خطوات اتبعيها مع مولودكِ في شهوره الأولى لتطوير لغته مستقبلياً/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF%D9%83/1813852-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84
اهتمي بتطوير لغة طفلكِ مبكراً
تهتم الأمهات بالعناية بمواليدهن الجدد، ويرَين أن الطفل هو أغلى ما تملكه الأم في حياتها؛ فهو بالفعل قطعة من روحها، وتحرص عليه، وتحب وتتمنى أن يكون في أحسن حال. ولا تتوقف الأم عن استخدام كلّ الطرق والوسائل من أجل رعايته والاهتمام بنموّه وصحته وتعزيز مناعته؛ لكي يستطيع أن يكبر ويواجه الحياة بعيداً عن رحمها الذي احتواه لشهور وكان حامياً له من كلّ المخاطر. هناك عدة خطوات يجب أن تتبعها الأم في الشهور الأولى من عمر مولودها؛ لكي تتطوّر لغة الطفل سريعاً وبشكل جيد في المستقبل. وبالتالي فهو لن يعاني من أيّة مشاكل في النطق أو التعلُّم. ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك» وفي حديث خاص بها، باختصاصية التخاطب ومشاكل النطق عند الأطفال، الدكتورة ماجدة عبدالوهاب؛ حيث أشارت إلى أهم الخطوات التي يجب أن تتبعيها مع مولودك في شهوره الأولى لتطوير لغته مستقبلياً، ومنها التواصل البصري المستمر معه، والغناء معه أيضاً وليس له، وغيرها من الخطوات، في الآتي:
1- استمري بالتواصل البصري مع المولود لتقوية لغة طفلكِ
التواصُل البصري مع المولود
لاحظي أن مهمتكِ مع طفلكِ لا تنتهي عند القيام بإرضاعه. على الرغم من أهمية الحرص على الرضاعة الطبيعية لكي يحصل الطفل على فوائدها، إلا أنه من الضروري أن تقومي بخطوة هامة ومستمرة مع مولودكِ من أجل تطوير لغته، وهي التواصُل البصري معه؛ حتى ولو لم تقومي بإرضاعه. فيجب أن تقرّبي وجهكِ من وجهه باستمرار، وبحيث يكون وجهكِ قريباً منه بمسافة قصيرة؛ لكي تحققي فوائد هذا التواصل الهام كأهم طرق تطوير قدراته اللغوية.
اهتمي بالتواصُل البصري مع طفلك، ويجب أن تعرفي أهمية التواصُل البصري مع الطفل حديث الولادة. مع ضرورة لمس الطفل، مثل: لمس شفتيه وجبهته ووجنتيه. وكذلك يمكنكِ أن تُرضعيه وأنت تمسكين بكفه الصغيرة؛ فهذه الحركات على الرغم من بساطتها؛ فهي تُسهم كثيراً في تطوير معدل تواصُل طفلكِ. وبالتدريج وحيث إن نجاح طفلكِ في التواصل مع العالم الخارجي، من أهم الخطوات التي تعني نجاحه في تطوير قدراته اللغوية، وزيادة المحصول اللغوي لديه.
2- بالغي في تعبيرات وجهكِ إزاء المواقف لتقوية لغة طفلكِ
استخدمي أسلوب المبالغة عند التعبير عن المشاعر والمواقف المحيطة؛ لكي يلاحظها مولودكِ ومنذ عمر مبكر. وحيث إنكِ قد تعتقدين أن المولود لا يفهم مشاعركِ أو أنه لا يقرأ تعبيرات وجهكِ ولغة جسدكِ، ولكن أبداً لا يكون ذلك صحيحاً؛ فالمولود على الرغم من أنه كائن صغير وضعيف، إلا أنه يمتلك الكثير من الذكاء؛ بحيث يفهم ويشعر بكلّ ما تقومين به وتمرين به أيضاً من مشاعر، ولذلك فأنتِ مرآته وبوصلته، ويجب أن تستغلي ذلك جيداً.
بالغي في إظهار مشاعركِ عن طريق تعبيرات وجهكِ؛ من أجل أن يتعلم الطفل ويقوم بتخزين معنى هذه التعبيرات، وتستطيع دماغ الطفل في هذه الحالة ترجمتها والربط بينها. فحين تغضبين، يجب أن تستمري بضم حاجبيكِ مثلاً، وحين تضحكين، زيدي من مساحة ضحكتكِ. كما يمكنكِ إخفاء وجهكِ بكفيكِ ثم الظهور أمامه مع الضحك؛ فهذه خطوة مهمة لكي يتعلم الطفل ويعتاد على أن الأشياء تتحرك وتختفي وتعود.
3- استخدمي الألعاب التقليدية مع مولودكِ لتقوية لغته المستقبلية
لغة الجسد بين الأم والرضيع
تذكّري أن الألعاب التقليدية التي كنا نلعبها قديماً مع الأطفال. بل يجب أن تتذكري اللعبة التي كانت تلعبها أمكِ معكِ في طفولتكِ ومارسيها مع مولودك الجديد. فعلى الرغم من مرور الزمن، إلا أن فعالية هذه الألعاب والحركات لا تنتهي ولا تفقد قيمتها على الاطلاق؛ بل لقد أثبتت فعاليتها في تعليم الأطفال، وهي تندرج ضمن أهمية اللعب التفاعلي لتحفيز نموّ الرضيع العقلي من 3- 12 شهراً. مثل لعبة الدغدغة للطفل، وحيث تسهم في تطوير جهاز النطق لديه بدءاً من الحنجرة وحركة اللسان؛ لأن قيامكِ بممارسة الدغدغة مع طفلك، سوف تعلمينه أن يضحك ويرفع صوته، وبالتالي فهو سوف يمرّن أحباله الصوتية بشكل جيد.
لاحظي أن الألعاب التي تلعبينها مع طفلكِ، على الرغم من بساطتها؛ فهي تعلّمه أن يطوّر من مهاراته؛ فهو سوف يحاول أن يَمُد يده ليمسك شعرك أو يحاول تلمُّس وجهكِ حين تقرّبينه منكِ. كما أنه سوف يربط بين حركة يديكِ على جسمكِ وبين الضحك، وسوف يحب هذه الأوقات ويطلق أصواتاً عشوائية طفولية طلباً لها.
4- قومي بإجراء التمارين والمساج باستمرار لمولودكِ
تدليك الرضيع
قومي بإجراء المساج يومياً لمولودكِ، ويفضّل أن تفعلي ذلك في كلّ مرة تقومين فيها بتغيير الحفاض له. وحيث إن فوائد تدليك الطفل حديث الولادة هامة وفعالة؛ بحيث إنه يساعد على تخليص المولود خصوصاً في شهوره الأولى، من الغازات والانتفاخات؛ مما يساعده على النوم والاسترخاء. فالتدليك والمساج يعزز من الرابطة النفسية والعاطفية بين الأم والمولود؛ خصوصاً بعد الولادة، ويسهم بشكل كبير في تقليل التوتر النفسي وقلق ما بعد الولادة عند الأم النُفساء.
اهتمي بالمساج لطفلكِ باستخدام الحركات والتمارين التي يصفها لكِ طبيب الأطفال. ويمكنكِ تقليب الرضيع على بطنه وظهره. كما أن الحديث الهامس مع الطفل خلال إجراء المساج له، يفيد كثيراً في زيادة التواصُل معه. ومن طرق التواصُل المحببة والفعالة مع الرُضّع بحيث إنهم يستمتعون بهذه اللحظات وتجعلهم يُقبلون على الرضاعة ويحققون معدلات نموّ أفضل.
5- الغناء مع المولود وليس الغناء له من أجل تقوية لغته مستقبلاً
اعلمي أن الغناء للمولود منذ عمر مبكر، يفيد كثيراً في تطوير لغته. وحيث إنه من الضروري أن تبدأي بهذه الخطوة أثناء وجوده في رحمكِ، ويمكن أن تغني له خلال المرحلة الجنينية بصوت هامس ورقيق؛ لأنه سوف يعتاد على صوتكِ ويتعرّفه. أما بعد أن يصل إلى الحياة؛ فيجب أن تغني معه؛ فقرّبي وجهكِ وفمكِ من وجهه كثيراً، ودعيه يلاحظ ويراقب تعبيرات وجهك وحركات فمك والفكين واللسان، ولا تستهيني على الإطلاق بأهمية هذه الخطوات؛ لأنه سوف يحاول أن يقلّدكِ ويقوم بتمرين فكيه وعضلات وجهه كخطوة أولى من أجل تطوير اللغة.
لاحظي أن الدراسات العلمية التي أُجريت على الرُضّع، قد بيّنت أن الرُضّع الذين تغني لهم الأمهات ومعهم، وتستخدم الأغاني والترانيم الشعبية المتداوَلة في كلّ بلد؛ فهم يحققون تطوُّراً لغوياً ملحوظاً؛ بحيث يبدأون بالمناغاة والضحك بصوت مرتفع وإطلاق الأصوات العشوائية مبكراً؛ مقارنةً بالرُضّع الذين لا تقوم الأمهات بالغناء لهم.