محاذير أكثر المكمّلات شيوعاً

يتزايد تناول المكمّلات الغذائية من قبل الأفراد، بصورة عامة، والرياضيين بصورة خاصة، بهدف رفع مستوى أدائهم. «سيدتي» اطّلعت من استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد علي المدني عن أنواع المكمّلات الغذائية، وطريقة تناولها وما لها وما عليها.

يعرّف «المكمّل الغذائي» بأنه منتج يؤخذ عن طريق الفم، بهدف استكمال الغذاء وليس كبديل عنه. وتشمل المكمّلات الغذائية نطاقاً واسعاً من المنتجات، على غرار الفيتامينات والمعادن والأعشاب والمنتجات النباتية والأحماض الأمينية، فضلاً عن مواد ك «الأنزيمات» والهورمونات والمركّزات والخلاصات ونواتج التمثيل الغذائي...

ولكن، يجب توخّي الحذر عند تناول المكمّل الغذائي، إذ يجب أن يتمّ الأمر تحت إشراف طبّي، مع الحرص على قراءة المعلومات الغذائية الموضّحة على العبوة، علماً أن العناصر الغذائية التي تحتويها المكمّلات، وفي حال تناولها الفرد بكميات مفرطة، قد تحمل آثاراً جانبية كالإعياء والإسهال وتساقط الشعر، وبعض المشكلات الصحية، كحصيات الكلى أو تلف الكبد أو العصب، وقد تؤدّي إلى الوفاة أحياناً!

بالمقابل، يساهم استعمالها بمستويات متدنّية في التخفيف من مستوى «الكوليسترول» الجيد أو تدمير المناعة أو انخفاض نسبة النحاس بالدم.لذا، ينصح الدكتور المدني بضرورة تناول الغذاء الطبيعي المتكامل الأكثر توازناً، فهذا الأخير، وإن ازدادت نسبة الفيتامينات والمعادن فيه، لا تصل إلى درجة السمّية!

 

الفيتامينات والمعادن

يحتاج بعض متتبّعي الحميات الغذائية، التي تقلّ عدد سعراتها عن 1200 سعرة حرارية يومياً،  إلى تناول المكمّلات الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن، لتلبية احتياجات الجسم من العناصر الغذائية، ومنها:

- مكمّل الحديد: يعمل على تحسين كفاءة الإمتصاص، ويعوّض انخفاض نسبة الحديد في الدم. وينصح بتناوله مع الماء أو العصير على معدة خاوية.

- مكمّل الكالسيوم: يقي من هشاشة العظام، خصوصاً لمن تجاوزوا سن الخمسين، كما أنه يساعد على خفض ضغط الدم وزيادة نسبة كثافة العظام بالجسم. ولكن، يمنع تناوله لمن يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية.

- مكمّل الكروم: يخفّض مستويات «الكوليسترول» بالدم، ويقلّل من شحوم الجسم ويشجّع على بناء العضلات والوقاية من هشاشة العظام.

- مكمّل حمض «البانتوثينيك»: فيتامين مضاد للتوتر، ومفيد ل «روماتيزم» المفاصل، يعمل على تحسين الأداء الرياضي.

- فيتامين (د): ضروري لصحة العظام لأنه يساعد على امتصاص الكالسيوم، ويقلّل من خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي.

 

المكمّلات العشبية

في الموازاة، تبدو المكمّلات العشبية والنباتية آمنة إلى حدّ معيّن، وذلك لأنها مستخلصة من أعشاب طبيعية طازجة أو من أجزاء مختلفة من النباتات، كالزهور والأوراق والجذور والبذور، إلا أنه لا يجدر بنا الإعتقاد أنها آمنة لمجرد أنها طبيعية، خصوصاً وأن الأبحاث العلمية في هذا المجال فقيرة. وفضلاً عن إيجابياتها في علاج بعض الأمراض وخصوصاً تلك المرتبطة بالشيخوخة، إلا أنها لا تخلو من سلبيات، إذ إنها لا تخضع للقواعد المنظّمة والموضوعة من قبل «إدارة الطعام والدواء الأميركية» FDA. وتعدّ عشبة «الجنسنغ» من أشهر المكمّلات العشبية، وتلعب دوراً في تعزيز الأداء الرياضي وتنشيط الدورة الدموية وزيادة كفاءة القلب، كما أنها تعيد حالات الخلل الناجمة عن مختلف الأمراض إلى توازنها الطبيعي، لكنها قد تؤثّر سلباً في مستويات «الغلوكوز» بالدم لدى مرضى السكري، كما يمنع استخدامها قبل الخضوع لأي جراحة بسبعة أيام، على الأقل.

 

خاص للرياضيين

«الكريالتين» هو الحمض الأميني الطبيعي المتواجد في العضلة بنسبة 95%، بالإضافة إلى نسبة قليلة منه في كل من الدماغ والقلب. يعمل على زيادة وزن الرياضي من كيلوغرام إلى كيلوغرامين خلال الأسبوع الأول من تناوله، نتيجةً لاحتباس الماء في الجسم، ممّا يؤدّي إلى تضخّم العضلة وبروزها، كما أنه يطوّر قوّة وكتلة العضلة في الجسم ويزيد من طاقتها بنسبة قد تصل إلى 15%، مما يمنح متناوله كثافة عضلية أثناء التمرين. ومن فوائده الأخرى: تعزيز قوّة التحمّل لدى الرياضي، مع تقليل الجهد أثناء التدريب العنيف، إضافة إلى تحسين «الكلايكوجين» في العضلة وهو عبارة عن كمية من الكربوهيدرات المخزونة، ويؤثّر بشكل أساسي في إطالة التحميل على العضلة أثناء التمرين. وهو مفيد للقلب ويؤخّر الشعور بالتعب، كما يعمل على إحراق الدهون والشحوم الزائدة ويزيد من القوّة، خصوصاً لدى كبار السن ومرضى القلب. بالمقابل، تتمثّل مخاطره في زيادة الوزن نتيجة احتباس الماء، كما يحظّر تناوله من قبل مرضى الكلى أو الفشل الكلوي. وهو يفيد، بشكل كبير، لاعبي رياضة حمل الأثقال وبناء الأجسام، على ألا تتجاوز الجرعة منه غرامين إلى خمسة غرامات يومياً، وذلك حسب وزن الرياضي وقوّة التمرين.