تشكل الإصابة بالجدري المائي للحامل خطورة على صحتها وصحة جنينها، خاصة إذا لم تكن لديها مناعة سابقة؛ ما يستلزم خضوعها لرعاية طبية فورية، خاصةً في فصل الشتاء الذي قد تزيد فيه احتمالية العدوى.
يمكن أن تُصاب الحامل بأعراض جدري الماء حتى مع الحفاظ على صحة أجسادهن؛ ما يتسبب في إصابتها بطفح جلدي على شكل بقع حمراء مملوءة بالسوائل "بثور"، ويمكن أن ينتشر هذا الطفح إلى أجزاء مختلفة من الجسم، من الوجه إلى الساقين، ويسبب الحكة. إليكِ وفقاً لموقع "هيلث" أسباب جدري الماء في أثناء الحمل وأبرز المضاعفات التي قد يسببها.
أسباب جدري الماء في أثناء الحمل
- في معظم الحالات، يصيب الجدري المائي الجسم مرة واحدة فقط لأن الجسم قد طور مناعة ضد الفيروس مدى الحياة. ومع ذلك تكون النساء الحوامل أكثر عرضة لخطر الإصابة بجدري الماء مرتين؛ بسبب ميل أجهزتهن المناعية إلى أن تكون أقل مثالية.
- يمكن أن تُصاب النساء الحوامل بالجدري المائي من خلال الاتصال المباشر أو الوثيق مع الأفراد المصابين بهذا الفيروس. كما يمكن أن ينتقل جدري الماء من خلال رذاذ الشخص المصاب أو الاتصال المباشر بالأشياء الملوثة بالفيروس.
- عندما تُصاب النساء الحوامل بعدوى الحُماق في أثناء الولادة، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالحُماق عند الأطفال حديثي الولادة؛ لأنه يمكن أن ينتقل من الأم إلى الطفل بثلاث طرق، عبر المشيمة، أو الاتصال المباشر بآفات الجلد أو الدم في أثناء الولادة، أو الاتصال بعد الولادة من خلال الرذاذ أو ملامسة البثور.
تعرفي إلى المزيد حول الطفح الجلدي عند الحامل.. أنواعه وأسبابه
المضاعفات الخطيرة لجدري الماء في أثناء الحمل
النساء الحوامل المصابات بالجدري المائي لأول مرة أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات تؤثر في حالتهن وجنينهن. في ما يلي المضاعفات الخطيرة لجدري الماء في أثناء الحمل.
أقل من 28 أسبوعاً من الحمل
مضاعفات جدري الماء في أثناء الحمل التي قد تحدث للأم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تشمل الالتهاب الرئوي الذي يمكن أن يختلف التأثير في الجنين اعتماداً على توقيت إصابة الأم. على الرغم من ندرة حدوثه؛ فإن جدري الماء في بداية الحمل "الثلثين الأول والثاني" يمكن أن يتسبب في إصابة الطفل بمتلازمة الحُماق الخلقي ويزداد هذا الخطر إذا أُصيبت الأم بجدري الماء بين الأسبوع الثالث عشر والعشرين من الحمل.
تتميز متلازمة الحُماق الخلقي "CVS" عند الرُّضَّع بالإصابة بعيوب خلقية. في ما يلي بعض الحالات الأكثر شيوعاً:
- نمو الأنسجة الندبية على الجلد.
- تشوهات في الأطراف.
- الاضطرابات العصبية، مثل التخلف العقلي.
- حجم رأس أصغر من الطبيعي "صغر الرأس".
- استسقاء الرأس، وهي حالة يتراكم فيها السوائل الزائدة في الدماغ.
- ضعف الرؤية، مثل إعتام عدسة العين.
- تقييد النمو داخل الرحم "IUGR"، وهي حالة يكون فيها الجنين أصغر من الحجم المثالي لعمره.
- النوبات.
- العيوب الجسدية واضطرابات النمو.
علاوة على ذلك، هناك خطر الإجهاض والإملاص. للكشف عن العدوى مبكراً ومنع حدوث مضاعفات لدى الأم والجنين، ويُعَدُّ من المهم الخضوع بانتظام للموجات فوق الصوتية قبل الولادة، ويمكن أن تساعد هذه الموجات الطبيب على مراقبة تطور دماغ الجنين وأعضائه الحيوية.
بين 28 و36 أسبوعاً من الحمل
إذا أُصيبت المرأة الحامل بالجدري المائي بين الأسبوع الـ28 والأسبوع الـ36 من الحمل؛ فإن الفيروس المسبب للجدري سيبقى في جسم الجنين دون ظهور أي أعراض وقد ينشط هذا الفيروس مرة أخرى، ويؤدي إلى إصابة الطفل بالقوباء المنطقية "الهربس النطاقي" خلال السنوات القليلة الأولى من عمر الطفل.
فوق 36 أسبوعاً من الحمل
يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالجدري المائي إذا أُصيبت الأم بعد الأسبوع الـ36 من الحمل، فإذا وُلد الطفل في غضون 7 أيام بعد ظهور الطفح الجلدي بسبب جدري الماء أو إذا أُصيبت الأم بالجدري المائي خلال الأسبوع الأول بعد الولادة؛ فقد يُصاب الطفل بأعراض حادة لجدري الماء.
أيضاً يكون الأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بجدري الماء الشديد عندما تُصاب الأم بالعدوى خلال 5 أيام قبل الولادة ويومين بعد الولادة وخلال هذه الفترة، سيعاني الطفل من وجود الفيروس في الدم ولن يكون لديه الوقت الكافي للحصول على الأجسام المضادة من الأم.
كإجراء وقائي، يجب أن يتلقى الطفل الجلوبيولين المناعي الحُماقي النطاقي "VZIG" مباشرة بعد الولادة أو بعد ظهور الأعراض لدى الأم خلال يومين بعد الولادة، ويجب علاج الأطفال حتى لو كانت الأم قد تلقت تطعيم جدري الماء، وتجب مراقبتها بعناية، وينبغي إعطاء العلاج المبكر عن طريق الوريد للتحكم في أعراض جدري الماء.
كيفية علاج جدري الماء في أثناء الحمل
يجب على النساء الحوامل اللواتي يلاحظن علامات جدري الماء أو كن على اتصال مؤخراً بشخص مصاب بالجدري المائي استشارة الطبيب من الفور. ولتحديد التشخيص، يقوم الطبيب بتحديد الأعراض وقد يطلب من الأم إجراء عدة اختبارات، مثل اختبارات الدم، للتأكد من الإصابة.
إذا تم تشخيص إصابة الأم بالجدري المائي؛ فإن بعض الأدوية التي قد يصفها الطبيب هي كما يلي:
الحصول على حقنة VZIG
إذا تم إعطاء حقنة VZIG خلال 10 أيام من التعرض للفيروس؛ فيمكن أن يكون هذا الدواء فعَّالاً جداً في تقليل خطر حدوث مضاعفات جدري الماء الخطيرة لدى النساء الحوامل، إلا أنه في المقابل ليس من المؤكد ما إذا كان هذا الحقن يمكن أن يمنع متلازمة الحُماق الخلقي "CVS" لدى الأطفال عند الولادة.
يمكن لهذه الحقن أن تعمل في جسم النساء الحوامل لمدة 3 أسابيع تقريباً؛ لذلك، إذا لم يتحسن جدري الماء بعد 3 أسابيع؛ فقد تحتاج الأم إلى حقنة أخرى.
الأدوية المضادة للفيروسات
سيتم أيضاً إعطاء الأدوية المضادة للفيروسات على شكل حبوب لتسريع فترة الشفاء من العدوى، ويُعَدُّ نوع مضاد الفيروسات الشائع استخدامه لوقف عدوى فيروس هو الأسيفلوفير، وسيكون هذا الدواء أكثر فاعلية إذا تم إعطاؤه بعد 24 ساعة من ظهور الطفح الجلدي الأول.
إذا حدث جدري الماء لدى النساء الحوامل في أثناء الولادة؛ فيجب الحصول على حقن الغلوبولين المناعي، سيتم أيضاً إعطاء الأدوية المضادة للفيروسات للطفل في أقرب وقت ممكن.
الوقاية من جدري الماء في أثناء الحمل
لتجنب الإصابة بجدري الماء في أثناء الحمل، يجب عليك إجراء فحص الدم قبل الحمل للتأكد مما إذا كان جسمك محصناً ضد فيروس جدري الماء أم لا.
إذا لم يكن الأمر كذلك، يمكنك الحصول على لقاح ضد فيروس جدري الماء قبل الحمل. لا يمكن إعطاء لقاح جدري الماء في أثناء الحمل؛ لأنه يمكن أن يضر الجنين في الرحم.
في النهاية يمكن أن نستنتج أن جدري الماء في أثناء الحمل هو حالة يجب الحذر منها. وبالتالي، إذا شعرت المرأة الحامل بأعراض تشير إلى الإصابة بالجدري المائي؛ فمن الضروري استشارة الطبيب من الفور.
ربما تودين التعرف إلى طرق حماية الجنين من الإصابة بأمراض معينة
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
