تتردد الأمهات ويحتار الآباء بعد قدوم المولود الذي طال انتظاره لأنهم يصبحون في مرحلة مهمة وهي مرحلة اختيار الاسم المناسب للطفل على الرغم من أن معظمهم يعدون قائمة بالأسماء المتوقع اختيار أحدها قبل ولادة الطفل، وهناك من يقوم باختيار الاسم سلفاً من دون أي تردد ولكن يبقى الانتظار واللهفة حين يتعرف الطفل الرضيع على اسمه حين يناديه به الآخرون.
تتساءل الأم متى يمكن أن يعرف طفلي اسمه، وهي تقصد في أي شهر من شهوره الأولى بالطبع لأنه سيفعل ذلك ولكن بنسب متفاوتة وحسب عوامل معينة، ولذلك فقد التقت" سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري نطق الأطفال والتخاطب الدكتور سميح بدران، حيث أشار إلى 4 عوامل فعالة تساعد رضيعك التعرف إلى اسمه مبكراً بمجرد سماعه، ومن بينها توفير البيئة المناسبة من حول الرضيع وعوامل أخرى في الآتي:
هل طفلي الرضيع يعرف اسمه فجأة حين أناديه به؟

- اعلمي أن السؤال المتكرر الذي تطرجه الأمهات على الطبيب هو متى يعرف طفلي اسمه؟ ويجب أن تعرفي أن الإجابة على هذا السؤال تكون إجابة دقيقة وحازمة وهي أن الطفل لا يتعلم اسمه فجأة على الإطلاق بل إن مهارة تعرف الطفل إلى اسمه واحدة من المهارات التي تتطور بالتدريج عند الطفل خلال مراحل نموه.
- لاحظي أن طفلك من عمر 4–6 شهور سوف يبدأ في تمييز صوته من وسط الأصوات التي تحيط به وسوف يلتفت أو يبتسم حين تنادينه باسمه، وهذا تطور جيد يجب أن تلاحظيه لكي تتأكدي من سلامة نمو الجهاز العصبي عند الطفل وما يعني سلامة دماغ الطفل وعدم إصابته بأي تشوهات في تكوين الدماغ وكذلك سلامة حواس الطفل وخاصة حاسة السمع.
- توقعي أن طفلك الرضيع من عمر 6–9 شهور، أي حين يصبح عمره ثلاثة أرباع السنة سوف تصبح استجابته لسماع اسمه أكثر وضوحاً بمعنى أنك حين تنادينه باسمه سوف يركز النظر في وجهك أو انه سوف يستدير بكامل جسمه نحوك، اي أنه لن يلتفت برأسه فقط، مما يعني أنه قد بدأ يدرك أن هذا الاسم يخصه، وخصوصية الاسم تعني أن الطفل سوف يدرك أهمية الاسم بالنسبة له، حيث يساعده لاحقاً في تسيير أمور حياته والتواصل مع المجتمع المحيط به.
- توقعي أيضاً أن طفلك الرضيع ومن عمر9–12 شهراً أنه سوف يتعرف إلى اسمه بشكل واضح وسهل وسريع وسوف يتسجيب لاسمه حين يسمعه في كل الأوقات ما لم تكن لديه مشاكل في السمع مثلاً، فسوف تلاحظين أن طفلك ينتبه حين يسمع اسمه لأنه يعرف أن الأمر يعنيه حتى لو كان يوشك على النوم، فهو سوف ينتبه وسوف تلاحظين أنه ينصت لأنه سوف يعرف إذا كان الآخرون من حوله راضين عنه أو منزعجين من طريقة نطق اسمه بالتأكيد.
تعرفي أيضاً: 3 قواعد لاختيار اسم المولود
4 عوامل عليك اتباعها لكي يستجيب طفلك لسماع اسمه بشكل أسرع

- كرري لفظ اسم طفلك كثيراً أثناء الحديث والتواصل معه واللعب أيضاً، حيث إن التواصل البصري والسمعي مع الطفل وفي عمر مبكر يفيد كثيراً في تحقيق العلاقة الجيدة مع الأم ومساعدة الطفل على النمو وتعزيز مستوى ذكائه، وبالتالي فهو بحاجة إلى صقل هذا التواصل بأن يتعرف إلى اسمه وأن يكتشف بالتدريج أن هناك شيئاً يميزه ويجعل له خصوصية، وهذا الشيء هو الاسم وهو وسيلة للتعبير عن الحب والاهتمام من المحيطين به ويجب أن يسمعه حين يتحدثون معه وحين يلاعبونه، ويلعب ذلك الأسلوب دوراً كبيراً في تعزيز ثقة الطفل بنفسه وبناء شخصية الطفل بشكل كبير ولافت.
- اعتمدي النداء على طفلك باسمه بصوت واضح وحنون ولطيف في نفس الوقت، ولذلك يجب أن تنطقي حروف اسم الطفل بكل وضوح، واهتمي بضرورة اختيار اسم عربي أصيل لا يكون صعب اللفظ على الطفل والمحيطين به، ويجب أن تتخلي عن نطق اسم الطفل بقسوة أو بنبرة تهديد أو أن يحمل صوته أسلوب التخويف للطفل لأنه لن يستجيب له لاحقاً بل اهتمي أن يكون صوتك هادئاً وحنوناً حين تنطقين اسمه لكي يتعرف إليه ويحبه ويفتخر به.
- قللي من استخدام أسماء الدلع والتدليل لطفلك، حيث تقوم بعض الأمهات باختيار أسماء تدليل لطفلها ولا تنطق اسمه الحقيقي إلا حين تكون في مكان رسمي، مثل زيارة الطبيب مثلاً وغير ذلك، فهي تدلله بأسماء مختلفة ومن الطبيعي أن تكتشف الأم بعد ذلك أن طفلها لا يعرف اسمه خصوصاً حين يدخل المدرسة ويفاجأ أن المعلمات يعرفن اسمه الحقيقي ويتعاملن به وهو لا يعرفه وسوف يجد صعوبة في التعود عليه والاستجابه له حين تناديه به المعلمات، كما أن الطفل لو تاه من والديه في مكان عام مثلاً فسوف لن يعرف أن يخبر اسمه الحقيقي للآخرين لكي يعثروا على والديه.
- احرصي على أن تكون البيئة المحيطة بطفلك هادئة وتخففي من الأجواء المشبعة بالضوضاء حين تنادين على طفلك باسمه لكي يعتاد عليه ويستجيب لك، لأن وجود الضوضاء حول الطفل لن تمكنه من سماع اسمه واضحاً ولن يستجيب للأم وسوف تشك أن هناك خللاً لدى طفلها فيجب أن تختار الوقت والأجواء المناسبة لكي تناديه باسمه لكي يعتاد عليه.
متى يجب أن أقلق حين لا يستجيب طفلي لاسمه؟

- اعلمي أنه مع بلوغ طفلك عامه الأول وفي حال أنك تقومين بالنداء على طفلك ولا يستجيب ولا يبدو عليه أي رد فعل حين تنطقين اسمه أو حين يقوم أي من أفراد الأسرة والمحيطين به بنطق اسمه، فيجب أن تشعري بالقلق وأن تقومي بعرض طفلك على طبيب مختص.
- اعلمي أنه من الضروري أن تبدو على طفلك أي استجابة لسماع اسمه حتى لو أنه لم يلتفت، فهو قد يبتسم وتبدو على وجهه علامات تؤكد أنه يعرف اسمه، وقد تبدو ابتسامته ماكرة بمعنى أنه يريد أن يداعبك فلا يرد ولكنه بالتأكيد فهو يعرف اسمك، ولذلك في حال لم تبدو عليه أي علامة من تلك العلامات فيجب أن يخضع الطفل لتقييم حاسة السمع عنده لأن وجود مشاكل سمعية تؤثر على تعرفه إلى اسمه.
- اعرضي طفلك أيضاً في حال عدم استجابته لسماع اسمه، على طبيب مختص يقوم بفحص تطور ونمو الطفل والربط والتوافق بين نموه الجسدي ونموه العقلي.
قد يهمك أيضاً: الحركات غير الطبيعية للطفل الرضيع