صحيح أن فيروس ماربورغ يعتبر نادراً، غير أنه عاد للظهور مجدداً، بعد رصد بؤر في أفريقيا تفشى فيها الفيروس الذي يصفه خبراء الصحة بالفتاك؛ لأنه ورغم ندرة الإصابات إلا أنه مميت.
ويعد فيروس ماربورغ من أخطر الفيروسات الشبيهة بإيبولا، وتزداد خطورته بسبب صعوبة التفرقة بينه وبين حالات الأنفلونزا أو النزلات المعوية في بداية الأعراض، لذلك يصبح فهم أعراض فيروس ماربورغ خطوة أساسية لاكتشافه مبكراً والحد من انتشاره.
إعداد: إيمان محمد
كيف تبدأ أعراض فيروس ماربورغ؟
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأعراض الأولية للإصابة بفيروس ماربورغ تتسم بالسرعة والتصاعد، والمشكلة أن الأعراض الأولى هذه تتشابه كثيراً مع أعراض الأنفلونزا، ثم تتطور إلى الجهاز الهضمي وتصبح شبيهة بالنزلات المعوية، وعند تصاعد العدوى قد يتعرض المريض لنزيف حاد يهدد الحياة.

فترة حضانة فيروس ماربورغ
قبل ظهور الأعراض يمر المصاب بفيروس ماربورغ بمرحلة الحضانة، وهي مرحلة الإصابة الصامتة التي لا تظهر فيها أي أعراض. وقد تتراوح هذه الفترة من 3 أيام إلى 21 يوماً، وتتوقف على قوة الفيروس وطريقة العدوى. وخلال هذه الفترة لا يكون المريض مُعدياً.
أعراض فيروس ماربورغ
أشار موقع CDC Africa إلى أن أعراض فيروس ماربورغ تشمل عدة مراحل، وهي كالتالي:
الأعراض الأولية
- حمى مرتفعة قد تصل إلى 39–40 درجة مئوية.
- صداع شديد يستمر من بداية المرض.
- قشعريرة وآلام في العضلات والمفاصل تشبه إلى حد كبير الأنفلونزا الشديدة.
- إرهاق وإجهاد عام حتى أنه يجعل المريض غير قادر على ممارسة نشاطه اليومي أو حتى الوقوف لفترة طويلة.
عادة ما يظن المريض في هذه المرحلة أنه يعاني من أنفلونزا، لكن مع حدّة التعب وسرعة تطوره ينتبه الأطباء إلى أن الفيروس أقوى من كونه العدوى الموسمية، وعادة ما تظهر هذه العدوى بعد السفر إلى إحدى الدول الأفريقية.
أعراض الجهاز الهضمي
بعد الأعراض السابق ذكرها، ينتقل فيروس ماربورغ إلى الجهاز الهضمي، غالباً بين اليومين الثاني والخامس من بداية الأعراض، وهنا تبدأ مرحلة أخرى من الأعراض، مثل:
- غثيان شديد ورغبة مستمرة في التقيؤ.
- قيء متكرر قد يصعب السيطرة عليه.
- إسهال مائي حاد يمكن أن يستمر لمدة أسبوع تقريباً، ما يهدد بفقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح.
- ألم وتقلصات في البطن، مع شعور بالانقباض الشديد.
- فقدان الشهية وهبوط عام في الوزن خلال فترة قصيرة.
في هذه المرحلة يتغير مظهر المريض بوضوح؛ إذ يبدو منهكاً، بملامح مرهقة وعينين غائرتين وبشرة باهتة نتيجة الجفاف والإرهاق المتواصل.
الطفح الجلدي
في مرحلة متطورة من العدوى، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور؛ حيث يظهر الجلد لعلامات حمراء تشبه عدوى الحصبة، وغالباً ما تصيب الصدر والظهر. وقد تستمر مع الطفح الجلدي حمى وقيء.
اقرئي أيضاً هل تعلمين ما معنى الشعور بالقشعريرة المفاجئة؟
متى يتحول ماربورغ إلى حمى نزفية خطيرة؟
مع تقدم المرض، خصوصاً بعد اليوم الخامس، يبدأ أخطر جزء من الأعراض؛ حيث يضرب الفيروس الجسم كله بلا هوادة، وهنا تظهر علامات النزف، ومنها:
- نزيف من الأنف أو اللثة.
- ظهور دم في القيء أو البراز.
- نزيف من مواضع الحقن في الوريد أو من الجروح الصغيرة.
- في بعض الحالات قد تُسجل نوبات نزيف من الجهاز التناسلي.
في هذه المرحلة قد يُصاب المريض بـ:
- هبوط حاد في ضغط الدم نتيجة فقدان السوائل والدم.
- اضطراب في الوعي من التشوش والهذيان إلى الغيبوبة.
- تشنجات أو أعراض عصبية أخرى.
غالباً ما تحدث الوفاة في الحالات الشديدة بين اليومين 8 و16 من بداية الأعراض، بسبب النزيف الداخلي، والجفاف الشديد، وفشل عدة أعضاء في الوقت نفسه.
كيفية التمييز بين أعراض ماربورغ وأمراض أخرى
واحدة من مشكلات فيروس ماربورغ أنه يتم اكتشافه متأخراً، وذلك بسبب تشابهه مع أمراض أخرى بسيطة مثل الأنفلونزا، او حالات أخرى مثل: الملاريا، حمى الضنك، التيفوئيد، وأمراض فيروسية نزفية أخرى. لذلك لا يمكن تشخيص المرض بالاعتماد على الأعراض وحدها.
لكن يمكن التفرقة بين فيروس ماربورغ وأنواع العدوى الأخرى من خلال:
- ارتفاع الحرارة الشديد مع آلام عضلية ووهن غير معتاد.
- تطور سريع لأعراض هضمية عنيفة (قيء مستمر وإسهال مائي).
- ظهور علامات نزف بعد السفر أو مخالطة أشخاص من الدول المتفشي فيها الفيروس.
- التشخيص النهائي يتم فقط عبر اختبارات معملية متخصصة تؤكد وجود الفيروس في الدم أو سوائل الجسم.
ينصح الأطباء الأشخاص الذين يسافرون إلى دول ظهرت فيها بالفعل بؤر لتفشي الفيروس، وظهرت لديهم حتى أعراض بسيطة مثل الحمى أو القيء أو التعب الشديد، بضرورة إجراء الاختبارات اللازمة لتلقي العلاج على وجه السرعة، ومن ثم إنقاذ حياة المصاب.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.





