ربما مررت مثل الكثيرات بلحظات تقفين فيها باحثة عن حل بسيط، طبيعي، وغير مكلف يمنح بشرتك الإشراقة التي تفتقدينها. وبين زحمة المنتجات وصيحات العناية المتلاحقة، يبقى للطبيعة سحر لا يقاوم، وتبقى الزيوت الطبيعية وعلى رأسها زيت الزيتون من أكثر الكنوز التي تلجأ إليها النساء منذ آلاف السنين.
لطالما سمعنا عن فوائده، رأيناه يستخدم في وصفات الجدات، وشاهدناه يدخل حتى في تركيبات أشهر الماسكات والعلاجات. لكن بين ما نسمعه وما نختبره بأنفسنا، مساحة كبيرة من الفضول. ولذلك قررت أن أبدأ رحلتي الخاصة مع زيت الزيتون، رحلة لم أكن أعلم أنها ستغير نظرتي تماماً لمفهوم الترطيب والعناية اليومية.
كنت أبحث عن شيء يعيد اللمعان الصحي لوجهي بعد أيام من الإرهاق، يوحد اللون، ويمنحني ملمساً أكثر نعومة من دون أن يسبب تحسساً. ومع تجارب عديدة بين المنتجات الكيمياوية، وجدتني أتجه نحو المكون الذي استخدمته أمي وجدتي قبل عشرات السنين، زيت الزيتون البكر.
ومن هنا بدأت حكايتي معه بين تطبيقات ليلية، وماسكات أسبوعية، وملاحظات دقيقة حول كل تغيير في بشرتي. وأحب أن أشاركك اليوم التفاصيل، لعل تجربتي مع زيت الزيتون للوجه تكون مصدر إلهام أو بداية رحلة جديدة لوجه أكثر صحة وراحة.
البداية: لماذا اخترته؟
اخترت زيت الزيتون لأنه طبيعي 100% وغني بالفيتامينات، خاصة فيتامين E الذي يشتهر بقدرته على دعم نعومة البشرة ومظهرها الصحي. كما أن تركيبته الدهنية تساعد في حبس الرطوبة من دون أن تخنق الجلد إذا استخدم بالكميات الصحيحة.
الطريقة التي استخدمته بها
- كتطبيق ليلي بسيط: في أول أسبوع بدأت أضع بضع قطرات فقط على بشرة نظيفة قبل النوم. كنت أدلك وجهي بلطف لمدة دقيقة تقريباً حتى تشربه البشرة من دون أن يترك طبقة مزعجة.
- كماسك ترطيب عميق: مرة أو مرتين أسبوعياً خلطت ملعقة صغيرة من زيت الزيتون مع ملعقة من العسل. وضعت الخليط لمدة 15 دقيقة ثم غسلته بماء فاتر. أعطاني هذا القناع ملمساً حريرياً ملحوظاً منذ المرة الأولى.
- لإزالة المكياج: بشكل مفاجئ، كان من أفضل مزيلات المكياج الطبيعية التي جربتها، خاصة للماسكرا العنيدة. لم يترك أي احمرار أو شد بل بالعكس، شعرت أن منطقة العين أصبحت أكثر ليونة.
- قناع زيت الزيتون والزبادي: يوسع فائدته لتشمل التفتيح الخفيف وتهدئة الالتهاب. مثالي بعد يوم متعب.
- زيت الزيتون مع قطرات من فيتامين C: كنت أستخدمه مرتين أسبوعياً ليعزز الإشراق ويساعد على توحيد لون البشرة.
فوائد زيت الزيتون للوجه كما لاحظتها خلال التجربة
بعد الأسابيع الأولى من استخدام زيت الزيتون، بدأت أكتشف أن هذا المكون البسيط يحمل فوائد أعمق بكثير مما توقعت. لم تكن تجربتي مجرد ترطيب عابر، بل سلسلة من التحسينات التي شعرت بها تدريجياً، وكل فائدة جعلتني أكثر اقتناعاً بأن هذا الزيت يستحق أن يكون جزءاً أساسياً من روتيني اليومي.
- ترطيب عميق يدوم لساعات: أول ما لاحظته أن بشرتي أصبحت أكثر امتلاءً ورطوبة، ليس فقط مباشرة بعد الاستخدام، بل طوال اليوم. زيت الزيتون غني بالأحماض الدهنية التي تعمل كطبقة حامية تحافظ على الرطوبة داخل البشرة، وهذا ما جعله مثالياً في الأيام الباردة أو بعد التعرض للهواء الجاف.
- نعومة ملموسة من أول أسبوع: لم أكن أتوقع أن يغير ملمس بشرتي بهذه السرعة، لكن مع التدليك الخفيف كل ليلة، شعرت بأن وجهي أصبح أكثر نعومة ومرونة. الخطوط الدقيقة حول الفم بدت أقل وضوحاً، وربما يعود ذلك لقدرته على تحسين مرونة البشرة بفضل احتوائه على فيتامين E ومضادات الأكسدة.
- توحيد لون البشرة وتقليل البهتان: كانت لدي بقع بسيطة من الإرهاق والجفاف تظهر حول الأنف والذقن، ومع الاستخدام المتكرر لاحظت أنها بدأت تختفي تدريجياً. ليس لأنه يعمل على تفتيح البشرة مباشرة، بل لأنه يمنحها تجانساً طبيعياً ويخفف آثار الجفاف التي تعطي مظهراً باهتاً.
- تهدئة الالتهابات والاحمرار: لو بشرتك حساسة مثلي، ستفهمين تأثير أي تغيير بسيط عليها، سواء من غسول جديد أو مناخ متقلب. لكن زيت الزيتون كان من أكثر المواد التي هدأت الاحمرار حول الأنف والخدين، خاصة بعد التقشير أو التعرض للشمس. تركيبته الغنية بالدهون الصحية تساعد على تهدئة حاجز البشرة واستعادة توازنها.
- حماية من الجفاف بعد الغسيل: كنت أعاني دائماً من الشعور بشد في بشرتي بعد غسلها، لكن عندما بدأت بوضع زيت الزيتون قبل الترطيب أو بعده، اختفى هذا الشعور تماماً. فهو يعمل كختم لترطيب البشرة ويحميها من فقدان الماء، خصوصاً بعد استخدام غسول قوي قليلاً.
- إزالة المكياج وتنظيف المسام: من أكثر الاستخدامات التي أحببتها هي إزالة المكياج، فالقليل منه على قطعة قطن كان كافياً لإذابة كريم الأساس والماسكرا وحتى أحمر الشفاه الطويل الثبات. والأهم من ذلك، لم يترك ملمساً ثقيلاً ولم يسد المسام عند غسل الوجه بعده. بالعكس، شعرت بأن بشرتي أصبحت أنظف وأنعم.
- مضاد أكسدة طبيعي يحارب علامات التقدم: مع الاستمرار، لاحظت أن بشرتي بدت أصغر قليلاُ، ربما ليس بشكل جذري، لكن أكثر امتلاءً وحيوية. مضادات الأكسدة الموجودة في زيت الزيتون مثل البوليفينولات تساعد البشرة في محاربة الشيخوخة المبكرة. وهذا ما جعله أفضل من كثير من الكريمات.
- يعزز إشراقة الوجه: هناك لمعان البشرة الصحي الذي يعطي انطباعاً ببشرة مرتاحة ونضرة، وهو ما أحببته في زيت الزيتون. ليس لمعاناً دهنياً مزعجاً، بل إشراقاً طبيعياً يشبه ما يظهر بعد جلسة عناية في عيادة تجميل.
يمكنك الاطلاع أيضاً على زيت الزيتون لتنعيم الشعر.. السر الطبيعي لخصلات حريرية ولامعة
ملاحظات مهمة
- استخدمي قطرة أو قطرتين فقط لا أكثر.
- مناسب للبشرة الجافة والعادية، لكن البشرة الدهنية يجب أن تكون أكثر حذراً.
- تأكدي أنه بكر ممتاز وغير مكرر.
- اغسلي وجهك بعد استخدامه كمزيل مكياج.
- جربيه على جزء صغير أولاً لو بشرتك حساسة جداً.
ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.
