يعد السعال الديكي من الأمراض التنفسية الخطيرة، خاصة عندما يصيب الأطفال والرضع، ورغم أن هناك لقاحًا للوقاية من هذا المرض أدى إلى انخفاض الوفيات، إلا أن المرض ما يزال حاضراً حتى اليوم، ويمثل تهديدًا إذا لم يتم علاجه بطريقة صحيحة.
ولهذا السبب يجب التعرف على أعراض السعال الديكي لاكتشافه مبكراً، كما يجب تجنب أسبابه لأنه مرض تنفسي عنيد. في ما يلي كافة التفاصيل.
إعداد: إيمان محمد
ما هو السعال الديكي؟
السعال الديكي مرض تنفسي تسببه بكتيريا تُعرف باسم Bordetella pertussis. تنتقل هذه البكتيريا بسهولة عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، ما يجعلها سريعة الانتشار خاصة في الأماكن المغلقة. وينتمي هذا المرض لقائمة الأمراض التنفسية الخطيرة، خاصة أنه يأتي على شكل نوبات متواصلة تنتهي بشهقة قوية عند استنشاق الهواء.
تاريخياً، السعال الديكي كان سبباً مباشراً لآلاف الوفيات خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، لكن مع إدخال برامج التطعيم الروتينية انخفضت هذه الأرقام بشكل كبير، حسب احصائيات وردت في American Lung Association. ولكن لا يزال هذا المرض يشكل خطراً كبيراً بسبب إمكانية إصابة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، إذا مر وقت طويل منذ آخر جرعة معززة.
تشير الإحصاءات الحديثة إلى عودة ظهور المرض بشكل ملحوظ منذ ثمانينيات القرن الماضي، خاصة بين المراهقين (10 – 19 سنة) والأطفال الرضع دون الستة أشهر، ويرتبط ذلك في كثير من الحالات بتراجع معدلات التطعيم في بعض المجتمعات.
أعراض السعال الديكي

أعراض السعال الديكي تتداخل مع نزلات البرد العادية، ولذلك قد يتأخر التشخيص، وفي ما يلي أبرز الأعراض:
- انسداد أو سيلان الأنف.
- عطس متكرر.
- سعال خفيف أو متقطع.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
بعد أسبوع إلى أسبوعين، تبدأ الأعراض تتطور، حيث يصاب المريض بنوبات سعال عنيفة إلى حد قد يجعل التنفس أكثر صعوبة. عند إصابة الأطفال، يمكن أن تصل حدة النوبات إلى حد أن تتعرض الشفاه للون الأزرق، وكذلك الأظافر، وذلك نتيجة لنوبة السعال التي تسبب نقص الأكسجين. أما الرضع الأقل من ستة أشهر، فقد لا يظهر عليهم السعال بالشكل الكلاسيكي، وإنما يعانون من انقطاع التنفس، وهو عارض شديد الخطورة قد يهدد حياتهم.
كيف يتم تشخيص السعال الديكي؟
التشخيص يعتمد على التاريخ الطبي والفحص المباشر من قبل الطبيب، إلى جانب تحليل عينة من إفرازات الأنف للتأكد من وجود البكتيريا. ويؤكد الأطباء بحسب Johns Hopkins Medicine أن سرعة التشخيص أمر بالغ الأهمية، فكلما بدأ العلاج مبكرًا، كلما انخفضت احتمالية المضاعفات وانتشار العدوى للآخرين.
اقرأي أيضًا فوائد الزعتر البري للسعال ولالتهابات الجهاز التنفسي وفق طبيبة
علاج السعال الديكي
في حال تأكيد الإصابة بالسعال الديكي يصف الطبيب المضادات الحيوية. وفي حال التدخل المبكر خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، فإن ذلك يقلل مدة المرض ويخفف من شدة الأعراض. لكن عند تأخير التشخيص عن هذه المدة، فإن البكتيريا تكون قد غادرت الجسم، وبالتالي لا فائدة من المضادات، ويتركز التدخل الطبي على الرعاية المنزلية من خلال:
- الراحة التامة وتجنب الإجهاد.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة لتقليل القيء.
- تجنب المحسسات مثل الدخان والغبار والروائح الكيميائية.
وينصح الأطباء بعدم تناول الأدوية المضادة للسعال المتاحة دون وصفة طبية لأنها غير فعالة، بل يُحذرون من استخدامها نظرًا لعدم جدواها وخطرها المحتمل. في الحالات الشديدة، خاصة عند الأطفال الرضع، قد يستلزم الأمر دخول المستشفى للسيطرة على المضاعفات.
طرق الوقاية من السعال الديكي
يعد التطعيم هو أفضل طريقة للوقاية من السعال الديكي. الأطفال يحصلون على خمس جرعات من لقاح DTaP خلال سنواتهم الأولى، بينما يحتاج المراهقون والبالغون إلى جرعة معززة. كما يُوصى بشدة أن تحصل النساء الحوامل على جرعة معززة خلال الثلث الأخير من الحمل لحماية المولود خلال أشهره الأولى.
بالإضافة إلى اللقاح، يمكن الوقاية من السعال الديكي من خلال يوصى تلقي جميع أفراد الأسرة مضادات حيوية إذا أُصيب أحدهم بالسعال الديكي، إذ يحذر الأطباء من سرعة انتقال العدوى لذلك يجب أن تؤخذ احتياطات الوقاية على الفور.
أيضا ينصح الأطباء باتباع العادات الصحية البسيطة مثل غسل اليدين بانتظام، تغطية الفم عند السعال أو العطس، والبقاء في المنزل أثناء المرض، لأنها تلعب دورًا مهمًا في الحد من انتشار العدوى.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.