mena-gmtdmp

ليليان إسماعيل تتحدث لـ"سيدتي" عن الحِرفية والهوية والتعليم في عالم المجوهرات

مصممة المجوهرات ليليان اسماعيل - الصورة من العلامة
مصممة المجوهرات ليليان إسماعيل - الصورة من العلامة

في عالم المجوهرات؛ حيث يلتقي الفن بالحرفة وتتحول الذكريات إلى قطع تُروى، برز اسم ليليان إسماعيل كواحدة من أوائل رائدات تصميم المجوهرات في المملكة العربية السعودية. بدأت رحلتها في سن السابعة عشرة؛ لتصبح اليوم رمزاً للإبداع الذي يجمع بين الأصالة والحداثة.
عبر علامتها التجارية التي تحمل اسمها، استطاعت ليليان أن تحوّل التراث والثقافة السعودية إلى تصاميم فنية معاصرة تنبض بالهوية، وتحمل في طياتها قصصاً شخصية وإنسانية.

في هذه المقابلة، نتعرف عن قرب إلى رؤية ليليان، ونتعمق في رحلتها من شغفٍ إلى ريادة في التعليم والتدريب، ونكتشف كيف ترى المجوهرات كوسيلة للتعبير الثقافي والشخصي، وكيف تسعى لإعادة تعريف الفخامة من منظور سعودي معاصر؟.

علامتك التجارية تدمج بشكل جميل بين التقاليد والتصميم المعاصر. كيف تقتربين من دمج التراث الثقافي السعودي مع الجماليات الحديثة في مجموعاتك؟

مجوهرات ليليان إسماعيل – مصدرة الصور من العلامة

وُلدت ونشأتُ في المملكة العربية السعودية، وأسعى لتسليط الضوء على هذا التاريخ القريب من قلبي من خلال إحياء عناصر من تراثنا. أمزج بين المفاهيم الإسلامية والتقليدية مع التصاميم العصرية في مجموعاتي؛ حيث يحكي كل تصميم قصة فريدة، ويُعد شكلاً من أشكال الفن الذي يعكس هويتي وإلهامي الشخصي. لا أقتصر فقط على استكشاف التراث السعودي، بل أهدف إلى التعبير عن ذاتي وكل ما يلهمني.
قد يهمك أيضاً: موديلات سلاسل قابلة للتعديل.. ارتديها حسب ذوقك

هل يمكنكِ مشاركتنا قطعة لها معنى خاص بالنسبة لكِ وقصة تصميمها؟

مجموعة 1441H هي واحدة من أقرب المجموعات إلى قلبي. لسنوات، كانت جدة القديمة مصدر إلهام متكرر في دفاتري التصميمية، وقررت أخيراً تحويل هذه المشاعر إلى مجموعة ملموسة. إنها تعبير عن ارتباطي العاطفي بمدينتي وكيف يمكن تحويل عناصرها التاريخية إلى فن يُرتدى ويحمل معاني عميقة؟.

كيف أثرت رحلتك منذ انطلاقتك في عام 2013 وحتى ريادتك في مجال التدريب والتعليم على رؤيتك كمصممة وقائدة في هذا المجال؟

مجوهرات ليليان إسماعيل – مصدرة الصور من العلامة

بدأت علامتي التجارية وأنا في السابعة عشرة من عمري، دون خلفية أكاديمية في تصميم المجوهرات. كان من الصعب الموازنة بين التصميم والأعمال والدراسة، خاصة بعد انتقالي إلى نيويورك للدراسة في معهد برات. لم يكن لديَّ مرشد، وتعلمت كل شيء بالطريقة الصعبة، مثل سفري إلى الهند بمفردي في سن 21 للبحث عن موردي الأحجار الكريمة، لكن هذه التجارب علَّمتني الصلابة. وعلى مر السنين، قمت بتدريب أكثر من 400 مصمم ومصممة طموحين، واليوم أستخدم خبرتي التصميمية والأكاديمية لدعم الجيل القادم.

الحِرفية في صميم علامتك التجارية. ماذا تعني لكِ كلمة "الحرفية"، وكيف تحافظين على تميزها في كل قطعة؟

الحِرفية بالنسبة لي عملية مقدسة. كواحدة من القليلات الحاصلات على تدريب أكاديمي في تصنيع المجوهرات من النساء السعوديات، أؤمن أن روح المصمم تنعكس في كل قطعة. إنها علاقة روحية بين الصانع والمادة. ولهذا السبب، أدعو إلى إشراك المزيد من النساء في عمليات الإنتاج، فالأمر لا يقتصر على المنتج النهائي، بل على الحفاظ على الفن الكامن خلفه.

كيف ترين المجوهرات كوسيلة للتعبير الشخصي والثقافي؟

مجوهرات ليليان إسماعيل – مصدرة الصور من العلامة

غادرت معهد برات، بإيمان راسخ بأن المجوهرات ليست مجرد سلعة. بل هي فن يُرتدى ليعبّر عن هويتنا. تحكي كل قطعة قصة، وتعكس روح الصانع الذي بنى علاقة مع المادة. لذا؛ أرى المجوهرات كوسيلة للتعبير عن الهوية، سواء كانت ثقافية أو شخصية، وأسعى لأن يحمل كل تصميم هذه الرسالة بوضوح.

ما التحديات التي واجهتكِ كرائدة أعمال سعودية في مجال المجوهرات، وكيف تغلبتِ عليها؟

عندما بدأت وأنا في سن السابعة عشرة، واجهت تحديات كثيرة، لم أكن أملك خلفية أكاديمية في المجال، ولا مرشداً يوجهني، وكنت أُدير عملي أثناء دراستي في الخارج. حتى أنني سافرت إلى الهند بمفردي لبناء علاقات إنتاج دون ميزانية أو خطة عمل واضحة. لكنني أؤمن أن التجربة هي أفضل معلم، وهذه التحديات شكّلت رحلتي كرائدة أعمال.

مع تزايد الاهتمام العالمي بالتصميم الشرق أوسطي، كيف توازنين بين الجاذبية العالمية والحفاظ على الجذور السعودية؟

تقف علامتنا التجارية عند تقاطع الهوية السعودية والتوجهات العالمية. وبينما أتبنى لغة التصميم العالمية، أحرص دائماً على أن تنبع مجموعاتي من صميم ثقافتنا. هذا التوازن يتيح لي تمثيل الإبداع السعودي بشكل أصيل، مع القدرة على التفاعل مع جمهور عالمي.

ما الذي يدفعكِ للاستمرار في دعم الجيل القادم من مصممي المجوهرات السعوديين؟

بدأت التدريس فور عودتي من نيويورك، وكنت صغيرة في السن، قريبة من أعمار طلابي، وأشرفت على كل شيء من التصاميم إلى العروض النهائية. لاحقاً أصبحت مديرة البرنامج الأكاديمي. مشاركة المعرفة، خصوصاً في مجال كان يفتقر إلى التعليم الأكاديمي المحلي، أصبحت شغفي. أطمح لبناء جيل من المصممين الذين يفهمون الفن والتقنية معاً.

هل يمكنكِ أن تصفي لنا عملية الإبداع لديكِ، من لحظة الإلهام وحتى التنفيذ النهائي؟ وكيف تضمنين أن تحكي كل قطعة قصة فريدة؟

مجوهرات ليليان إسماعيل – مصدرة الصور من العلامة

يبدأ الإلهام غالباً من الذكريات الشخصية، أو من عناصر ثقافية وتاريخية مثل جدة القديمة أو المخطوطات الإسلامية. من هناك، أبدأ بالتخطيط والرسم وصناعة النماذج، وأعمل عن قرب مع المواد. وبما أنني أشارك فعلياً في الإنتاج، أُكوّن علاقة عميقة مع كل قطعة، ما يجعلها تحمل معنى يتجاوز الشكل الجمالي. كل مجموعة هي رواية، فصل من رحلتي الشخصية والثقافية.

ما هي رؤيتكِ لمستقبل علامة ليليان إسماعيل، وكيف ترين دورها في تطور صناعة المجوهرات الراقية في السعودية وخارجها؟

هدفنا هو بناء علامة تجارية عالمية تنافس بيوت المجوهرات الكبرى، مع الحفاظ على جذورنا الثقافية. ونسعى إلى أن نكون صوتاً معبراً عن الإبداع السعودي، وأن نُسهم في إعادة تعريف الفخامة من منظور محلي وعالمي.
تابعي أيضاً: مجوهرات عصرية اختارتها النجمات في أسبوع باريس للهوت كوتور.. منْ صاحبة القطع الأجمل؟