متى يبدأ دور الأب في التربية؟ و17 توصية للأب الداعم

صورة لأب يحتضن طفله
أب يحتضن طفله ويدعمه نفسياً

الحقيقة أن دور الأب في التربية لا ينتهي أبداً عند مرحلة معينة، فدوره يبدأ مع بداية الحمل؛ بأن يكون موجوداً دائماً، أن ينخرط بشكل دائم في حياة أبنائه اليومية‫؛ فتفاعل الوالدين معاً مع أطفالهم في غاية الأهمية، فهما مُعلّما ومقدّما الرعاية للطفل، وتعد السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل ذات أهمية خاصة؛ فهي اللبنات الأساسية لنمو الطفل وتعلُّمه وتطوره في المستقبل.
ففي هذه الفترة، يتطور الدماغ بمعدل سريع خلال السنوات الأولى؛ حيث تنمو أكثر من مليون شبكة عصبية كل ثانية، وفي سن الخامسة يتطوّر حوالي 85% من أفكار ومهارات وشخصية الطفل، وتشير الأبحاث إلى أن التجارب المبكرة، بما فيها التفاعلات المتبادلة بين الأهل وأطفالهم، لها أثر مباشر على كيفية تطوير الطفل لمهاراته في التعلّم.
للتعرف إلى دور الأب تحديداً -بجانب الأم- في رعاية ونمو مهارات طفله، ومتى يبدأ؟ ومتى ينتهي؟ وكيف يكون أباً داعماً لأطفاله؟ يدور التقرير التالي، وفيه تتحدث الدكتورة سمية حسن إسماعيل، أستاذة التربية وعلم نفس الطفل، عن تفاصيل هذا الدور.

تأثير علاقة الوالدين بالطفل على تطور نموه

تربية الطفل ودعمه تحتاج تلبية احتياجاته النفسية أيضاً

العلاقة بين الوالدين والطفل مهمة جداً؛ نظراً إلى أن الطفل يقضي معظم وقته مع والديه، خلال سنواته الأولى، بجانب العديد من العوامل المؤثرة على تعلم الطفل.
بل إن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة قادرٌ على التنبؤ بنجاح الطفل في التعلّم المبكر، ودور الوالدين من شأنه أن يضاعف هذه القدرة على التنبؤ.
يحتاج جميع الأطفال للرعاية والحماية والدعم، وبالتالي فإن تربية الطفل لا تقتصر على تلبية احتياجاته الأساسية، ولكنها تمتد لتشمل تلبية احتياجاته النفسية كذلك.
الوالدان أكثر الأشخاص قدرة على تقديم الدعم اللازم لأطفالهما، ودورهما رئيسي في تطوّر الأطفال وتعلّمهم؛ من خلال طريقة تحدثهم ولعبهم وسلوكهم وتفاعلهم معهما.
حتى إن كان الوالدان غير متعلمين أو أميين، فلا يزال بإمكانهما التأثير بشكلٍ إيجابي على عملية تعلّم الطفل في المنزل.
وذلك بالطبع بعد اكتساب المعرفة حول مراحل نمو الطفل، ومعرفة ما يمكن توقعه من الطفل في كل مرحلة، وسبل دعم الطفل بشكلٍ أفضل أثناء نموّه.
إذن مسيرة تعلّم الطفل تبدأ في المنزل، والسنوات الأولى تشكّل فرصة ليستغلها الوالدان، رغم انشغالهما في ضغوطات الحياة، سواء المادية أو الاجتماعية.

تعرفي إلى دراسات تؤكد: أهمية التخطيط المشترك بين الآباء لتربية الأبناء

إستراتيجيات إشراك الآباء وتفاعلهم مع أطفالهم

رعاية الوالد للطفل تنمي مهاراته وتزيد من تحصيله الأكاديمي

الإستراتيجية الأولى: التعلّم الموجه للعائلة والشراكة بين العائلة والمدرسة، ويشمل تحدث الوالدين مع أطفالهما والقراءة لهم، واللعب معهم، أو قد يكون على شكل منظم؛ مثل تقديم تدريبات تستهدف تطوير معرفة ومهارات الوالدين.
في حين يشمل المجال الثاني: التواصل بين الوالدين والمعلمين، ومشاركة الوالدين في المجتمع المدرسي، وقد تبين من الدراسات أن مشاركة الوالدين في سنوات التعلّم الأولى لأطفالهما ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتحصيلهم الأكاديميّ المستقبليّ.
بينما كشفت دراسة أخرى أن 55% من الأمهات يعتقدن "كلياً" أو "إلى حد ما" أن لرعاية الوالدين في المنزل تأثيراً محدوداً في تعلّم الطفل، وأشار 41% من الأمهات بأنهن لا يقرأن لأطفالهن، و40% لا يقمن بتعلميهم أي حروف أو أرقام أو كلمات.
وللأسف قد يؤدي تجاهل هذه الحقائق إلى إضرار طويل المدى بالطفل، وتعليمه وتنمية مهاراته، لذلك يجب توعية الأهل وإعطاؤهم الفرصة لتعلم واكتساب المعارف والمهارات والقدرات التي تمكّنهم من دعم أطفالهم، على ضوء حقيقة أن تعلم الأطفال حساس، ومن الضروري أن يتشارك الوالدان في تعليم أطفالهما ونموهم في وقت مبكر، آخذين بعين الاعتبار أن ما يهم بالفعل هو جودة التفاعل بين الأهل وأطفالهم وليس كمّيته.

دور الآباء يبدأ في فترة الرضاعة

دعم الأب لطفله يبدأ مع فترة الرضاعة
  • لا شك بأن هذه المرحلة تعد خطوة صعبة في طريق الأبوة، إذ تكون الأم متعبةً من الولادة وآلامها، وهنا يبرز دور الأب بشكل إيجابي على صحة الطفل وأمه.
  • سيتشارك الوالدان في الاعتناء بطفلهما الرضيع، والاستيقاظ ليلاً عند بكائه، والمساعدة في تغيير حفاضاته، ومعانقته كثيراً، والمشاركة في تغذيته.
  • كل هذه الأمور ستقوي علاقتك بطفلك، مما ينعكس بشكلٍ إيجابي على سلوك طفلك وثقته بنفسه، بل وسيقلل خطر المشاكل العقلية والنفسية لديه.
  • وهذا يعني أن علاقتك الجيدة بطفلك ستحميه وتجعله أفضل على المستوى الجسدي والنفسي والعقلي.
  • عادة ما يتمثل هذا الدور في تقديم الدعم العاطفي والمعنوي للأم والطفل معاً، ويتم ذلك من خلال اللمس الجسدي والإمساك بالطفل واللعب معه.
  • كما أن الأب يمكن أن يساعد في الرعاية اليومية للطفل؛ مثل تقديم يد المساعدة في التغذية وتغيير الحفاضات وتوفير رعاية وبيئة آمنة.
  • وغالباً ما يتولى الوالد دوراً أكبر في رعاية الأطفال وتربيتهم، عندما يكبرون، ويستمر في كونه حضوراً مهماً في حياة أطفاله.

كيف تكون داعماً لطفلك؟ 17 توصية

شارك طفلك أفكاره وألعابه وأحلامه
  1. اقضِ وقتاً كافياً مع طفلك: لابد أن الطفل بحاجة إلى قضاء وقت ممتع مع والديه على حدٍ سواء، ومشاركتك له اللعب، أو الحديث، سينعكس بشكل إيجابي على علاقتكما.
  2. كن قدوة لطفلك: في هذا العمر، يكون الطفل أشبه بلوح فارغ، يمكنك أن تكتب عليه ما تشاء، لذا اهتم بما تعلمه لطفلك، والاهتمام بما تفعله أمامه، فطفلك سيقلدك.
  3. شارك طفلك الحوار: عندما تشارك طفلك الحوار حول موضوعٍ ما، وسؤاله عن رأيه فيه، ستعلمه بهذا أساسيات الحوار، وحل المشكلات فيما بعد.
  4. شارك في تدريس طفلك: فقد وُجد أن لدور الأب أهمية في النمو المعرفي والعقلي لدى الطفل بشكلٍ صحي، وهذا أيضاً سيعزز اهتمام طفلك بالدراسة.
  5. شارك طفلك الأكل إلى مائدة الطعام: فهذا سيقوي علاقتك بأطفالك، وسيشجعهم على التحدث عما حدث معهم خلال اليوم.
  6. شارك طفلك القراءة: لابد أن مشاركتك له القراءة، ستعزز اهتمامه بها في زمن التكنولوجيا والإنترنت، وكثرة الألعاب ووسائل الترفيه.
  7. وفر لطفلك بيئة أسرية آمنة: بالاحترام المتبادل ما بين الوالدين، سيشعر الأبناء بالأمان الداخلي والاستقرار، مما يعزز الجانب النفسي لديهم.
  8. علم طفلك تقدير ثمن الأشياء التي يمتلكها، وحمد الله عليها؛ من المسكن، والمأكل، والملبس، وقد يظنها من المسلمات.
  9. كن منفتحاً مع طفلك: فالأذواق والأساليب كلها تتغير مع مرور الوقت، لذا يجب عليك أن تتماشى مع رغبات طفلك، وتمنحه حرية الاختيار ضمن المحدود.
  10. لا تصرخ في وجه طفلك: قد تشعر بالغضب من طفلك بسبب موقف أو سلوك ما خاطئ، لكن الصراخ ليس هو الحل الأفضل في هذه المواقف.
  11. عليك أن تهدأ أولاً، ولا تدع طفلك يرى أنك تفقد السيطرة على نفسك؛ لأنه سيخاف منك وربما سيحاول تجنب التعامل معك مجدداً، وسيفضل إخفاء الحقيقة عنك.
  12. تقبل فكرة أن طفلك شخص منفرد وليس نسخة منك: لذا لا تحمّل طفلك مسؤولية تحقيق أحلامك التي فشلت في تحقيقها، وإنما ساعده في اكتشاف نفسه ورغباته.
  13. كن داعماً لطفلك: ادعم طفلك في الوصول إلى رغباته، وأحلامه، وتعزيز مهاراته ومواهبه.
  14. ساعد طفلك في مواجه مخاوفه، والمشكلات: إذ يجب عليك أن تعلمه كيفية إيجاد الحلول، ووضع الخطط البديلة.
  15. علّم طفلك مراعاة مشاعر الآخرين والاهتمام به ومساعدته: وهذا سيعزز الجانب الاجتماعي ويقوي شخصيته.
  16. قدم لطفلك المكافأة عند قيامه بأشياء جيدة: فجميعنا بحاجة لأشياء لطيفة تدعمنا لنستمر بالأشياء الجيدة التي نفعلها.
  17. كن صارماً مع طفلك عندما يخطئ؛ لكي لا يكرر فعلته، وليتعلم أنه مسؤول عن أخطائه، لذا يجب أن يفكر في أفعاله قبل الإقدام عليها.

ملاحظة من "سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.