mena-gmtdmp

علامتان أثناء النوم ترتبطان بالسرطان

امرأة تعاني من الأرق
امرأة تعاني من الأرق

قد يرسل الجسم بعض الإشارات الخفية عند بداية الإصابة بالسرطان، وعلى الرغم من أن المريض يتنبه فقط لما يطرأ عليه خلال ساعات الاستيقاظ؛ فإن هناك علامات قد تظهر خلال النوم بوصفها مؤشراً مبكراً على الإصابة بالسرطان.
كشفت الدراسات الحديثة عن أن بعض التغييرات الليلية قد تكون أكثر من مجرد اضطرابات بسيطة؛ إذ يمكن أن تحمل إشارات تحذيرية مرتبطة بخطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
وفي هذا السياق، يلفت الخبراء الانتباه إلى علامتين أساسيتين في أثناء النوم، تكرارهما الدائم قد يكون مرتبطاً بزيادة احتمالية تطور الأورام السرطانية، وهما: التعرق الليلي الشديد وانقطاع التنفس في أثناء النوم.


إعداد: إيمان محمد

التعرق الليلي الغزير وعلاقته بالسرطان

التعرق الليلي الغزير الذي قد يصل إلى حد أن يُضطر المرء إلى تغيير الملابس، هو عارض يربطه الأطباء بعدة أمراض، من بينها الأورام الليمفاوية واللوكيميا. وفي تقرير نشره موقع Cleveland Clinic، يوضح الأطباء أن هذا النوع من التعرق، الذي يحدث من دون سبب واضح مثل ارتفاع حرارة الجو أو تناول أدوية معينة، قد يكون مرتبطاً باستجابة الجسم المناعية لمحاربة نمو غير طبيعي للخلايا.

التعرق الليلي علامة على السرطان -المصدر freepik


وتشير الطبيبة Jennifer Cullen Bein، اختصاصية أمراض الدم في المركز الطبي التابع للعيادة، إلى أن "الأشخاص الذين يعانون من التعرق الليلي الشديد والمستمر يجب أن يخضعوا لتقييم شامل، خاصة إذا رافقته أعراض أخرى مثل فقدان الوزن غير المبرر أو الحمى".
ويدعم هذا الاتجاه تقرير آخر صادر عن Cancer Research UK، الذي يشير إلى أن التعرق الليلي يمكن أن يكون من الأعراض المبكرة لأنواع معينة من السرطان مثل ليمفوما هودجكين وسرطان الدم. وقد يكون ذلك نتيجة لتحفيز الجهاز المناعي بسبب نمو خلايا سرطانية تؤثر في وظائف الجسم الطبيعية.

انقطاع التنفس في أثناء النوم والسرطان

انقطاع النفس النومي هو اضطراب شائع يحدث عند انسداد الممرات الهوائية العليا بشكل متكرر في أثناء النوم؛ ما يؤدي إلى توقف مؤقت في التنفس. وصحيح أنها مشكلة متعلقة بالنوم وتؤثر في جودته، إلا أن الأدلة العلمية الحديثة كشفت عن صلة بين هذه الحالة وبعض أنواع السرطان.
في دراسة صدرت عام 2019، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي الحاد لديهم معدلات أعلى للإصابة بالسرطان، مقارنة بمن لا يعانون من هذا الاضطراب. الدراسة، التي شملت أكثر من 30 ألف شخص في كندا، أشارت إلى وجود علاقة بين انخفاض مستوى الأكسجين في الدم في أثناء النوم وزيادة خطر تطور الأورام، خاصة سرطان الكُلَى والبنكرياس والرئة.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة تيتيانا كيندزيرسكا، إن نقص الأكسجين المزمن قد يحفز العمليات الحيوية التي تساعد الخلايا السرطانية على النمو والانتشار. ولذلك يُعَدُّ انقطاع النفس في أثناء النوم من بين اضطرابات النوم التي يجب أن تُعامَل على أنها عامل خطر للإصابة بالسرطان.
قد يعجبكِ أيضاً: تجربتي مع الأعشاب لعلاج الأرق وتحسين جودة النوم كانت مذهلة

لماذا ترتبط هذه العلامات بالسرطان؟

يوضح العلماء أن كلا العرضين، سواء التعرق الليلي أو انقطاع النفس، قد يكون لهما علاقة بارتفاع نسب الالتهابات بالجسم، كما أنهما يعكسان حالة الجسم المناعية. وبشكل أكثر دقة، يفسر الأطباء حالة التعرق الليلي، على أنها تظهر نتيجة محاربة الجسم للخلايا السرطانية الشاذة. أما في حالة انقطاع النفس؛ فإن نقص الأكسجين المتكرر قد يؤدي إلى ما يُعرَف بـ"الإجهاد التأكسدي" أو تلف الخلايا نتيجة للتأكسد، وهو عامل معروف في تحفيز التحولات الجينية المؤدية إلى السرطان.
ويحذر الأطباء من تجاهل هذه العلامات، خاصة إذا تكررت بشكل يومي أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل التعب المزمن، أو تغييرات غير مبررة في الوزن، أو أورام في الرقبة أو تحت الإبط.

الأورام السرطانية: متى تجب زيارة الطبيب؟

من الضروري استشارة الطبيب في الحالات التالية:

  • إذا كان التعرق الليلي غزيراً جداً ومتكرراً من دون سبب واضح.
  • إذا لاحظت توقفاً متكرراً في التنفس في أثناء النوم، أو لاحظ شريكك في السرير أصوات شخير تتبعها فترات صمت.
  • إذا رافق هذه الأعراض فقدان وزن سريع أو حمى ليلية.
  • أو إذا كان هناك تاريخ عائلي للسرطان.

على الرغم من أهمية الأعراض السابق ذكرها؛ فإنه لا يمكن أن نعد هذين العارضين علامات مباشرة أو قاطعة للإصابة بالسرطان، بينما هما مجرد تنبيه لا يمكن إغفاله. لذلك حين تبدو عليك علامات كهذه يُنصح بالمتابعة والفحص حتى يتم التأكد من الحالة واكتشاف المرض في وقت مبكر؛ لأن هذا من شأنه أن يعزز فرص الشفاء.


*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.