أظهر بحث جديد أن الأطفال الذين يولدون ويقضون وقتاً أطول مع آبائهم يستمتعون بصحة أفضل عند بلوغهم عامهم الأول. وفقاً للبحث الذي قامت بها هيئة التدريس في جامعة بينغهامتون– جامعة الولاية في نيويورك، الآباء الذين يلاحظون الشبه بينهم وبين أطفالهم عند الولادة يقضون وقتًا أطول معهم، وبالتالي يستمتع أطفالهم بصحة أفضل من غيرهم عند بلوغهم عامهم الأول.
التشابه بين الآباء وأطفالهم
وأشارت البيانات المأخوذة من المرحلتين الأولى والثانية من الدراسة، إلى أنَّ الرُّضع الذين يُشبهون آباءهم عند الولادة تمتعوا بصحة أكبر بعد سنة واحدة، مما يشير إلى أنَّ الشبه بين الأب والطفل يحثُ الأب على قضاء وقت أكبر في ممارسة التربية الإيجابية؛ حيث أمضى هؤلاء الآباء ما يقارب 2.5 يوم إضافي في الشهر مع أطفالهم من الآباء الذين لا يشبهون أبناءهم.
وقالت الدراسة: "إنَّ هؤلاء الآباء الذين يلاحظون التشابه بينهم وبين أطفالهم يشعرون برابط فوري وقوي معهم، وبالتالي يقضون وقتاً أطول في اللعب معهم والاعتناء بهم".
"والتفسير الرئيسي لسبب تحسن المؤشرات الصحية لدى الطفل عندما يشبه أباه؛ هو أنَّ الزيارات المتكررة للأب تسمح بوقت أكبر للتربية وتقديم الرعاية والإشراف عليه. أكد الباحثون أنَّ هذه الدراسة تدعم سياسات تشجيع الآباء غير المقيمين مع أطفالهم على المشاركة في تربيتهم بشكل أكبر وبشكل إيجابي ومتكرر؛ لتحسين صحتهم في الطفولة المبكرة، فهي مرحلة مهمة يتطورون بها فيسيولوجياً، عاطفياً، واجتماعياً.
يقول د.أحمد البحيري- استشاري أول الطب النفسي باستثناء الرضاعة، يمكنك أن تفعل كل شيء مع طفلك يمكنك حمله وملاعبته، ضمه، معانقته وتهدئته. من الصعب أن تقوم بأمر خاطئ عندما تحب طفلك من كل قلبك، فقد تستغرب عندما تعرف أن كيفية تربية الطفل ليس علماً جافاً، بل أمر قد يأتي بالفطرة ودافعه الأساسي... الحب!
هناك من الرجال الملمين بكيفية تربية الطفل من يحاولون البدء ببناء العلاقة قبل ولادة الطفل. فهم يغنون له أو يقرؤون له القصص بانتظام، وهو ما يزال في بطن أمه. الآباء أيضاً يشاركون في جميع الفحوص الطبية وفي دورة التحضير للولادة. الآباء الذين يشاركون في عملية ما قبل الولادة، عادة ما يكونون أيضاً فاعلين جداً في تربية الطفل.
إذا لم تتح لك فرصة لقضاء الكثير من الوقت مع الأطفال في حياتك السابقة كأعزب، فحاول من مرة إلى أخرى تحديد لقاء مع أب جديد آخر، قبل ولادة طفلك. يمكن لهذه التجربة أن تعزز الثقة لديك لتكون جاهزاً لاستقبال وريثك إلى العالم. حاولوا أن تطلبوا من صديقكم –الأب الجديد– أن يحمل طفله الصغير. وبهذه الطريقة يمكنكم حمل طفلكم بثقة، وأن تركزوا فيه وليس في التفكير فيما إذا كنتم تحملونه بشكل صحيح أم لا.
يمكن للآباء الآخرين أيضاً أن يقدموا لكم نصائح مفيدة حول تغيير حفاضات الأطفال والتجشؤ، وجميع الأمور الأخرى التي يقوم بها الأطفال. قد يكون من الأسهل للآباء في بعض الأحيان قبول هذه النصائح من الأصدقاء الرجال الآخرين، وليس من النساء.