تعيش المرأة الحامل مزيجًا من الترقب والخوف في الأسابيع الأخيرة من الحمل؛ بين انتظار لحظة اللقاء الأولى بطفلها وبين القلق من عدم القدرة على التميّيز بين علامات الولادة الحقيقية عن الإنذارات الكاذبة! فكثير من السيدات، خاصة في الحمل الأول، يجدن صعوبة في التفرقة بين تقلصات بسيطة وبين بداية المخاض الحقيقي
وفي هذا التقرير يكشف الدكتور محسن دسوقي أستاذ طب النساء والولادة بشكل مبسط وواضح العلامات الأكيدة لقرب الولادة، وكيف تفرقينها عن الإنذارات الكاذبة أو ما يُعرف بـ"طلق برا كستون هيكس"، لتكوني مستعدة نفسيًا وجسديًا لرحلة الولادة بأمان وطمأنينة.
الإنذارات الكاذبة أو طلق براك ستون هيكس

الإنذارات الكاذبة هي انقباضات رحمية غير منتظمة تبدأ عادة في الثلث الأخير من الحمل، وقد تحدث نتيجة تحضير الرحم للولادة الحقيقية، يشعر بها أغلب الحوامل، لكنها ليست مؤلمة كطلق الولادة، ولا تزداد شدتها أو انتظامها مع الوقت.
هذه الانقباضات تشبه تمارين خفيفة للرحم، كأنه يتدرب على الانقباض الحقيقي، لكنها لا تؤدي إلى فتح عنق الرحم أو نزول الجنين إلى الحوض، هذه الانقباضات ليست خطرًا، لكنها قد تكون مزعجة وتشعرك بالقلق إن لم تفرقي بينها وبين الطلق الحقيقي.
نصائح هامة لتسريع طلق الولادة هل تودين التعرف إليها؟
نصائح للتعامل مع الطلق الكاذب

- اجلسي في وضع مريح وخذي نفسًا عميقًا وبطيئًا.
- تناولي كوب ماء أو عصيرًا طبيعيًا، فالجفاف يزيد من الانقباضات الكاذبة.
- استرخي في حوض ماء دافئ أو تحت دش معتدل الحرارة.
- حاولي المشي بلطف، فقد يساعدك على التفريق بين علامات الطلق الكاذب والحقيقي.
- لا تهملي تناول وجبات خفيفة ومتوازنة للحفاظ على طاقتك.
متى تكون الإنذارات الكاذبة خطيرة؟
في بعض الحالات النادرة، قد تكون الانقباضات الكاذبة علامة على مشكلة طبية مثل الولادة المبكرة، خاصة إذا حدثت قبل الأسبوع 37، أو إذا كانت مصحوبة بنزيف أو ألم حاد، وإذا شككتِ في الأمر، فلا تترددي في الاتصال بطبيبتك فورًا أو الذهاب إلى الطوارئ.الفروق الجوهرية بين الطلق الكاذب والطلق الحقيقي

المدة بين الانقباضات
في الطلق الكاذب تكون غير منتظمة، وقد تختفي عند تغيير الوضع أو الراحة، أما في الطلق الحقيقي، فتأتي الانقباضات بانتظام وتزداد تقاربًا مع مرور الوقت.
شدة الألم
في الإنذارات الكاذبة يكون الألم خفيفًا أو متوسطًا، ويتركز غالبًا في أسفل البطن فقط، بينما في الولادة الحقيقية يصبح الألم قويًا جدًا، ويبدأ من الظهر ويمتد إلى أسفل البطن والفخذين.
الاستجابة للحركة أو الراحة
الطلق الكاذب يهدأ مع الراحة أو عند الاستحمام بماء دافئ، أما الطلق الحقيقي فلا يتوقف مهما غيّرتِ وضعيتك.
نزول الإفرازات
في الإنذارات الكاذبة لا يحدث نزول للسائل الأمنيوسي أو الدم، وفي الولادة الحقيقية قد تلاحظين نزول ماء الرأس أو إفرازات مخاطية ممزوجة بالدم.
علامات قرب الولادة الحقيقية التي لا يجب تجاهلها

نزول السدادة المخاطية
وهي مادة لزجة تغلق عنق الرحم خلال الحمل لحماية الجنين، عندما تبدأ بالانفصال والنزول، تكون علامة على اقتراب الولادة خلال أيام أو ساعات.نزول ماء الرأس السائل الأمنيوسي
إذا شعرتِ بتسرب ماء دافئ لا يمكنك التحكم فيه، فغالبًا هو سائل الجنين، وهي إشارة إلى بدء الولادة الفعليةانخفاض البطن للأسفل
في الأسابيع الأخيرة، ينزل رأس الجنين نحو الحوض استعدادًا للولادة، فتشعر الأم بأن بطنها انخفض قليلًا، مما يسهل التنفس لكنه يزيد الضغط على المثانة.تغير شكل الإفرازات
تزداد الإفرازات وتصبح أكثر لزوجة أو قد تحتوي على دم خفيف، وهو ما يُعرف بـ"العرض الدموي".الإسهال أو اضطرابات الجهاز الهضمي
يُعتبر من العلامات المبكرة للولادة، حيث يفرز الجسم هرمونات تساعد على تليين العضلات استعدادًا للطلق.الطلق المنتظم والمؤلم
هذه هي العلامة الحاسمة، عندما تأتي الانقباضات كل 5 دقائق تقريبًا، وتستمر لأكثر من دقيقة، فهذا يعني أن الولادة قد بدأت بالفعل.تغير المزاج والطاقة
كثير من النساء يشعرن بطاقة مفاجئة أو رغبة في ترتيب المنزل، بينما أخريات يشعرن بإرهاق شديد، كلا الحالتين مؤشران لقرب موعد الولادة.متى يجب التوجه فورًا إلى المستشفى؟

يُنصح بالذهاب إلى المستشفى فورًا في الحالات التالية:
- إذا كان الحمل قد تجاوز الأسبوع 37 وبدأتِ تشعرين بانقباضات منتظمة.
- إذا لاحظتِ نزول ماء الجنين أو دم غزير.
- إذا قلّت حركة الجنين بشكل واضح.
- إذا شعرتِ بألم شديد في أسفل الظهر لا يزول.
- في حال كنتِ مصابة بضغط الحمل أو سكري الحمل.
الجانب النفسي قبل الولادة
الخوف والتوتر من الولادة يمكن أن يزيد من حدة الألم ويؤثر على التنفس أثناء الطلق، لذلك يُفضل أن تهيئي نفسك ذهنيًا من خلال :- حضور جلسات توعية عن الولادة الطبيعية.
- مشاهدة مقاطع تعليمية عن تمارين التنفس.
- تجهيز حقيبة المستشفى مسبقًا لتجنب الارتباك عند الطوارئ.
- مشاركة مخاوفك مع طبيبتك أو مع أمهات خضن التجربة من قبل، وتذكري أن الولادة تجربة فريدة من نوعها، وأن الألم مؤقت لكن السعادة برؤية طفلك تدوم إلى الأبد.
الولادة لا تأتي فجأة، بل يرسل لكِ جسدك إشارات تدريجية لتتهيئي لها، لذلك:
راقبي جسدك جيدًا وافهمي رسائله.
احرصي على تجهيز كل ما تحتاجينه في الأسبوع الـ 36 من الحمل.
تأكدي من وجود وسيلة نقل جاهزة للمستشفى.
تذكري أن تجربة الولادة تختلف باختلاف طبيعة الجسم، وعدد الولادات السابقة، وحتى الحالة النفسية.
لا تقارني نفسك بغيرك، فكل أم لها تجربتها الخاصة.
اعلمي أن الإنذارات الكاذبة ما هي إلا تمرين طبيعي لجسدك؛ ليستعد لأجمل لحظة في حياتك.
استقبليها بهدوء، وثقي أن جسدك يعرف ماذا يفعل، وأنك قادرة على المرور بهذه المرحلة بقوة ووعي.
استمعي إلى جسدك، وثقي بحدسك، فغالبًا ما تكون الأم أكثر من يعرف متى سيأتي مولودها إلى العالم؟
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.






