شركات يابانية تثير غضباً شعبياً بحظر ارتداء الموظفات للنظارات الطبية

اعتبروا الأمر تمييزاً ضد المرأة لأنه لا يشمل الرجال
بحجة أنها تخفي جاذبيتهن وتعطي انطباعاً بالبرود
حظر ارتداء الموظفات للنظارات الطبية في اليابان
يشمل الموظفات النساء فقط دون الرجال
بعد قرار فرض الكعب العالي على الموظفات
القرار أثار غضباً شعبياً
6 صور

لم يكد الجدل والانتقادات الكبيرة التي وُجهت إلى عدد من الشركات التجارية في اليابان، تهدأ قليلاً عقب قرارها الغريب والمُجحف، بإجبار الموظفات النساء على ارتداء الكعب العالي خلال أوقات العمل الرسمية، حتى أعلنت هذه الشركات نفسها عن قرار جديد ربما يكون أشد إجحافاً وأكثر جدلاً خلال الأيام القليلة الماضية، وهو منع الموظفات من ارتداء النظارات الطبية خلال العمل. الأمر الذي جعلها تحت وابل من الانتقادات الواسعة.


ووفقاً لما نقله موقع عربي بوست عن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن هذه الشركات اليابانية عللت قرارها الغريب هذا، بأن ارتداء الموظفات للنظارات الطبية خلال أوقات العمل الرسمي، ليس مناسباً على الإطلاق كونه لا يتناسب مع جمالهن وجاذبيتهن. إضافة إلى أن النظارات تعطي انطباعاً بالبرود للعملاء، إلى جانب أنها تخفي مساحيق التجميل على وجوههن.


الموظفات اليابانيات ثُرن ضد هذا القرار، واعتبرن أن هنالك تمييزاً عنصرياً تجاههن، لأنه يسري فقط على النساء ولا يشمل الموظفين الرجال. ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية الـ بي بي سي BBC، فإن قرار هذه الشركات أشعل صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة في البلاد، وأدى إلى الكثير من الانتقادات الواسعة بشأن ممارسات بعض الشركات بحق النساء فيما يتعلق تحديداً بقواعد المظهر الخارجي.


ومن جانبها، أشارت كوميكو نيموتو، أستاذة علم الاجتماع في جامعة كيوتو ثاني أقدم الجامعات اليابانية، إلى أن الأسباب التي قدمتها هذه الشركات لحظر ارتداء النظارات الطبية خلال العمل على النساء، ليست مقنعة أو منطقية على الإطلاق، بل وتظهر شكلاً واضحاً من التمييز العنصري الجندري، ما يعكس طريقة التفكير القديمة والتقليدية لدى اليابانيين. وأضافت نيموتو قائلة: «لا يتعلق الأمر بكفاءة النساء في العمل، بل بمظهرهن الخارجي فقط. وبهذا الحالة، فإن ارتداء النظارات الطبية يتعارض بكل تأكيد مع هذه المعايير السطحية».


حركة كوتو الاحتجاجية تُعلق على القرار..


وقبل الإعلان عن قرار منع النساء من ارتداء النظارات الطبية، كان عدد من الشركات اليابانية قد أثارت غضباً وسخطاً شعبياً كبيرين عندما أعلنت عن قرارها بفرض ارتداء الكعب العالي على الموظفات. حيث ظهرت على إثر هذا القرار، حركة «كوتو»، وهي اختصار لـ3 كلمات يابانية، الأولى بمعنى الحذاء، والثانية الألم، والثالثة هي المقطع الأخير من الحركة النسوية العالمية مي تو Me-too.


وكانت الحركة الاحتجاجية قد علقت على قرار النظارات الطبية بالقول: «إن كان ارتداء النظارات الطبية خلال أوقات العمل يعد مشكلة حقيقية، إذاً فعلى هذه الشركات أن تطبقه على الرجال أيضاً». وأوضحت حركة كوتو، أن مشكلة النظارات الطبية، هي نفسها مشكلة الكعب العالي، فهي قرارات تُطبق على النساء فقط.


وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الكثير من الموظفات والناشطات اليابانيات، كن قد قدمن التماساً إلى الحكومة في محاولة لمنع الشركات من تطبيق هذا القرار، وفرض قواعد تختص بالمظهر الخارجي للنساء، كونها جميعها تُمثل تمييزاً عنصرياً واضحاً ضد المرأة.