دليلك إلى حفظ أبرز الأطعمة في المنزل

يعاني كثيرون من مشكلات صحيّة والكيلوغرامات الزائدة في الوزن نتيجةً لنقص بعض الفيتامينات والمعادن في الجسم، إذ تؤكّد دراسات صادرة حديثاً عن "هيئة الغذاء والدواء الأميركية" أهميّة بعض المعادن كـ "البوتاسيوم" و"الماغنسيوم" والفيتامينات "سي" C و "بي" B المركبة في رفع معدّل التمثيل الغذائي (الأيض) في الجسم، فضلاً عن فعاليتها في تحسين كفاءة الدورة الدموية وإنتاج الطاقة. ويعزو الاختصاصيون السبب الرئيس المسؤول عن النقص في الفيتامينات والمعادن من الجسم إلى عدم سلامة حفظ الأنواع المختلفة من الأغذية في المنزل، ما يؤدّي إلى تلفها أو فقدان جزء كبير من قيمتها وعناصرها.

"سيدتي" تطلع من الاختصاصي في التغذية العلاجية الدكتور أكرم رشيد على الطرق الصحية لحفظ أكثر أنواع الأطعمة استهلاكاً.

 

1- حفظ الفاكهة 

ثمّة أنواع معيّنة من الفاكهة الموسمية تعدّ الأكثر استهلاكاً على مدار العام، تشمل:

البرتقال: يحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية، وخصوصاً "البكتين" في قشرته البيضاء، والذي تثبت البحوث العلمية الصادرة عن "الجمعية الملكية الأوروبية للعلوم والكيمياء"Royal Society of Chemistry أهميته في تقليل امتصاص الدهون و"الكوليسترول" في الدم. كما يعدّ مصدراً جيّداً للفيتامين "سي" C الذي يساعد في زيادة امتصاص الحديد في الجسم، وبالتالي الوقاية من فقر الدم (الأنيميا). وتؤمّن ثمرة البرتقال الطازجة التي تزن حوالي 160 غراماً ضعف احتياجات الجسم اليومية من الفيتامين "سي"، وربع الكمية التي يحتاجها من مادة "الفولات" الهامة لصحّة الجهاز العصبي والقلب.

ويجب اتباع الخطوات التالية لدى شراء البرتقال: 

- اختيار الثمار المستديرة ذات القشرة الرقيقة الملساء، إذ أن ذلك دليل على نضج الثمرة، مع تجنّب القشرة الخشنة السميكة المتجعّدة كثيرة الألياف والعصير والتي تدلّ على شيخوخة الثمرة، وانخفاض قيمتها الغذائية، والابتعاد عن تلك التي تلاحظ أماكن ليّنة فيها فذلك دليل على تلفها أو وجود عطب فيها.

- الحرص على تناول البرتقال في شكله الكامل بدلاً من عصره، ما يحافظ على "الأنزيمات" المفيدة ومحتواه من الفيتامين، مع فعاليته في تعزيز الشعور بالشبع بأقلّ عدد من السعرات الحرارية، إذ أن الثمرة متوسطة الحجم تحتوي على 65 سعرة حرارية فقط.

- يمكن حفظ البرتقال خارج البراد لمدّة يوم أو يومين على الأكثر. وفي حال الرغبة في تخزينه لفترة أطول، يجب وضع الثمرات داخل كيس بلاستيكي وحفظها في البراد لمدّة تصل من 10 إلى 14 يوماً.

- يجب حفظ البرتقال الذي تمّ تقطيعه أو تقشيره في وعاء زجاجي محكم يحفظ في البرّاد لمدة يومين أو أيّام ثلاثة على الأكثر.

الموز: مصدر غنيّ بـ "البوتاسيوم" الذي يحتاج إليه الرياضيون في إنتاج وتخزين الطاقة ونقل الإشارات العصبية وانقباض العضلات وإفراز الهرمونات. وتختلف الخواص الغذائية للموز طبقاً لدرجة نضوجه، فالثمرة مكتملة النضج تكون كثيرة السكريات وقليلة النشويات ومؤشّرها الغلوكوزي مرتفع، لذا ينصح المتخصّصون بتناولها قبل ممارسة الرياضة كمصدر سريع للطاقة. أمّا الثمرة غير مكتملة النضج فتعدّ قليلة السكريات وكثيرة النشويات ومؤشّرها الغلوكوزي منخفض، ما يجعلها تدخل ضمن الحميات الهادفة إلى إنقاص الوزن.

ويجب اتّباع الخطوات التالية لدى شراء الموز: 

- اختيار حباتها طبقاً للون قشرتها ورائحتها، علماً أن الموز يتوقف عن النضج إذا وضع في البراد في حرارة أقلّ من 12 درجة مئوية.

- تنزع القشرة الخارجية عن الثمرة قبل الأكل مباشرة، نظراً إلى سرعة تأكسدها في الهواء.

- يتمّ الاحتفاظ بحبات الموز غير الناضجة في حرارة الغرفة العادية لمدّة يوم أو يومين حصراً، شريطة عدم تعرّضها إلى الحرارة أو ضوء الشمس.

- يوصى، عند حفظ الموز في البراد، بوضعه في أكياس بلاستيكية، علماً أن لون قشرته الخارجية وميلها إلى لون داكن يجعلها ناضجة وذات نكهة جيدة.

- استعملي قشر الموز في تنظيف وتلميع أوراق نباتات الزينة في المنزل.

 

2- حفظ الخضر

تعتبر الخضر الورقية والأنواع المحتوية على نسبة كبيرة من الماء الأسرع تلفاً مقارنة بأنواع الخضر الأخرى، ما يلزم التعرّف على الطرق الملائمة لحفظها بما يحافظ على قيمتها الغذائية من الفيتامينات والمعادن:

- أوراق السلطة الخضراء: يؤكّد الخبراء في وزارة الزراعة الأميركية أن الخضر الورقية تحتوي على نسبة عالية من الماء تصل إلى 95.9% من وزنها، ما يوجب وضعها في الثلاجة للحفاظ على جودتها وقيمتها الغذائية. ويجب اتباع الخطوات التالية لدى شرائها:

- اختيار الأوراق الطازجة المتماسكة الزاهية الخالية من الاصفرار أو البقع البنيّة، والاحتفاظ بها بدون تقطيع وغسل في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق في البراد لمدّة تتراوح من 3 إلى 7 أيّام على الأكثر.

- الامتناع عن حفظ الخضر الورقية مع الفاكهة في البراد، إذ تتسبّب المواد المتبخّرة من بعض الفاكهة عند نضجها (التفاح مثلاً) إلى تحويل لون هذه الأوراق من الأخضر إلى البنّي.

- لدى إعداد السلطة، ينصح بغسل أوراق الخضر جيداً وإيداعها في محلول "برمنجانات" مركّز لمدة نصف ساعة، وذلك لقتل الجراثيم والطفيليات التي تتواجد بين أوراقها.

الخيار: يفيد الباحثون في "منظمة السكري الأميركية"American Diabetes Association  أن الخيار يحتوي على نسبة عالية من الماء تبلغ 96% من وزنه، ما يجعله مثالياً في إنقاص الوزن والحفاظ على توازن معدّل "الأنسولين" في الدم. كما يشكّل مصدراً غنياً بالأملاح الهامّة للجسم ك "البوتاسيوم" و"الصوديوم" و"الكالسيوم" و"الفسفور" و"الماغنسيوم".

ويجب اتباع الخطوات التالية لدى شراء الخيار:  

- يجب أن تكون الثمرة صلبة وذات لون أخضر قاتم، أما الليّنة الذابلة فعادة ما تكون خزّنت بشكل سيئ لفترة أطول ممّا يجب.

- يفضّل عدم غسل الخيار قبل استعماله، كما يجب حفظ حباته في أكياس بلاستيكية توضع في الدرج الأسفل في البراد لمدة لا تزيد عن 4 إلى 5 أيام.

- الامتناع عن تقشير الخيار قبل تناوله أو استخدامه في السلطة، إذ تتركز أكبر نسبة من الفيتامينات في قشرته الخارجيّة، لذا يفضّل تناوله مع قشرته، خصوصاً إذا كان مزروعاً بطريقة بيولوجية عضوية جيدة.

البندورة: تحتوي على نسبة عالية من الماء تبلغ 93% ونسبة بسيطة من السكريات (3%)، كما أنها قليلة في سعراتها الحرارية إذ تحتوي الحبة المتوسطة على 17 سعرة حرارية فقط، ما يجعلها مفيدة في الحميات الهادفة إلى إنقاص الوزن. وتؤكّد البحوث الحديثة الصادرة عن "مركز التحكّم والوقاية من الأمراض" Centers for Disease Control and Prevention (CDC) أن من يتمتعون بارتفاع نسبة "الليكوبين" في الدم، والمسؤول عن اللون الأحمر المميّز للبندورة والمضاد للتأكسد، قد يعانون من أعراض الشيخوخة بدرجة أقلّ مقارنة بمن تحتوي أجسامهم على نسبة ضئيلة من هذه المادة. لذا، ينصح بضرورة تناول البندورة بصورة منتظمة خصوصاً من كبار السن، وذلك للتخفيف من أعراض الشيخوخة (الوهن العضلي وضعف الذاكرة وآلام المفاصل)، كما تلعب دوراً في مكافحة سرطان البروستات عند الرجال. 

وتؤكّد بحوث علمية صادرة عن "هيئة الغذاء والتغذية"The Food and Nutrition Board أهمية تناول البندورة ضمن الحميات الخاصّة بتنظيف الجسم من السموم ومعادلة حموضة الدم، نظراً إلى تحوّل أحماضها بالجسم إلى مواد قلوية، ما يجعلها مفيدة في الحدّ من أعراض الروماتيزم والنقرس. وتساهم سعراتها الحرارية القليلة في جعلها غذاءً مثالياً لإنقاص الوزن، شريطة أن يتمّ تخزينها بشكل يحفظ لها أكبر قيمة من نكهتها وخواصها الغذائية، وفق التالي:

- اختيار الثمار السليمة المتماسكة ذات اللون الأحمر الزاهي.

- وضع الثمار الناضجة في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق، مع حفظها في البراد لفترة لا تتجاوز 3 إلى 4 أيّام، أمّا الثمار غير الناضجة فيحتفظ بها في الثلاجة لفترة أطول تصل إلى أسبوع.

- يجب إزالة قشرة الطماطم الخارجية نظراً إلى تسبّبها في عسر الهضم الناتج عن تهيّج أغشية الأمعاء والقولون.

- تجنّب تناول الثمار غير الناضجة (الخضراء) في السلطة لاحتوائها على مادة "سولانين"Solanin  التي قد تسبّب عسراً شديداً في الهضم.

- يفضّل عدم طهوها في أوعية من الألومينيوم بسبب حمضيتها، مع إيداعها على نار هادئة للحفاظ على أكبر نسبة من الفيتامين "سي" C الهام في تعزيز جهاز المناعة في الجسم والذي يتأثر سلباً عند تعرّضه إلى الحرارة.

 

3- حفظ الألبان

هذه خطوات مفيدة لحفظ الألبان: 

- يجب حفظ كل أنواع الحليب ومنتجاته في البراد حتى انتهاء فترة صلاحيتها.وفي حال فتح العبوة، يفضّل استهلاكها في خلال يومين، مع استمرار الاحتفاظ بها مبرّدة.

- يمكن حفظ عبوات الحليب المجفّف أو المعلّب في درجة حرارة الغرفة العادية بدون تبريد، شريطة عدم فتحها. ولكن عند فتحها، يفضّل حفظ المجفّف في مكان بارد والمعلّب داخل الثلاجة.

- يجب تغطية الحليب السائل عند حفظه في البراد كي لا يمتصّ روائح الطعام الأخرى، ما يؤدّي إلى تغيّر طعمه.

- يجب حفظ الحليب السائل في عبوات زجاجية داكنة اللون، إذ تثبت بحوث التغذية الصادرة عن "منظمة التغذية الأميركية" American Nutrition Association أن الضوء قد يؤثر على بعض مكوّنات الحليب.

- يتمّ حفظ الحليب طويل الأمد عادةً في مكان بارد حتى تاريخ انتهاء صلاحيته شريطة عدم فتحه، إذ يجب عند فتحه الاحتفاظ به مباشرة في البرّاد.

- تختلف مدّة حفظ الحليب ومنتجاته في الثلاجة، إذ يمكن حفظ الزبادي لفترة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام، أما الجبن الأبيض المصنوع بالكامل من الحليب فيمكن حفظه لفترة تتراوح بين 5 إلى 10 أيام، في حين أنه يمكن حفظ "التشيدر" لفترة أطول تتراوح بين 3 إلى 6 أسابيع.

 

4- حفظ اللحم

هذه خطوات مفيدة لحفظ اللحم: 

- يجب حفظ اللحم الطازج في الثلاجة بعد الشراء مباشرةً، وذلك بهدف الحفاظ على عناصره وخواصه الغذائية.

- يفضّل عدم غسل اللحم قبل حفظه في الثلاجة، إذ أن الرطوبة العالية قد تساهم في إفساده.

- يقطّع اللحم إلى مكعبات متوسّطة الحجم، ثم تقسم هذه القطع إلى حصص حسب حجم الوجبات المراد تحضيرها وتحفظ في أكياس بلاستيكية خاصّة. وتجدر الإشارة إلى أن إذابة اللحم وإعادة تجميده يؤدّي إلى فقدان جزء كبير من الفيتامينات والمعادن فيه، بالإضافة إلى تغيّر لونه ورائحته.

-  يجب عند حفظ الأسماك أن تنزع عنها الخياشيم والأحشاء الداخلية والزعانف والأصداف، ثم تغسل جيداً وتدع قليلاً لتصفّى من الماء، لتحفظ بعدها في أكياس بلاستيكية وتدع مجمّدة.

- يجب عند تجميد الدجاج الطازج غسله جيداً وإزالة جميع الزوائد العالقة فيه والقطع الدهنية الزائدة، ثم حفظه في أكياس بلاستيكية.