mena-gmtdmp

دراسة: الحرّ الشديد الناجم عن تغيّر المناخ قد يؤثر في نموّ الأطفال

أطفال في عمر الدراسة
أطفال في عمر الدراسة - مصدر الصور: موقع unsplash

كشف بحث جديد من جامعة نيويورك من أن تعرّض الأطفال لدرجات حرارة أعلى من المعتاد قد يسبب تأخيرًا في مراحل نموهم المبكرة مقارنةً بنظرائهم الذين يعيشون في مناطق أبرد.
وجاءت هذه الخلاصة بالتزامن مع إعلان علماء الاتحاد الأوروبي في برنامج كوبيرنيكوس أن عام 2025 سيُسجَّل على الأرجح كثاني أو ثالث أشد الأعوام حرارة في السجلات، وكان متوسط درجات الحرارة العالمية بين يناير ونوفمبر أعلى بـ1.48 درجة مئوية من مستويات ما قبل العصر الصناعي.

تأثير موجات الحر الشديد في نمو الأطفال

ونُشرت الدراسة في "Journal of Child Psychology and Psychiatry"، وحللت بيانات 19.607 طفلًا في سن ثلاث وأربع سنوات من غامبيا وجورجيا ومالاوي ومدغشقر وفلسطين وسيراليون.
اختار الباحثون هذه البلدان بسبب توافر بيانات مفصّلة عن نمو الأطفال والعوامل الأسرية والمناخ.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تعرضوا لمتوسط درجات حرارة قصوى يتجاوز 30 درجة مئوية تقل احتمالات بلوغهم محطات التطور الأساسية في القراءة والعدّ بنسبة تتراوح بين خمسة و6.7 %، مقارنةً بمن تعرضوا لدرجات حرارة أدنى من 26 درجة مئوية في المنطقة والفصل نفسيهما.
وكانت هذه الآثار "أكثر وضوحًا" لدى الأطفال من الأسر ذات الأوضاع الاقتصادية الهشّة، وكذلك في الأسر ذات الوصول المحدود إلى المياه النظيفة وفي المناطق الحضرية.



تابعوا المزيد: 82% من الأطفال في السعودية يحظون بنمو سليم ويعيشون في بيئة إيجابية ومحفِّزة للتعلُّم

 

حماية الأطفال من الحرارة المفرطة

وبما أن الطفولة المبكرة تضع الأساس للتعلّم مدى الحياة وللصحة الجسدية والنفسية والرفاه العام، حذّر المؤلف الرئيسي خورخي كوارتاس من أن هذه النتائج ينبغي أن تنبّه الباحثين وصانعي السياسات والممارسين إلى "الحاجة العاجلة لحماية نمو الأطفال في عالم آخذ في الاحترار".
وتفيد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC بأن التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية زاد وتيرة موجات الحر وحدّتها منذ الخمسينيات، وأن ارتفاعًا عالميًا لا يتجاوز 0.5 درجة مئوية يكفي لإحداث "زيادات ملحوظة".
هذا الصيف، زاد تغير المناخ درجات الحرارة بما يصل إلى 3.6 درجة مئوية في 854 مدينة أوروبية؛ وخلص باحثون في "Imperial College London" و"London School of Hygiene and Tropical Medicine" إلى أن نحو 24.400 شخص قضوا نتيجة درجات الحرارة القصوى في أوروبا هذا الصيف، ما يعني أن تغير المناخ مسؤول عن 68 % من الوفيات الزائدة.
ووفقًا للدكتورة كلير بارنز من "Imperial College London" إن هذه الأرقام، وإن بدت للبعض غير كبيرة، تُظهر أن بضع درجات فقط قد تفصل بين "الحياة والموت" لآلاف الأشخاص. وتضيف: "إنه تذكير آخر بأن تغير المناخ ليس قضية يمكننا ببساطة التعامل معها في وقت ما من المستقبل".

 

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس