فوائد مذهلة لسماع الطفل صوت أمه خصوصاً في أشهره الأولى/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF%D9%83/1811245-%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85
اهتمي بأن تتحدثي مع رضيعك
تُعَدُّ الأم هي عالم الطفل الصغير، وعلى الرغم من ضيق حضنها؛ فإنه يتسع لكل ما يتخيله الطفل منذ بداية حياته، ولذلك فهي مصدر الحنان والأمان، وفي الوقت نفسه فهي مصدر للتعلم واكتساب المهارات وتحقيق النمو السليم حسب مراحله الطبيعية، ومن الضروري أن تهتم الأم بأن تكون حريصة، إلى جانب توفير الرعاية الغذائية والصحية لمولودها منذ بداية حياته، على أن تهتم بتطور نموه. اكتشف العلماء حقائق مذهلة حول دور الأم من خلال تواصلها مع الطفل منذ الولادة، سواء التواصل الصوتي أو البصري، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور راغب شعبان، حيث أشار إلى فوائد مذهلة لسماع الطفلصوت أمه، خصوصاً في أشهره الأولى، وفوائد الغناء له بصوتها وليس سماع أغاني الأطفال المسجلة في الآتي.
فوائد مهمة لسماع الطفل لصوت الأم
أم تقرأ لطفلها
اعلمي أن العلماء واختصاصي الأطفال قد توصلوا إلى فوائد مذهلة لسماع الطفل منذ الولادة لصوت الأم، وضرورة أن تتواصل معه سماعياً؛ لأن الطفل حديث الولادة سوف يكتشف الكثير من المهارات اللغوية وتحفيزها، لأن الطفل يبدأ في التعرف إلى صوت الأم في أثناء وجوده في الرحم، ويتعرف أيضاً إلى صوت الأب، ولكن الأم وبسبب قربها الدائم مع الطفل تُعَدُّ هي المصدر الأساسي لاكتسابه المهارات اللغوية، حيث يكتسب مفردات وحصيلة لغوية أكبر وأسرع من الأطفال الذين لا يسمعون صوت الأمهات أو الذين لا يحظون بحديث الأمهات معهم عند إرضاعهم أو تغيير الحفاض أو تنويمهم.
احرصي على الحديث مع الطفل؛ لكي يسمع صوتك دافئاً وهامساً وحنوناً؛ حيث يسهم صوت الأم في تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي تدريجياً عند الطفل، ولذلك يجب أن تقوم الأم بالقراءة للطفل حتى في أثناء وجوده في الرحم، ثم القراءة له وهو ما زال في أيامه الأولى؛ فصِغر عمر الطفل لا يعني أنه لن يجني فوائد القراءة للأطفال التي توسع خياله وتثري مهارات تواصله، وتبني وتصقل شخصيته؛ لأن الطفل حين يسمع القصص من الأم في عمر مبكر، فهو يختزن مفردات، وكذلك لغة جسد سوف يستفيد منها ويطبقها لاحقاً.
لماذا يُفضَّل أن تغني الأم بصوتها لطفلها بدلاً من سماعه لأغاني الأطفال؟
أم تغني لطفلها
لاحظي أنه من المهم أن تغني بصوتك الحنون الهامس لطفلك وتتوقفي تماماً عن إسماعه أغاني وأناشيد الأطفال المسجلة بهدف تنويمه أو محاولة إيقافه عن البكاء، حيث إن سماع الأغاني، وبخاصة الترانيم والأهازيج الشعبية، من الأم يترك أثراً كبيراً عند الطفل، ومنذ عمر مبكر؛ حيث تتوطد العلاقة العاطفية بينه وبين أمه، ولا يشعر الطفل بالاغتراب وتتقوى لديه مشاعر الانتماء تدريجياً.
قومي بالغناء لطفلك في حالات كثيرة، ومنها عند إرضاعه وتنويمه؛ حيث يفيد الغناء بصوتك في إكساب الطفل الكلمات والمفردات البسيطة والسهلة التي تتحدث بها الأم، على العكس من كلمات الأغاني المسجلة التي قد لا تناسب المرحلة العمرية، وحيث تكون الأم على اطلاع بما يكتسبه الطفل بالتدريج، وتحاول بحديثها معه تطويره من دون أن تضيف كلمات جديدة.
اهتمي بالغناء بصوتك لطفلك، واستمري على ذلك؛ لكي يفهم الطفل النغمات الصوتية، ما يسهم في تعليم الطفل التعبير عن مشاعره. كما أن استخدام الأم الإيماءات في أثناء الغناء له يجعله يكتسب هذه الإيماءات، وبالتالي فهو يحقق طريقة جديدة للتواصل مع الآخرين، على العكس من الغناء المسجل الذي يجعل الطفل يتلقى معلومات عامة قد لا تعنيه أو تفيده، ولكن غناء الأم يعني أن يتطور الطفل عقلياً وإدراكياً بحيث إنه سوف يساعدها برفع جذعه ومد ذراعه وغيرها من الحركات، وذلك من خلال تلقي أوامر غير مباشرة من أغاني الأم.
أكثري من الغناء للطفل الذكر، وحيث بينت الأبحاث العلمية أن الأطفال الذكور هم الأكثر عرضة للتأخر في النطق، وغالباً ما تهمل الأم الحديث مع الولد أو الغناء له، بعكس التواصل مع البنت بدافع أنها هي وأمها من النوع نفسه. كما أن المرأة عموماً تمارس أمومتها المبكرة مع لعبة على شكل عروسة، ولذلك فميلها للتواصل مع مولودة أنثى يكون أكثر، وربما لعبت العادات الاجتماعية دوراً في تقليل إقبال الأم على الغناء للولد، وتركن هذه المهمة للجدات اللواتي يعززن قيمة الذكر في المجتمع، كما أن الجزء المسئول عن النطق في مخ البنت يعمل بكفاءة أكبر من هذا الجزء في مخ الولد؛ ما يعني أن قابلية البنت للنطق تكون أسرع ويكون الولد بحاجة لمحفزات النطق ومن بينها غناء الأم له.
أهمية التواصل البصري عامة لنمو الطفل
التواصل البصري مع المولود
تواصلي بصرياً مع طفلك منذ لحظات ولادتك الأولى؛ فاطلبي من المحيطين بك أن يقربوا وجهه من وجهك، لكي تساعدي على إفراز الحليب، ولكي يطمئن الصغير لرائحتك، وكذلك للتخلص من بقايا الولادة بسرعة، وبعد ذلك عليك أن تعتمدي خطوة إطالة النظر في وجهه الصغير البريء والابتسام في وجهه باستمرار حتى لو كان نائماً، واهتمي بالتأمل في ملامحه؛ حيث توصل العلماء، من خلال الدراسات العلمية المستفيضة إلى علاقة وأهمية التواصل البصري بين الأم والمولود، وذلك في تحفيز مهاراته اللغوية والإدراكية والاجتماعية فيما بعد.
اعلمي أن التواصل البصري المبكر مع المولود يساعد على تحفيز إفراز هرمون مهم يوجد في جسم الإنسان منذ ولادته، ويختص بتعزيز القدرات العقلية، ويُعرف هذا الهرمون باسم هرمون "oxytocin hormone"، وحيث يعمل هذا الهرمون على تحفيز نمو وتطور الدماغ عند الرُّضَّع، ومع الاكتشاف المذهل لهذا الهرمون وآلية عمله، فقد توصل العلماء أيضاً إلى أن الأطفال الرُّضَّع الذين يرضعون رضاعة طبيعية خصوصاً الذين تُطيل أمهاتهم النظر إلى عيونهم ووجوههم والذين تتأملهم الأم كثيراً وتبتسم في وجوههم البريئة، حتى وهم نيام؛ يتطور نموهم، ويسير منحنى النمو من كل النواحي؛ مثل تطورهم العقلي والحركي والإدراكي والسلوكي والاجتماعي والمعرفي، وذلك بصورة أسرع وبشكل ملحوظ أكثر من الرُّضَّع الذين لا تهتم الأمهات بتأملهم أو النظر إليهم، ولا يتحدثن باستمرار أو كثيراً معهم.