ساعي بريد يحتفظ بأكوام من الرسائل في بيته

صورة تعبيرية
3 صور

لم يكن يعلم ساعي البريد «السارق» بمدينة بوذنيب (جنوب شرق المغرب) أنه سيقع في قبضة الشرطة بالصدفة لكونه احتفظ بأكوام من الرسائل البريدية المهملة، التي لم يقم بتسليمها لأصحابها.

المصادفة هي التي قادت إلى هذا الاكتشاف، حيث اتصل ساعي البريد بالشرطة للتحقيق في تعرض منزله للسرقة، خاصة أن اللصوص فشلوا في الدخول إليه بعد تكسير بابه
فقد منعتهم أكوام من الرسائل والطرود من دخول المنزل وتركوا بابه مفتوحاً.
وكان ساعي البريد يقوم بمهمة توزيع الرسائل إلى أحياء كثيرة بالمدينة التي يقطن بها آلاف السكان.

لم يكن السكان يعرفون سبب احتفاظ هذا الشخص بالرزم البريدية في منزله، بدلاً من تسليمها لأصحابها، والتي كانت تضم طروداً بريدية وبطاقات بريدية ورسائل رسمية ومستندات ثبوتية وبطاقات ائتمان وفواتير. اشتكى العديد من السكان من عدم توصلهم برسائل بريدية، وفواتير، والاحتجاج على ذلك.

فور علمها بالخبر كانت عناصر الدرك الملكي في المدينة، تفتح تحقيقاً في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وقد اعتقلت ساعي البريد، ومن المتوقع أن تستمر محاكمته لشهور، بالنظر إلى عدد الرسائل التي أهملها واحتفظ بها، ولكثرة الأشخاص المعنيين بجريمته التي طالت عدداً كبيراً من الناس والهيئات التي يمكن أن تتقدم بشكاوى ضده لأنه فتح ملفات سريّة


مدينة بوذنيب متأثرة بتصرف ساعي البريد

y_0.jpg


ما يعطي لهذا التصرف بعداً اجتماعياً وتأثيراً على المنطقة كون مدينة بوذنيب تتكون من 7 أحياء ويبلغ عدد سكانها فقط حوالي 20 ألف نسمة، أي أنه تعمد إقصاء نسبة كبيرة من السكان من الرسائل والطرود الآتية من خارج المدينة.
ويعتمد أغلب سكان بوذنيب على الفلاحة والتجارة البسيطة، التي وصلت لبعض التطور من السنوات السابقة من حيث البنية التحتية واستقرار بعض المؤسسات البنكية.


محاكمته توافق اليوم العالمي للبريد

lywm_0.jpg


ولم يكن يعلم ساعي البريد السارق أن تصرفه الأرعن قد يجلب عليه بعض المتاعب الخاصة بهذا المجال، حيث يمكن أن تستمر محاكمته بالتزامن مع اليوم العالمي لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي في التاسع من أكتوبر المقبل.
ويأتي هذا اليوم العالمي، الذي اعتمد خلال مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي الذي عقد في طوكيو سنة 1969، من أجل الاحتفال بساعي البريد وتشجيع الوعي بدور البريد وأهميته في حياة الناس، إلا أن هذا الاحتفال سيصبح وبالاً على هذا الموظف الذي ارتكب خطأ قد يعتبر نموذجاً لسعاة البريد المهملين.


في قصة مشابهة أخفى ساعٍ إيطالي نحو نصف طن من الرسائل البريدية التي لم يتم تسليمها لأصحابها، إذ عثرت الشرطة في يناير 2018 على رسائل لم يتم فتحها تعود لسنة 2010 في منزل الساعي والمرأب الملحق به.
وتشبه نوعية الطرود التي وجدت لدى هذا الرجل الإيطالي تلك التي عثرت عليها المصالح الأمنية في مدينة بوذنيب (جنوب شرق المغرب) والمؤلفة من رسائل من بنوك وفواتير غاز وكهرباء وخلافه وغرامات مرورية.