إذا كنتِ تبحثين عن تحسين علاقتكِ بطفلكِ، يوصي الاختصاصيون بشدة بالتواصل معه وسؤاله عن كيفية دعمه والتحقق من صحته. إليكِ مثال على كيفية بدء هذه المحادثة: "عندما تُواجه صعوبات، اعرف أنني موجودة لأجلك، يمكنك الحديث معي في أي وقت".
لكن هل تعلمين أن هناك طرقاً أفضل للرد عندما يشاركك ابنك مشاكله ومشاعره، إليكِ 6 خطوات عن كيفية التحقق من مشاعر طفلكِ أو مراهقكِ، كما يكشفها لك الأطباء النفسيون، والتربويون المتخصصون.
الخطوة 1: استمعي إلى طفلك باهتمام

خصصي وقتاً لتكوني منتبهة تماماً في المحادثة. يختلف هذا من شخص لآخر، ولكن إليكِ بعض الاقتراحات: تدربي على التواصل البصري الجيد مع الطفل، والإيماء بالرأس، واتباع الإشارات غير اللفظية الأخرى، وتجنبي المشتتات مؤقتاً (كرنين الهاتف!)، واطرحي أسئلة مفتوحة. على سبيل المثال، حاولي أن تسألي: "ماذا يحدث؟ ما الذي تعاني منه؟ أخبرني المزيد. كيف تشعر؟"
الخطوة 2: كوني حذرة من ردود أفعالكِ
لاحظي شعوركِ في تلك اللحظات. هل تجدين صعوبة في سماع طفلك يُعاني من مشاكل؟ هل تُحاولين إلقاء النكات لتشعريه بتحسن؟ هل ترُدين بالتنهد أو تحريك عينيك؟ كثير من الناس يُسارعون إلى حل المشاكل بهذه الطرق، التي قد لا تكون مجدية.
يعاني طفلك من صعوبات، لذا ابدئي بسؤاله (مثلاً: هل نمتَ جيداً الليلة الماضية؟ هل تناولتَ طعاماً كافياً؟ ربما تقضي وقتاً طويلاً على هاتفك؟). مع ذلك، ربما لا نعرف ما يكفي عن الوضع؛ لنقترح بعض الاقتراحات بعد، وقد يرغب ابنك في التنفيس عما بداخله.
قولي أحياناً عباراتٍ حاولي من خلالها مساعدة طفلك على الشعور بالتحسن (مثل: "ربما يكون هذا هو الأفضل"، "لا تقلق"، "سيكون كل شيء على ما يرام")، لكنها في النهاية تبدو غير ذات قيمة. حاولي أن تلاحظي إن كنتِ تميلين إلى التسرع في حل المشكلات أو طمأنته بدلاً من الإنصات إليه.
الخطوة 3: حاولي قراءة ما بين السطور

حاولي أن تفهمي ما يشعر به طفلكِ، وابحثي عن كلمة تصفين هذا الشعور، إذا قال طفل ما، "أنا أتعرض للتنمر في المدرسة وهذا أمر سيء"، فكري في المشاعر التي قد يشعر بها. قد يشعر بالحزن، أو الغضب، أو التوتر، أو الإرهاق.
الخطوة 4: لا تُصدري أحكاماً على مشاعره
الهدف هو أن نُظهري لطفلكِ أنك تفهمين مشاعره وأن مشاعره صادقة. إليكِ بعض العبارات البسيطة التي يُمكنك استخدامها لتُساعد أطفالك على معرفة أنك تحاولين فهمهم:
- "يبدو أنك تمر بوقت عصيب الآن."
- "هذا يبدو صعباً حقاً."
- "من المنطقي جداً أن تشعر بالانزعاج."
- "أي شخص يمر بما تمر به سوف يشعر بهذه الطريقة."
- حاولي قول: "لكن لديك الحق في أن تشعر بهذه الطريقة".
- إذا كنتِ تميلين إلى إضافة قول: "فكر فيما قد يقوله لك صديقك اللطيف بدلاً من ذلك".
الخطوة 5: كوني منطقية في فهم مشاعر ابنكِ
حاولي أن تفهمي لماذا تبدو مشاعر طفلكِ أو أفكاره أو سلوكياته منطقية في ظل الظروف أو تاريخها. ليس عليكِ الموافقة على ما يقوله أو على الوضع الحالي الذي يعاني منه، بل كوني منطقية في فهمك للأمور.
لماذا يجب علينا أن نصبح أصدقاء أطفالنا؟
هذا هو السؤال الأهم: لماذا من المهم جداً أن نُصادق أطفالنا؟ وهناك عدة أسباب.
أولاً - قبل كل شيء، الصداقة هي وسيلة لإخبار الآخر بأن مشاعره وأفكاره وأفعاله منطقية ومقبولة. وأن الصداقة مع الآخرين تحسّن علاقاتنا بأفراد عائلتنا. وبهذا نساعد أطفالنا على الشعور بالأمان والراحة عند مشاركة تجاربهم معنا.
ثانياً - الصداقة وسيلةٌ لإخبار أفراد عائلتنا (والآخرين!) بدعمنا لهم؛ فهو يمنح شبابنا فرصةً لاستكشاف مشاعرهم والتحكم بها. كذلك بتصديق أطفالنا، يمكننا بناء التعاطف وفهم وجهات نظر بعضنا البعض بشكل أفضل. يُظهر التصديق أننا نستمع إليهم، وأننا نفهمهم، وأننا لسنا هنا للحكم عليهم، وأننا نهتم لأمرهم.
ثالثاً - يُمكن للموافقة أن تُساعد جميع الأطراف على الشعور بالفهم والاهتمام أثناء الخلاف، مما يُساعد على تهدئة الصراع! إليكِ ملاحظة مهمة: موافقتنا على أطفالنا لا تعني موافقتنا على ما يشعرون به أو يفكرون فيه أو يفعلونه، بل تعني فقط أننا نفهم وجهة نظرهم.
كيفية تعليم الأطفال التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحيحة
خطوات مباشرة للتعرف إلى مشاعر طفلكِ

من السهل الحديث مع الطفل والتعاطف معه، لكن قد يكون هذا صعباً، خاصةً إذا كانت علاقتكما متوترة أصلاً. يتطلب الأمر الكثير من الممارسة والتواصل لمعرفة كيفية تصديق الآخرين (والثقة بأنفسنا)، لكن إليكِ الخطوات الآتية، إذا ترددت هذه التعليقات كثيراً خصوصاً عند المراهقين: "أنا قبيح" أو "أنت تكرهينني":
- تذكري أنكِ لستِ بحاجة إلى الموافقة على العبارات لإثبات مشاعر شخص ما، لذلك حاولي فهم الأمور من منظورها الصحيح.
- اقرئي ما بين السطور واعكسي مشاعرك عليك من دون إصدار أحكام.
- خذي تجربته على محمل الجد، وعندما يقول ابنك المراهق هذه العبارات، قد يشعر بالغضب أو الانزعاج أو القلق. يمكنك أن تقولي له: "أنا أسمعك؛ يبدو أنك تعاني من مشاكل في احترامك لذاتك الآن" أو "لا بد أن يكون شعورك بالكراهية تجاه نفسك أمراً فظيعاً؛ ما الذي يجعلك تشعر بهذه الطريقة؟"
- حاولي اتخاذ بعض هذه الخطوات للتحقق من سبب كلامه، وقاومي إغراء تجاهل تصريحاته أو حلها (على سبيل المثال، "أنت لست قبيحاً؛ أنا لا أكرهك").
- تواصلي مع أطفالك أو أفراد أسرتك واسأليهم كيف يُحبّون أن يتلقّوا دعمك وقبولك. أخبريهم أنك تعملين على تأييدهم ودعمهم.
- إذا كنتِ قد قرأت وجربت مجموعة متنوعة من تقنيات التعرف إلى المشاعر، ولكنك لا تزالين تواجهين صعوبة في التواصل مع أطفالك (أو التحقق من صحة نفسك)، ففكري في طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية .
- حاولي أن تُظهري، في ردّك، أنك تأخذين طفلك على محمل الجدّ بكلامكِ وسلوككِ. وكما ذكرنا سابقاً، فإنّ التفكير في مشاعره قد يكون بدايةً رائعة (مثلاً: "هذا يبدو فظيعاً").
- قد ترغبين أيضاً في سؤال منْ تحبين عما يحتاجه: "ماذا يمكنني أن أفعل للمساعدة الآن؟ هل تريدني أن أستمع إليك أم أن أساعدك في حل مشكلتك؟"
- إذا كان طفلك يبكي، فأعطيه منديلاً ورقياً. إذا كان يُحب العناق، فاحتضنيه. استكشفي مع طفلك طرقاً لدعمه، ربما كانت رسالةً مكتوبةً تُعبّرين فيها عن مدى اهتمامك به، أو هديةً تذكاريةً، أو قضاء بعض الوقت معه في (وجبة عائلية خاصة، أو نزهة).
- بالإضافة إلى ذلك، ضعي في اعتبارك أنه في كل ثقافة، قد يبدو الدعم والقبول مختلفين.
خطوات محسوبة لضمان التواصل الإيجابي مع طفلك
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.