القيء الذي ينتشر كثيراً في فصل الصيف قد يدل على عدة أسباب، وغالباً ما يرتبط بأمور عدوى أو تسمم غذائي أو ضربات حرارة. الغثيان والقيء من الأعراض الشائعة للغاية، وتحدث لأسباب عديدة منها التهاب المعدة والأمعاء، الحمل والقلق. وعادة لا يكون الغثيان والتقيؤ أمراً مقلقاً، ويمكن علاجهما في المنزل؛ إذ يزول التقيؤ بعد يوم أو يومين فقط، لكن أحياناً يكون الغثيان والتقيؤ مزمناً، وفي هذه الحالة من الضروري مراجعة الطبيب فوراً لتلقي العلاج المناسب وتجنب الأضرار الصحية.
على ماذا يدل القيء؟ وما طرق الوقاية منه؟
القيء هو عارض وليس حالة مرضية محددة. له العديد من الأسباب الكامنة المختلفة. قد يكون القيء قصير المدى مثل الذي يسببه دوار الحركة أو التهاب المعدة والأمعاء أو التسمم الغذائي، ومع ذلك في بعض الأحيان لا نعرف بالضبط سبب نوبة القيء. وحسب ما ذكره موقع Healthdirect يمكن أن تؤدي الأسباب الأخرى إلى القيء المتكرر أو المستمر، حيث يعُرِّف الأطباء نوبة القيء المنعزلة المفاجئة بأنها "حادة"، فيما يُعرَّف نمط القيء المستمر أو المتكرر بـ"المزمن"، وعادة ما يتم تصنيف الأسباب الكامنة وراء القيء إلى أسباب حادة أو مزمنة، لعل أبرزها:
- التسمم الغذائي بسبب تناول أطعمة فاسدة أو غير محفوظة بشكل جيد.
- البكتيريا مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية (E. coli) تنشط أكثر في درجات الحرارة المرتفعة.
- عدوى فيروسية معوية مثل "فيروس الروتا" أو "النورو" تنتشر بسهولة في أماكن التجمعات أو من خلال الطعام والماء الملوث.
- ضربات الشمس أو الإنهاك الحراري: ارتفاع حرارة الجسم قد يسبب غثيان وقيء، خاصة إذا لم يتم تعويض السوائل.
- شرب مياه ملوثة: مياه الشرب غير النظيفة قد تنقل أمراض تسبب القيء والإسهال.
- تناول طعام من الباعة الجائلين أو المحال غير النظيفة خصوصاً الأطعمة التي تحتوي على بيض، حليب، لحوم أو مايونيز.
ما طرق الوقاية من القيء في فصل الصيف؟

- الاهتمام بنظافة الطعام والشراب: احفظي الطعام في الثلاجة، ولا تتركيه في حرارة الغرفة لفترة طويلة.
- اغسلي الفواكه والخضروات جيداً.
- اغسلي اليدين بالماء والصابون جيداً وباستمرار خاصة قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.
- تجنبي الأطعمة المكشوفة أو منتهية الصلاحية. لا تشتري طعاماً من الشارع أو الأماكن غير الموثوق بها.
- شرب الماء النظيف فقط، ويُفضَّل المياه المعدنية أو المغلية إن لم تكن هناك ثقة بمصدر الماء.
- تجنُّب التعرض المفرط لأشعة الشمس وارتداء قبعة وشرب الماء بكميات كافية على الشاطئ.
- مراقبة الأطفال خصوصاً؛ كونهم أكثر عرضة للقيء بسبب ضعف المناعة وسرعة فقدان السوائل.
من المفيد الاطلاع على التخلص من السموم في الجسم بهذا الطعام اليومي وفق دراسة علمية.
القيء: متى تجب زيارة الطبيب؟
- إذا استمر القيء أكثر من 24 ساعة.
- إذا صاحب القيءَ ارتفاعٌ في حرارة الجسم، إسهال شديد أو جفاف (جفاف الفم، قلة البول، دوخة...)، وفي حال ظهور دم في القيء.
- إذا كان المريض طفلاً صغيراً أو مسناً أو يعاني من مرض مزمن.
ما أسباب القيء الشائعة في الصيف؟
يُعتبر التقيؤ أحد أعراض مرض معين، ولا يُعتبر مرضاً بحد ذاته. وفي العادة يأتي مصحوباً بعدم الارتياح في المعدة الذي غالباً ما يظهر قبل القيء، كما ورد في موقع Johns Hopkins Medicine. ولعل أبرز أسباب القيء:
- تسمم غذائي بسبب تكاثر البكتيريا في الطعام المعرض للحرارة. يحدث بعد تناول وجبة ملوثة، ويظهر القيء عادة خلال ساعات.
- عدوى فيروسية معوية تنتقل عبر الأيدي أو الطعام الملوث وتسبب القيء المفاجئ مع إسهال أحياناً.
- التهاب المعدة والأمعاء ينتج عن العدوى أو تغيرات في الطعام أو الماء. يسبب آلاماً في البطن، وغثياناً وقيئاً.
- الحر الشديد وضربة الشمس. إن التعرض الطويل للشمس من دون ترطيب الجسم قد يؤدي إلى قيء ودوخة وارتفاع في حراة الجسم.
- الجفاف أو نقص السوائل يؤدي إلى اضطراب التوازن في الجسم؛ ما قد يسبب غثياناً وقيئاً.
- الحساسية أو التسمم الكيميائي مثل استنشاق رائحة مواد تنظيف أو تناول مواد تحتوي على مواد حافظة أو مبيدات.
- الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية.
- دوار الحركة الذي يحدث نتيجة السفر بالسيارة أو القارب أو الطائرة أو القطار.
- غثيان الصباح المرتبط بالحمل خصوصاً في الأشهر الأولى.
- عسر الهضم، الصداع، تناول بعض الأدوية، التخدير، العلاج الكيميائي، مرض كرون (وهو نوع من الالتهابات التي تحدث في الأمعاء الدقيقة والقولون ويمكن أن يمتد إلى أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي)، الضغط العاطفي مثل الخوف، أمراض المرارة، رد فعل على بعض الروائح، الإفراط في الأكل، النوبة القلبية، ارتجاج أو إصابة في الدماغ، انسداد الأمعاء والتهاب الزائدة الدودية.
ما الأعراض المصاحبة للقيء؟
تشمل الأعراض التي تصاحب الغثيان والقيء -كما ورد في موقع Cleveland Clinic- وجعاً في البطن، إسهالاً، حمى، دوخة، سرعة في النبض، تعرقاً مفرطاً، جفافاً في الفم، انخفاض التبول، ألماً في الصدر، إغماء، ارتباكاً، نعاساً مفرطاً ودماً في القيء.
وقد يشير توقيت حدوث التقيؤ والغثيان إلى السبب، فمثلاً عند حدوث القيء بعد الأكل بفترة، فيمكن أن يكون السبب التسمم الغذائي، أو التهاب المعدة، أو القرحة، أو النهام العصبي؛ أما عند حدوث القيء بعد الأكل بـ1-8 ساعات فيشير ذلك إلى حدوث تسمم غذائي؛ حيث إنه توجد أنواع من البكتيريا التي تنتقل عن طريق الأغذية تستغرق وقتاً أطول لحدوث الأعراض.
ما مضاعفات القيء؟
لا يكون القيء خطيراً في العادة، لكن حدوثه بشكل متكرر يمكن أن يسبب المضاعفات الآتية:
- الجفاف: يمكن أن يسبب التقيؤ الشديد فقدان كمية كبيرة من السوائل؛ لذا تجب مراجعة الطبيب فوراً، إذا حصلت الإصابة بأعراض الجفاف مثل قلة البول.
- سوء التغذية: يمكن أن يُصاب المريض بنقص في بعض المعادن والفيتامينات بسبب التقيؤ الشديد، خاصة إذا لم يكن قادراً على تناول الطعام.
- تلف الأسنان: يؤدي حمض المعدة لتلف طبقة المينا في الأسنان.
علاج القيء في المنزل
بالامكان اتباع الطرق الآتية لتخفيف الغثيان والتقيؤ:
- تناول أطعمة سهلة الهضم، مثل الموز، والأرز الأبيض والزبادي والبطاطا المسلوقة أو المشوية.
- تجنُّب تناول أي أطعمة ذات رائحة قوية، أو تحتوي على كمية كبيرة من الدهون كالمقالي مثلاً.
- استخدام محلول الإماهة الفموي لتعويض نقص السوائل والمعادن، الذي يمكن شراؤه من أقرب صيدلية.
- الإكثار من تناول الماء والسوائل، لكن يُفضَّل تناولها على دفعات.
- تجنُّب الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرةً.
- تناول شاي الأعشاب مثل النعناع أو الزنجبيل.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة كلما شعرت بالتعب.
- عدم استخدام مضادات الالتهاب لتخفيف الألم.
- تناول الطعام ببطء.
من المفيد التعرف إلى: التسمم الغذائي: ملف شامل حول الأنواع وطرق الوقاية والعلاجات
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.