Fashion weeks SS2026 ربيع الموضة يزهر في عواصم العالم

سان لوران Saint Laurent - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

يحمل أسبوع باريس لربيع وصيف 2026 نَفَساً جديداً يميّزه عن المواسم السابقة، حيث يقف على مفترق طرق بين وداع رموز وصعود وجوه جديدة. فبينما أسدل أسبوع ميلانو الستار على لحظات تاريخية، أبرزها الظهور الأخير لجورجيو أرماني وتوديع سيلفيا فندي لموقعها بعد عقود، بدا أسبوع باريس وكأنه يفتتح فصلاً جديداً في عالم الموضة. فقد شهد هذا الموسم تحولات كبيرة في إدارة أبرز الدور مثل شانيل Chanel وديور Dior ولويفي Loewe ، ما ينذر بولادة رؤى إبداعية تعيد تشكيل ملامح الصناعة. إنها بداية لمرحلة تجديد طال انتظارها، تنبض بالأمل والطموح في زمن مليء بالتحديات.

رموز جماليَّة لكل دار أزياء

في عالمِ الموضة، تُعدُّ الرموزُ الجماليَّةُ لكلِّ دارِ أزياءٍ بمنزلةِ البوصلةِ التي تحافظُ على هويَّةِ العلامة، وتُكرِّس إرثَها، فهي الإطارُ الذي يتحرَّك داخله الإبداعُ دون أن يفقدَ أصالته. وفي موسمِ ربيع وصيف 2026، ومع تعيين مديرين إبداعيين جُددٍ في دورٍ كبرى مثل شانيل Chanel، وبوتيغا فينيتا Bottega Veneta، وبالنسياغا Balenciaga وغيرها. عمد بيير باولو بيتشولي في مجموعته الأولى لدار بالنسياغا أعاد صياغة إرث الدار بخطوطٍ تُحاكي الزمن وتتماهى معه.

في بوتيغا فينيتا Bottega Veneta، استمرَّ التمسُّك بحِرفيَّةِ الصناعةِ الإيطاليَّةِ الراقية، لا سيما تقنيَّةُ الجلدِ المضفَّر Intrecciato التي أصبحت مرادفاً لفخامةٍ بلا شعاراتٍ. أمَّا في شانيل Chanel، فقدَّم ماتيو بلازي Matthieu Blazy مجموعتَه الأولى بلغةٍ تصميميَّةٍ، فذهبت نحو رؤيةٍ أكثر اتساعا، لا تحتفي بامرأةٍ واحدة بل بكلّ النساء، حيث الأنوثة تتّحد مع القوة في مشهدٍ واحد. بين الحِدّة والرِقّة، نسج بلازي فصلاً جديداً في رواية الأناقة العالمية.

الريش كلاعب أساسي

في موسم ربيع وصيف 2026، يفرض الريش نفسه كلاعب أساسي في مشهد الموضة، متجاوزًا دوره الكلاسيكي كعنصر زخرفي ليصبح رمزاً للحركة والترف. من بوتيغا فينيتا Bottega Veneta إلى ستيلا مكارتني Stella McCartney، تنوّعت استخداماته بين خفيف ينساب برقة مع كل خطوة، وكثيف يُضيف لمسة درامية آسرة، ما يعكس روحاً مرحة ومتحرّرة تتماشى تماماً مع مزاج الصيف القادم.

الأناقة الكلاسيكية برؤية معاصرة

تستحضر بعض الدور في موسم ربيع 2026 روح La Belle Époque، تلك الفترة الباريسية الزاخرة بالفن والترف والأنوثة الراقية، لتعيد إحياء الأناقة الكلاسيكية برؤية معاصرة. في عروض كارولينا هيرير اCarolina Herrera وسان لوران Saint Laurent ، برزت تفاصيل مثل الكشاكش، والأكمام المنفوخة، والخصر المحدد، لتعكس مزاجاً حالماً واحتفالياً يحنّ إلى عصر ازدهار وجمال لا يُنسى.

ما رأيك بالاطلاع على المصمم إيلي صعب يُطلق مجموعته الجاهزة لصيف 2026 من وحي الثمانينيات

موغلر Mugler - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
برونيللو كوتشينيللي Brunello Cucinelli - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
بوتيغا فينيتا Bottega Veneta - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
ستيلا ماكارتني Stella McCartney - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
ماغدا بوتريم Magda Butrym - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
ارديم Erdem - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
ألكسندر ماكوين Alexander McQueen - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
سان لوران Saint Laurent - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
جيامباتيستا فاللي Giambattista Valli - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

الموضة بأسلوب درامي

في ربيع 2026، تتصدّر الشراريب والتصاميم الملتفة واجهة الموضة بأسلوب درامي يفيض بالحيوية. من بالمان Balmain إلى إيلي صعب Elie Saab ، تحوّلت إلى عنصر يعكس الإيقاع، الديناميكية، وحتى الفخامة، من خلال تنسيقات انسيابية تعبّر عن امرأة لا تخاف من لفت الأنظار، وتُحب أن تُعبّر عن حضورها بالحركة قبل الكلمات.

القميص الأبيض بأساليب مبتكرة

لم يعد القميص الأبيض مجرّد قطعة أساسية في خزانة الكلاسيكيات، بل تحوّل في ربيع 2026 إلى منصة إبداعية يُعاد تفسيرها بأساليب مبتكرة وجريئة. في عروض بالنسياغا Balenciaga ومايكل كورس Michael Kors، رأيناه بحجم مبالغ فيه، بقصات هندسية، أو حتى بطابع بوهيمي أنيق، ليُثبت أن البساطة قادرة على التحوّل إلى عنوان للأناقة المستقبلية.

يمكنك أيضًا الاطلاع على ميو ميو تهدي عرضها لربيع وصيف 2026 إلى المرأة العاملة

أناقة طلاب الجامعات بنكهة أكثر عصرية

في ربيع 2026، يعود الأسلوب الـPreppy إلى الواجهة، مستلهماً من أناقة طلاب الجامعات المرموقة، لكن بنكهة أكثر عصرية وتحرّر. اعتمدته دور مثل فندي Fendi ولويفي Loewe بأساسياته المعروفة كالبليزر، التنانير المثنية، وربطات العنق، ليمنح الإطلالات لمسة من الذكاء، النظام، والجرأة الأنيقة في آنٍ معاً.

Hermès تمزج بين التقاليد العريقة والروح المعاصرة المستقلة

هيرميس Hermès - الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

في مشهد طبيعي آسر، حيث يلتقي النهر بالبحر وتشكل الرياح ملامح الأرض، تطلّ فارسة حرة، متفلتة من القيود، تجسّد الانسجام مع البيئة وقوة الحضور الأنثوي. بهذه الصورة، تطلق دار هيرميس Hermès تشكيلتها الجديدة التي تمزج بين التقاليد العريقة والروح المعاصرة المستقلة. تستوحي المجموعة تفاصيلها من سرج كامارغي تاريخي محفوظ في أرشيف الدار، حيث ينعكس أثر الزمن والفرسان على ملامحه. هذا العنصر الرمزي يُترجم إلى تصاميم تحتفي بالحرفة اليدوية: جلد مشمّع يدوياً، حلقات معدنية، أحزمة وظيفية، وخياطة دقيقة مستلهمة من تقنيات الـBoutis التقليدية. تبرز القطع بتصاميمها الفريدة مثل الجاكيت القصير المصمم لحركة الفارسة، التنورة غير المتناظرة المصنوعة من كتان مبطن، والمعاطف الطويلة المربوطة بأحزمة تشبه تلك الخاصة بالسروج. في تناغم جريء بين الأنوثة والقوة، نرى الفساتين المشدودة المستوحاة من الكورسيه تُرتدى فوق سراويل رياضية، فيما تتحول أوشحة الحرير إلى قمصان أو عقود نحتية مبتكرة. تغوص التشكيلة في رمزية البحر والمرافئ، حيث السراويل المقتبسة من السلوبت البحرية، والتريكو الشفاف الذي يسمح لأشعة الشمس بملامسة الجلد، والطبعات الحرة التي تنساب على القماش كما الأمواج على رمال الساحل. في جوهرها، لا تعكس المجموعة الموضة فقط، بل تقدم حكاية نساء حرّات، متجذرات في أرضهن، يحملن روح الأجيال الماضية ويكتبن فصولاً جديدة من التمرد والأناقة. إنها دعوة للانطلاق، بلا قيود، في أفق واسع من الحرية والجمال.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط