تجرِبتي في التعامل مع مرحلة العض والضرب والصفع عند طفلي تحت سن 3 سنوات/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1817292-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84
يقوم الطفل بإيذاء الأم ثم يبكي
تشكو معظم الأمهات من ظاهرة منتشرة في كلّ البيوت، وهي الطفل الذي يقوم بعض وضرب وصفع الآخرين بعشوائية. وحتى الأم؛ فهي تتعرض لهذه الظواهر من دون استثناء؛ فهي تجد طفلها يقوم بعضها أو يصفعها على غفلة أو يركلها بقدمه الصغيرة. وتستغرب الأم هذه التصرفات وتعتقد أن طفلها سوف يكون سيّئ التربية وبلا أخلاق. وتكون هذه المواقف محرجة لها أمام الآخرين. تعَد مرحلة الإيذاء التي يقوم بها الطفل، هي مرحلة حرجة ومؤذية، وخاصة حين تضطر الأم لعدم الخروج من البيت بسبب تصرفات طفلها. ولذلك فهي تبحث عن حلول لها، وقبل ذلك التوصل إلى أسبابها. وقد التقت «سيدتي وطفلك» وفي حديث خاص بها، بإحدى الأمهات وتجرِبتها مع هذه الظواهر، والتي أشارت إلى أنها قد تواصلت مع الاستشارية التربوية والأسرية الدكتورة مها أبوسلمان؛ حيث أشارت إلى تجرِبتها في التعامل مع مرحلة العض والضرب والصفع عند الطفل تحت سن 3 سنوات، كمرحلة طبيعية ولكنها مزعجة، وطرق ونصائح للتعامل معها في الآتي:
متى تبدأ مرحلة إيذاء الطفل للأم والآخرين؟
التسنين يؤدي إلى العض
اعلمي أن مرحلة العض والضرب والصفع عند الأطفال، هي مرحلة تدل على نموّ الطفل بشكل طبيعي، ويمُر بها الأطفال في سن ما بين عام ونصف، وثلاثة أعوام. ويجب أن تعرف الأم فقط طريقة التعامل معها؛ لكيلا تستمر إلى ما بعد هذا السن.
توقعي أن تلاحظي ومن دون مقدمات، أن طفلكِ يقوم بصفع وجه الأب أو الأخ الأكبر، أو أن يقوم بشد شعر شقيقته التي تحبه وتحمله وتلاعبه. وهكذا ترَين أن طفلكِ يكون مؤذياً، ولكن يجب أن تعرفي أن هذه مرحلة طبيعية، وغالباً ما يتعلم الطفل العض وهو لازال رضيعاً بسبب ألم التسنين، وقبل ذلك فهو يعض ثدي الأم لكي يشعر بالأمان، وبأن هناك مصدراً للغذاء له في هذا العالم. وبالتالي تتطور عملية القيام بالعض ثم الضرب مثلاً وشد الشعر والتشبُّث بملابس مَن يمر من أمامه؛ حتى تزداد في عمر السنة والنصف. وغالبا ما تنتهي من دون تدخُّل تربوي مع نهاية العام الثالث.
سببان لحدوث مرحلة العض والصفع وشد الشعر عند الأطفال
طفل يضع الطعام في فمه
السبب الأول: رغبة الطفل في الشعور بالاهتمام
اعلمي أن الطفل في سن أقل من ثلاث سنوات، هو كائن أناني وبامتياز؛ فهو يعتقد أنه محور الكون، ويجب أن يكون الجميع متفرغاً له ولطلباته، وخاصة إذا ما كان المولود الأول أو الأخير غالباً. ولذلك فهو لا يعرف أن الأم قد تكون مشغولة أو مرهقة، ويريد منها أن تهتم به طيلة الوقت. وحين يراها مشغولة خصوصاً مع طفل آخر؛ فهو يقوم بصفعها أو يعَضّها لكي تعود للتفرُّغ له.
لاحظي أن طفلكِ في سن أقل من ثلاث سنوات، يكون مرهف الحس؛ أيْ أنه يكون حساساً. ومشاعر الطفل في هذا السن تكون سريعة التأثر؛ فلذلك فهو حين يراك حزينة، لا يعرف كيف يترككِ ويبتعد عنكِ، وفي نفس الوقت فهو يبحث عن حقه في أن تكوني مِلكاً له. وقد تلاحظ الأم فعلاً أنها حين تبكي، يقوم الطفل بعضّها بطريقة لا إرادية، كنوع من التضامن.
السبب الثاني: رغبة الطفل في التعبير عن مشاعره وطلباته
لاحظي أنه بالنسبة لقدرة الطفل على التعبير عن مشاعره ورغباته وطلباته في هذه المرحلة؛ أيْ قبل سن الثالثة، تكون قدرةً محدودة. ولذلك فهو لا يستطيع الكلام، وربما يكون كلامه غيرَ مفهوم، وتقوم الأم بمحاولة أن تفهم ما يريده الطفل، وحين لا تفهم ذلك؛ فهو يشعر بالغضب ويقوم بعضّها أو شد شعرها، وقد يشدها من ملابسها لكي تتجه نحو الشيء الذي يريده. ويكون دورها هو كيفية تعليم الأطفال التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحيحة من خلال الكثير من الصبر والتروّي، وعدم العصبية وتفهُّم طبيعة المرحلة.
توقّعي أن يقوم طفلكِ بضربكِ حين يراكِ تمسكين بالهاتف، أو حين يزور الجَد أحفاده. فأول تصرُّف في هذا السن يقوم به الطفل، أنه يقوم بإهداء جَده عضة من أسنانه الصغيرة، وقد يشد شعر الجدة العجوز وهو يريد أن يعبّر عن فرحته بقدومها ولا يجيد الكلام؛ فيستخدم هذه الأساليب الطفولية.
نصائح هامة للتعامل مع مرحلة الضرب والعض والصفع عند طفلك
أم تلاعب طفلها
احرصي على تفهُّم دوافع طفلك عند ضربه وصفعه لكِ، أو حتى عند عضه لك. وسوف تلاحظين مثلاً أنه يقوم بعضك ثم يبكي، ويجب أن تعرفي أن أهم دافع، هو نقص الاهتمام به، ولذلك يجب ألّا تتجاهلي طفلك. وبمجرد أن يدخل إلى المكان الذي تتواجدين فيه، قومي بترك أيّ شيء بين يديك، وانظري نحوه واحتضنيه وتفرّغي له؛ لكي يشعر باهتماك. ومن الممكن أن تستأذني منه في حال كان قادراً على استيعاب سبب انشغالكِ عنه.
ساعدي طفلك لكي يعبّر عن مشاعره؛ فعندما يشد شعركِ؛ فقولي له: أنت فعلت ذلك لأنك غضبت من تركي لك؟ أو اسأليه إن كان يريد أن يلعب معك. واهتمي فعلاً باللعب معه وحدكما؛ لكي يشعر بالأمان وتقلّ هذه التصرفات تدريجياً.
أمسكي يد طفلك قبل أن ينهال بها ضرباً، سواء عليك أو على الآخرين، وانظري في عينيه جيداً وقولي له: إن الضرب ممنوع، ثم قومي بالمقابل بتقبيل يده الصغيرة.
واظبي على الإشراف على الأطفال عند لعبهم مع بعضهم البعض؛ لأنه قد يتعرض للضرب من طفل آخر، وقد ينشغل الجميع باللعب ويقوم طفلك بضرب أحدهم فجأة.
توقفي تماماً عن عقاب الطفل بالضرب؛ لأنك لو قمتِ في سن مبكر بضرب الطفل؛ فسوف يتعلم أن يضرب. ولذلك يجب أن تعرفي كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة حسب عمره؟ وألّا يكون الضرب هو أحد هذه الطرق.
ابحثي عن سبب قيام طفلك بضربكِ أو صفعكِ؛ فقد يكون جائعاً أو مرهقاً أو يشعر بالنعاس؛ فهذه المواقف والمشاعر هي السبب لأن يقوم الطفل بتصرفات مؤذية لكي يستحوذ على انتباهكِ. ولذلك يجب أن تسأليه وتتفقديه دوماً.
قللي من تناوُل الطفل للسكريات عموماً؛ لأنها تؤثر على كيمياء مخ الطفل، وتؤدي به إلى القيام بتصرفات عدوانية، وفقدان السيطرة على تصرفاته.
لا تسمحي لطفلكِ بمشاهدة الشاشات أو استخدام الأجهزة اللوحية قبل سن ثلاث سنوات؛ لأنها من أسباب ظاهرة العنف عند الأطفال. وبعد سن ثلاث سنوات، يمكن أن يشاهدها لمدة ساعة يومياً فقط.
احرصي على أن ينشأ طفلك في جوٍّ أسري متحابّ، يقوم على المودّة والرحمة؛ لكيلا يكون طفلك ضحيةً للعنف الأسري، وما ينتج عنه من تصرُّفات وسلوكيات يصعُب علاجها لاحقاً.