mena-gmtdmp
مكملات الفطر سندٌ فعّال للصحة
مكملات الفطر سندٌ فعّال للصحة

يشتهرُ الفطرُ باحتوائه على كثيرٍ من المركَّبات المهمَّة لصحة القلب، وخفضِ الكوليسترول، أمَّا مذاقه الترابي اللذيذُ فيجعله مكوِّناً متعدِّد الاستخداماتِ في عديدٍ من الأطباق. لكنْ، هل المكمِّلاتُ الغذائيَّة المصنوعةُ من الفطرِ صحيَّةٌ أم لا؟ سؤالٌ أصبح متداولاً بعد حملاتِ التسويقِ التي تمَّ إطلاقُها أخيراً ترويجاً لهذا المُنتَج. وللإجابةِ عنه، التقينا كريستال بشّي، اختصاصيَّة التغذية والحاصلة على شهادةٍ في التغذيةِ الرياضيَّة من الألعاب الأولمبيَّة ومستشارة خدماتِ الطعام، فأوضحت لـ «سيدتي»، أنه يمكن تناولُ هذه المكمِّلات، لكنْ بشروطٍ.

أفضل أنواع الفطر الطبي


يعدُّ الفطر واحداً من أكثر الأطعمةِ تنوُّعاً في الطبيعة، وله عديدٌ من الأنواعِ المختلفة في الأشكالِ، والألوانِ، والأحجامِ، وحتى المذاق والنكهة.

وحول أفضل أنواعِ الفطرِ الطبي للمحافظةِ على صحَّتكِ، تؤكِّد اختصاصيَّةُ التغذية كريستال بشّي، أن «الفطرَ يشتهرُ بكونه مصدراً لعديدٍ من العناصرِ الغذائيَّة المهمَّة والضروريَّة للصحَّة، كما يدخلُ في عالمِ الطبِّ والعلاجِ من أوسع أبوابه».

تقولُ: «هو مصدرٌ غني لمغذِّياتٍ عدة ضروريَّةٍ مثل البروتيناتِ، والأليافِ الغذائيَّة، والفيتاميناتِ، والمعادن. الفطرُ يحتوي على كميَّاتٍ كبيرةٍ من الكالسيوم، وفيتامين D، والنياسين، والرايبوفلافين، والبوتاسيوم والسيلينيوم، ويدخلُ في أنظمةِ خسارةِ الوزن لمحتواه المنخفضِ من السعراتِ الحراريَّة، ويعدُّ مصدراً خالياً من الدهون، والكوليسترول، والغلوتين، كما يساعدُ في تعزيزِ المناعةِ وتقويتها والوقايةِ من الأمراض، ويشتملُ على مضاداتِ أكسدةٍ قويَّةٍ، ما يجعله وسيلةً للوقايةِ من السرطانات، إلى جانب السيطرةِ على مرضِ السكري. أيضاً يسهم الفطرُ في خفضِ مستوياتِ الكولسترول في الدم، ويساعدُ في السيطرةِ على مستوياتِ ضغط الدم في الجسم، ويقوِّي العظام، ويعزِّز صحَّتها».

 

"مضادات الأكسدة الموجودة في الفطر الطازج تعطيه ميزة صحية خاصة"


وتضيفُ كريستال: «من فوائدِ الفطرِ الأبيض، وهو أكثرُ الأنواعِ شيوعاً، أنه مصدرٌ جيِّدٌ للأليافِ الغذائيَّة والبروتينات، ويحتوي على عديدٍ من الفيتامينات مثل فيتامين B وC وD، كما أنه غني بالمعادنِ، لا سيما حمضُ الفوليك، والحديدُ، والزنكُ، والمنغنيز، والفوسفورُ، والبوتاسيوم، والنحاسُ، والسيلينيوم، ويساعدُ في السيطرةِ على الأمراضِ المزمنة، ويعملُ على تعزيزِ مناعةِ الجسم، ويُخفِّض مستوياتِ الكولسترول في الجسم، وينظِّم عملياتِ الأيض المختلفة، ويعزِّز عمل الأنزيمات، إلى جانب تقويةِ العظام، والتخلُّص من السُّمنة لمحتواه المنخفضِ جداً من الكولسترول، والدهون المشبّعَة والصوديوم».

وتزيدُ الاختصاصيَّة: «أمَّا فطرُ المحار، فهو ذو بنيةٍ هشَّةٍ ومخمليَّةٍ، ويشبه بشكله المحار، أو يمكن تشبيهه بالبوق. ألوانه تتنوَّع عادةً ما بين البني، والرمادي، والأبيض، ويمتازُ بنكهةٍ خفيفةٍ قريبةٍ من نكهةِ الفلفل، ومن فوائده، أنه منخفضُ الصوديوم، والدهون، والكولسترول، ومصدرٌ للبروتين والأليافِ الغذائيَّة، وعديدٍ من الفيتاميناتِ والمعادن، بما فيها مجموعةٌ من فيتاميناتِ B، وحمضُ الفوليك، والحديدُ، والمغنيسيوم، والزنكُ، والمنغنيز، والفوسفورُ، والبوتاسيوم، والنحاس. في حين يتَّصفُ فطرُ بورتوبيللو بحجمه الكبير، وطعمه وملمسه المشابه لشريحةٍ اللحم، ما جعله يدخلُ عالمَ النباتيين بوصفه بديلاً صحِّياً للحوم، ومن فوائده، أنه يدخلُ في حمياتِ تخفيفِ الوزن الخاصَّةِ بالنباتيين، ومهمٌّ لتعزيزِ عملِ الجهاز الهضمي والوقايةِ من الإمساك، كما يقوِّي المناعة، ويحافظُ على سلامةِ الأعصابِ وعملها لمحتواه من البوتاسيوم، ويدعمُ عملياتِ الأيض والتمثيلِ الغذائي في الجسم، ويسهمُ في السيطرةِ على ضغطِ الدم، ويفيدُ الكبدَ، والجلدَ، والعيونَ، والعظامَ، والعضلات».

وتتابعُ كريستال حديثها عن أنواعِ الفطرِ وفوائدها بالقول: «هناك أيضاً فطرُ شيتاكي، وهو ثاني أكثر فطرٍ شيوعاً في العالم. ومثل غيره من الأنواعِ السابقة، هو منخفضٌ في محتواه من الدهونِ، والكوليسترول، والصوديوم، وغني بعديدٍ من العناصرِ الغذائيَّة المهمَّة لصحَّة الجسم، ويساعدُ في تخفيضِ مستوياتِ الكولسترول، ويعملُ على تقويةِ المناعة وتعزيزها، ويمتلكُ بعض التأثيراتِ المضادةِ للسرطانات». وتوضح أنه «يمكن إدخالُ هذه الأنواعِ في عديدٍ من الوصفاتِ المطبوخة، لكنْ يُنصَح بغسلها وتجفيفها فوراً، وعدمِ تركها منقوعةً في الماء، إذ إنها تمتصُّه بسرعةٍ، وتصبح طرية جداً».

يمكنك أيضًا الاطلاع على فوائد فطر الجانوديرما للتنحيف.. طبيبة تغذية تطلعك على التفاصيل

المكمِّلات الغذائية المصنوعة من الفطر

المكمِّلات الغذائية المصنوعة من الفطر

تكشفُ الاختصاصيَّة عن أن «المكمِّلاتِ الغذائيَّةَ المصنوعةَ من الفطر، شهدت رواجاً في الفترةِ الأخيرة، لكنْ يشارُ إلى أن الدراساتِ والبحوث، لا تزالُ غير دقيقةٍ في هذا المجال، مع العلمِ أن كلَّ شخصٍ في إمكانه الحصولُ على هذه المكمِّلات التي يزيدُ عددها عن 200 نوعٍ، منها ما هو مصنوعٌ من نوعٍ واحدٍ من الفطر، ومنها المصنوعُ من أنواعٍ عدة».

وحول فاعليَّة هذه المكمِّلات، تجيبُ: «من الناحيةِ العلميَّة، لا شيء يثبتُ فاعليَّة وأهميَّة هذه المكمِّلاتِ الغذائيَّة المصنوعةِ من الفطر، والمُنتَجة من قِبل شركاتٍ مختلفةٍ، وعليه لا يمكننا بوصفنا خبراءَ في التغذية تقديمُ النصائحِ عن هذا الأمر. نحن ننصحُ بالمصدرِ الطبيعي للفطر بسبب حسناته الصحيَّة التي يمتصُّها الجسمُ بشكلٍ سليمٍ وفاعلٍ».

وتستطردُ الاختصاصيَّة: «أذكرُ تحديداً المكمِّلاتِ الغذائيَّة المصنوعةَ من الفطر التي قد تُسبِّب نشافاً في الدم Blood blotting، وحكَّةً في الجلد، ومشكلاتٍ في الجهازِ الهضمي، من بينها الإسهالُ، وقد يتعرَّض مَن يتناولها إلى نوعٍ من الحساسيَّة الغذائيَّة دون الانتباه لهذا النوعِ من المكمِّلاتِ التي تحتوي على خليطٍ ما. وهناك أيضاً خطرُ الإصابةِ بالترقُّق في الدم، وحدوثُ مشكلاتٍ في ضغطِ الدم، إلى جانب تعارضِ هذه المكمِّلاتِ مع علاجِ مرض السكري، بالتالي يجبُ التأكُّد من فوائدِ المكمِّلاتِ الغذائيَّة بشكلٍ عامٍّ، وما تحتويه، وما الوضعُ الصحي المناسبُ لتناولها، وما الهدفُ من ذلك؟ المكمِّلاتُ الغذائيَّة، ليست بالحبَّة السحريَّة التي تفيدُ الصحَّة، لأن منافعها ومضارها، تختلفُ من شخصٍ لآخر، ومن حالةٍ صحيَّةٍ إلى أخرى».

"ينصح بالمصدر الطبيعي للفطر بسبب حسناته الصحية العديدة التي يمتصها الجسم"

في المقابل، تؤكِّد بشّي، أن «مضاداتِ الأكسدة الموجودةَ في الفطرِ الطبيعي، أو الطازج، تعطيه ميزةً صحيَّةً خاصَّةً، فهي تحمي الدماغ، وتخفِّفُ من خطرِ الإصابةِ بالألزهايمر والباركنسون، كما أن مادةَ الأرجوثيونين Ergothioneine التي توجدُ فيه أساسيَّةٌ للحمايةِ من خطر الإصابة بالسرطان، وهناك دراساتٌ طبيَّةٌ عدة، أجريت منذ عامِ 1966، أثبتت أن تناول 20 جراماً من الفطرِ يومياً، يخفِّفُ من خطرِ الإصابةِ بالسرطانات بمعدل 45%».

بناءً عليه، تشدِّدُ الاختصاصيَّة على أهميَّة تناولِ الفطرِ الطازجِ والطبيعي، والابتعادِ عن الأنواعِ المعلَّبة، وتقولُ: «الفطرُ المعلَّب، يحتوي على العناصرِ الغذائيَّة نفسها، لكنَّه مزوَّدٌ بكميَّةِ ملحٍ عاليةٍ جداً، وهذا الأمر يزيدُ من مشكلاتِ الضغطِ في الدم». وتضيفُ: «الفطرُ لا يحتوي على كميَّاتٍ مرتفعةٍ من السعراتِ الحراريَّة، فكلُّ كوبٍ منه فيه 15 سعرةً حراريَّةً فقط، وهي كميَّةٌ قليلةٌ جداً، إضافةً إلى نصفِ جرامٍ من الألياف، وهو خالٍ تماماً من الدهون الأمرُ الذي يُشجِّع على تناوله بوصفه سناكاً، يساعدُ في خسارةِ الوزن عبر الشعورِ بالشبع، أو سدِّ الشهيَّة، كما أن مذاقه لذيذٌ جداً، وفيه نسبٌ مرتفعةٌ من الحديد الذي يعالجُ فقرَ الدم، والأعراضَ المرافقةَ له مثل الصداعِ، والتعبِ، وخفضِ مستوى أداءِ الجهاز العصبي، إذ يمتصُّ الجسمُ 90% من الحديدِ الذي يساعدُ في تكوين الخلايا الحمراء، ويزيدُ من قوَّة الدم».

وتختمُ الاختصاصيَّة حديثها بأن «الفطرَ، يحتوي على موادَّ فاعلةٍ، تسمَّى بيتا جلوكان، إضافةٍ إلى حمضِ اللينوليك، وهما يحميان الجسمَ من الإصابةِ بسرطانِ الثدي، فبيتا جلوكان يقمعُ الآثارَ السلبيَّة المرافقةَ لزيادةِ نسبة الإستروجين في الجسم الذي يعدُّ السببَ الرئيسَ للإصابةِ بسرطان الثدي لدى السيدات بعد انقطاعِ الطمث».

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط