال من الجهات المانحة الثرية، قائلاً: «يريدون معرفة أين ستنفق أموالهم بالضبط قبل التبرع».


وعود الشركات لم تنفذ


وقدمت البعض من أغنى وأقوى العائلات والشركات في فرنسا وعودًا بتقديم ما يقرب من مليار دولار في الساعات والأيام التي أعقبت الحريق. وقد أثار ذلك انتقادات مفادها أن المتبرعين المحتملين كانوا يهدفون إلى تخليد أسمائهم عوضًا عن المساعدة في ترميم أحد أهم المعالم التاريخية في فرنسا.


ووعد فرانسوا بينولت، وهو رئيس مجلس الإدارة لشركة كيرتنج القابضة ومالك ورئيس مجموعة أرتميس التجارية، بتقديم 112 مليون دولار، في حين قال الرئيس التنفيذي باتريك بويان لشركة توتال الفرنسية، باتريك بويان، إن شركته ستمنح نفس المبلغ. وتعهد برنارد أرنو، وهو مؤسس ورئيس مجلس الإدارة لمجموعة لويس فيتون، بتقديم مبلغ 224 مليون دولار. كما أعلنت مؤسسة وبيتنكورت مايرز الخيرية التي أنشأتها العائلة المالكة لإمبراطورية «لوريال» أنها ستمنح مساعدات للكاتدرائية، حسب موقع «العرب».


وأكد فينوت عدم تحويل أي من هذه الأموال الموعودة.


ويستمر العمل في نوتردام منذ الكارثة التي أصابتها، واضطرت الكاتدرائية إلى الاعتماد على المؤسسات الخيرية لتمويل المراحل الأولى من إعادة البناء.


واعترف متحدث باسم مجموعة بينولت بأن عائلة بينولت لم تسلم أي أموال بعد، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع إلى تعطيل في الإجراءات المتعلقة بالعقود. وأضاف المتحدث جان جاك أيلاجون «نحن على استعداد للدفع، شريطة أن يتم ذلك في إطار تعاقدي».
وقالت مجموعة «أل في أم أش» (لويس فيتون) وعائلة أرنو في بيان إنها وقعت اتفاقية مع مؤسسات نوتردام وأن الأموال ستحول «مع تقدم الأعمال». كما تعهدت شركة توتال بدفع 100 مليون يورو عبر مؤسسة «التراث الفرنسي» الخاصة التي أكدت عدم تلقيها لأي مبلغ حتى الآن، ولفتت إلى أن المانحين ينتظرون معرفة تفاصيل الخطط، وما إذا كانت تتفق مع رؤاهم الخاصة قبل أن يوافقوا على تحويل الأموال.


لذا تنتظر الشركات رؤية الحكومة لمعرفة ما الذي ستموله بالتحديد.


وصرحت مؤسسة وبيتنكورت أنها لم تسلم أي مبلغ لأنها تريد ضمان إنفاق أموالها على زوايا تتناسب مع رؤية المؤسسة التي تدعم الحرف والفنون.


وقال أوليفر دي شالوس، وهو من الخبراء في فن العمارة، إن أحد أسباب تردد المانحين الفرنسيين الأثرياء يكمن في شكوكهم حول اتجاه أعمال إعادة البناء.