بالفيديو: هكذا جمعت"سيدتي" صباح والصافي بعد ثلاثين عام من الفراق

26 صور

سنة مرّت على وفاة الفنان الكبير وديع الصافي وأيام قليلة على رحيل الصبوحة، نبشنا أرشيف ذاكرتنا الذي يختزن للراحل والراحلة الكثير، وعدنا بزيارة جمعت فيها "سيدتي" الصافي بالصبوحة، ليلة الخميس الواقع في السادس من فبراير عام 2009 وكان تاريخاً يستحق التدوين كونه تزامن وموعد الزيارة الأولى بعد ثلاثين عاماً مضت، على الزيارة الأخيرة التي قامت بها المطربة صباح برفقة الموسيقار الراحل فريد الأطرش لمنزل المطرب وديع الصافي الكائن في منطقة الحازمية (شرقي بيروت).
لم يكن تحديد موعد الزيارة بين "سيدتي" والمطربين صباح ووديع الصافي بالأمر الصعب. فالتعامل مع نجوم وعمالقة فن العصر الذهبي فيه الكثير من الاحترام والتقدير للعمل الإعلامي، كونهم يدركون تماماً أهمية الإعلام في مسيرتهم الفنية. فتجدهم ينحنون إحتراماً أمام السلطة الرابعة.
أحاديث شيّقة دارت في هذه الزيارة إليكم تفاصيلها خطوة بخطوة:
الإنطلاقة مع صباح
الساعة السابعة من ليلة الخميس هو الموعد الذي حدّدته لنا صباح للقاء بها في باحة فندق الكونفرت في منطقة الحازمية حيث كانت تقيم. فوصلنا قبل الموعد بعشرة دقائق وعند السابعة تماماً توقف المصعد الكهربائي الهابط من الطابق الثاني حيث يقلّ صباح ورفيق دربها المزين جوزيف غريب.
أطلّت صباح بثوبتها الأحمر واستقبلتنا بحفاوة، وقبل أن أعرض عليها مرافقتي في سيارتي قالت لي: "ما رأيك لو تتركين سيارتك في الموقف الخاص وترافقيني وجوزيف في سيارته. ثم تنبّهت للمصور محمد رحمة قائلة له: "كيف لك أن تتبعنا؟! فردّ محمد عليها قائلاً: "لدي دراجة نارية". فقالت له وهي تبدو متخوّفة عليه: "إنتبه إن قيادة الدراجة خطرة". واللافت بصباح، وهذا ما نفتقد إليه ويفتقده معظم المصورين مع نجوم هذا العصر، احترام الصحافي والمصورين. فكانت صباح كلما تقدّم منها المصور يريد التقاط صورة لها تقف له وتبتسم لكي يلتقط لها صوراً. ومن ثم تشكره قائلة شكراً لك "تسلم إيدك".
في السيارة
ركبنا سيارة جوزيف غريب وفي طريقنا إلى منزل المطرب وديع الصافي، فسألتنا صباح ونحن في المصعد "هل الأستاذ وديع على علم مسبق بزيارتنا". فأجبتها: "أكيد وهو من حدّد لنا هذا الموعد". طرقنا الباب، حيث سمعنا من خلفه صوتاً يقول: "لقد وصلت صباح". وكانت المفاجأة الأولى أن بعض أفراد عائلة وديع الصافي كانوا في استقبال صباح مرحّبين بزيارتها الكريمة، شاكرين لها الهدية التي تحملها لهم وهي عبارة عن علبة من الشوكولاته. دخلنا صالة الضيوف. وكان في انتظارنا الفنان وديع الصافي الذي ما أن رآها حتى ارتسمت على وجههما ضحكة معاً. ودعاها لتجلس إلى جانبه، ومن حولها عائلة الفنان وديع الصافي وأحفاده. فسألته صباح قائلة: "بسلوك الأولاد"؟ (هل أحفادك يساعدونك على تمضية أوقات الفراغ بسعادة وفرح)"؟ فردّ عليها وديع الصافي قائلاً لها بيت قصيد جاء فيه:
هنّ القلب والقلب مالو فلاح
لولاهم حياتي حياتي ما رضيت فيها
هنّ الأمل لبعيش عليه
صحرا الدنيا لو ما هنّ فيها
ديو غنائي
كانت الفنانة صباح تنظر الى أحفاد وديع الصافي وتبتسم إليهم بنظراتها التي تحمل الكثير من الحنين والحزن الدفين. وحدها تعرف دون سواها أسبابه. ثم التفتت إلى وديع سائلة إياه: "وديع هل تمرّن صوتك وتدندن في البيت"؟. فأجابها: "أغني لأن الصوت بحاجة إلى تمرين وإلا فيصاب بالعداء قائلاً لإبنه جورج: أعطيني آلة العود. فجلب له جورج آلة العود وجلس وديع يعمل على دوزنة أوتاره".
وبعد انتهائه من دوزنة العود بدأ الغناء أغنيته من مسرحية "موسم العز" التي قدّمت عام 1960 في مهرجانات بعلبك من تأليف وألحان الأخوين الرحباني.
وكانت صباح تشاركه الغناء "شاهين شو جابك عاضيعتنا". بعد انتهائهما من غنائها صفّق لها الجميع فقالت صباح لوديع: "يا حياتي عليك صوتك ما زال جميلاً وقوياً". ثم سألته: "وديع هل تتذكر أول حفل قدّمناه معاً في مطعم مارون سعادة في منطقة الدورة (شرقي بيروت)"؟ فردّ عليها: "طبعاً". وضحكا معاً قائلاً وديع لصباح: "حينها جئتني وأنت بسن الرابعة عشرة ربيعاً، وأنا كنت في سن السابعة عشرة من عمري. ولقد أتاني صديق يقول لي هناك شابة جميلة وصوتها جميل. كان الفنان وديع الصافي يتكلّم والفنانة صباح تستمع إليه وتهز برأسها موافقة على كلامه وتقول له: "حياتي الله "يطول عمرك". وتعليقاً على حديثيهما وغنائهما معاً كثنائي ناجح في عملهما معاً في أكثر من مسرحية سألت السيدة دوللي الخوري التي كانت موجودة ضمن الحضور وهي إحدى قريبات عائلة الصافي، سألت وديع مازحة: "طالما كنتما مناسبين على الصعيد الفني فلماذا لم ترتبطا"؟ فقالت صباح: "وديع لم يكن بحاجة إلى الزواج من فنانة، إنما كان بحاجة إلى ست بيت، (وأشارت بيدها إلى زوجته ملفينا) تأخذ بيده وتنتبه إليه. وقد أحسن الإختيار.
تناولا الشوكولاته
بعد ذلك وأثناء تقديم واجب الضيافة من الشكولاته إختارت صباح قطعة لها وأخرى لوديع الممنوع عن تناول الشوكولاته. لكنه بدا ضعيفاً أمام علبة الشوكولاته التي أتت بها صباح هدية له، قائلاً لصباح: "الدكتور منعني من تناول الشوكولاته لكنني لن ألتزم بمنعنه. وسأتناول من الشوكولاته التي أتتني بها العزيزة الصبوحة. فتناول قطعة وقدّمها للصبوحة. ثم تناول واحدة وأكلا معاً الشوكولاته وفرحة اللقاء واضحة على وجهيهما. وفي سياق الجلسة تطرقا إلى وفاة الموسيقار منصور الرحباني وكيف كان للأخوين الرحباني الفضل في مسيرة المطربة فيروز. وتكلما عن العصر الفني الذهبي وأيام مهرجانات بعلبك. كانت ذكرياتهما تتركز على ماضيهما الذي شكّل للبنان تاريخاً فنياً ثقافياً. كانا يتكلمان بفخر وإعتزاز على ما صنعاه لأجل لبنان. ثم تذكّر وديع الصافي ما قاله الموسيقار عبد الوهاب مرة: "إن في العالم صوتين لن يتكررا: "صوتا أم كلثوم ووديع الصافي. فقالت صباح: "وديع وأنا في الحقيقة أمضينا العمر الفني سوياً. وأنا لا أتخيل لبنان من دون وديع الصافي مضيفة إن شاء الله تبقى لدينا قدرة على الوقوف على قدمينا (بصحة جيدة) شاكرة إستقباله لنا. فردّ وديع الصافي: يجب أن نشكر "سيدتي" على فكرتها الجميلة بجمعنا بهذا اللقاء الجميل". مضيفاً: "الصحافة تمثّل إستمراريتنا. فالفنان والصحافة وجهان لعملة واحدة لا أحد يستغني عن الآخر".
انتهاء الزيارة والعودة
كانت الساعة قد قاربت الثامنة مساء استأذنت صباح الجميع الرحيل بعدما شكرتهم على حسن استقبالنا. وقام وديع يرافق صباح لغاية الباب الخارجي وهو يقول لها: "الله يديمك صبوحة خذي بالك من نفسك". فردّت عليه صباح قائلة: "ربنا يخليك والله أكرمني بوجود جوزيف غريب إلى جانبي يساعدني بكل شيء".

 

أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين

ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر