mena-gmtdmp

لماذا نخاف من يوم الأحد؟ 4 رسائل خفية في علاقتك بوظيفتك

هل توترك مساء السبت دليل على مشكلة أعمق في علاقتك بالعمل؟
هل توترك مساء السبت دليل على مشكلة أعمق في علاقتك بالعمل؟ - المصدر: freepik by Drazen Zigic


هل يساورك قلق خفي كل مساء سبت؟ هل تبدأ أفكار ثقيلة بالتسلل إلى ذهنك كلما اقترب موعد العودة للعمل؟ ليس غريبًا أن يكون يوم الأحد كابوسًا صغيرًا متكرّرًا في أذهان الموظفين، لكنه في الحقيقة أكثر من مجرد بداية أسبوع. إنه مرآة صادقة لحالتك النفسية والمهنية. في كل توتر تشعر به، رسالة يجب أن تُقرأ. وبين كل تنهيدة صباحية، سؤال يهمس لك بأن شيئًا ما لم يعد على ما يرام. فهل حان الوقت لتفكّك هذا الشعور وتفهم ما الذي تحاول نفسك أن تخبرك به؟ تقدم الخبيرة في مجال التدريب والتطوير المهني، المهندسة آراز الشلبي، خطوات عملية لتجاوز ذلك، أهمها:

العمل لا يشبهك من الداخل

حين تشعر أن ذهابك إلى العمل يشبه ارتداء شخصية ليست لك، فهذا التعب النفسي لا يأتي من فراغ. الوظيفة التي لا تعكس قناعاتك ولا تمنحك أي شعور بالانتماء تتحوّل مع الوقت إلى عبء ثقيل، حتى وإن كانت مريحة ماليًا أو مستقرة ظاهريًا. داخليًا، يبدأ الرفض الصامت بالتشكّل، ويتحول إلى قلق في بداية كل أسبوع. هذا الشعور قد يكون أول إشعار بأنك بحاجة لتسأل نفسك: هل ما أفعله يشبه من أنا؟
ما رأيك: العمل مع الأصدقاء: فرصة أم مخاطرة؟ كيف تدير علاقتك في المكتب

لا تملك شيئًا تتحمّس له

الروتين القاتل لا يظهر فجأة، بل يتسلّل ببطء حين تختفي أهدافك الصغيرة، أو تتوقف عن التطور، أو تنطفئ رغبتك في الإبداع. إن لم يكن هناك مشروع تنتظره، فكرة تعمل عليها، أو حتى زميل تحب تبادل الحديث معه، فستصبح بداية الأسبوع أشبه بجدار ثقيل يصعب تجاوزه. غياب الحماس اليومي يعني أنك تعيش أيامك بمبدأ الحد الأدنى، وهذا وحده كفيل بأن يجعل كل أحد يبدو أطول من الأسبوع كله.

بيئة العمل تستهلك طاقتك

أحيانًا لا تكون المشكلة في المهام، بل في الأجواء. زملاء يبعثون على التوتر، مدير يراقبك بصمت، اجتماعات فارغة المحتوى، أو صمت ثقيل في المكتب. هذه التفاصيل، وإن بدت صغيرة، تستهلك طاقتك النفسية يومًا بعد يوم. والنتيجة؟ جسد حاضر وعقل يهرب منذ لحظة استيقاظه. عندما تبدأ تحسّ بتهديد مبطن كلما اقترب موعد العودة، راجع من حولك قبل أن تراجع نفسك.

لا تفصل بين حياتك ووظيفتك

أخطر ما يمكن أن يحدث أن تبتلع الوظيفة حياتك كاملة. أن تفكر بالعمل بعد انتهاء الدوام، أن تقيس قيمتك بإنجازك المهني فقط، أو أن تؤجل راحتك وسعادتك باسم الإنتاجية. في هذه الحالة، يتحول الأحد إلى سجن ذهني لا فكاك منه. تبدأ أيامك بالقلق وتنتهي بالإرهاق، دون مساحة حقيقية لنفسك. يوم الأحد ليس هو المشكلة، بل توازن حياتك الذي خرج عن السيطرة دون أن تنتبه.

كيف تتغلب على خوفك من يوم الأحد؟

  • خصّص شيئًا تحبه ليوم الأحد، حتى لو بسيطًا، مثل فطور مميز أو جلسة تأمل صباحية

غالبًا ما يبدأ القلق من يوم الأحد منذ اللحظة التي تفتح فيها عينيك. لكن بمجرد أن تربط بداية الأسبوع بعادة لطيفة أو نشاط تحبه، سيخف هذا الشعور بالتدريج. قد تكون قهوة فاخرة من مكانك المفضل، أو موسيقى صباحية تحبها، أو حتى 20 دقيقة من التأمل والهدوء. التفاصيل الصغيرة ليست ترفًا، بل أدوات فعّالة لإعادة برمجة مزاجك تجاه هذا اليوم.

  • ضع أهدافًا صغيرة ومحددة لبداية الأسبوع، تمنحك شعورًا بالإنجاز والتحكم

أكبر سبب للرهبة من الأحد هو الشعور بالضياع والضغط من بداية الأسبوع. حين لا تعرف ما ينتظرك، تتخيل الأسوأ. لذا، ضع قائمة مختصرة ومحددة لأهدافك في يوم الأحد فقط، دون أن تغرق في المهام الثقيلة. المهم أن تبدأ بأشياء قابلة للتحقق تمنحك إحساسًا بالسيطرة على يومك بدلًا من أن يشعر هو بالسيطرة عليك.

  • راقب أسباب التوتر وحدّد ما إن كان من المهام، الزملاء، أو غياب المعنى في العمل

غالبًا ما نحاول التكيّف مع التوتر دون أن نفهم مصدره الحقيقي. هل المشكلة في ضغط العمل؟ أم في بيئة سلبية؟ أم أنك ببساطة لا ترى هدفًا واضحًا لما تفعله؟ الكتابة الصريحة لما يزعجك، أو حتى التحدث مع صديق موثوق، قد يكشف لك أن ما تظنه "إجهاد أسبوعي" هو في الحقيقة أزمة أعمق تحتاج إلى إصلاح جذري.

  • امنح نفسك مساحة حقيقية بعد الدوام، وافصل بين هويتك الشخصية والمهنية بوضوح

إذا كان العمل يتسلل إلى ساعات المساء وعطلة نهاية الأسبوع، فإن الأحد سيبدو دائمًا كامتداد للتعب، لا كبداية جديدة. اجعل هناك حدودًا واضحة بينك وبين العمل: لا ترد على رسائل بعد وقت معين، لا تفكر بالمشاريع قبل النوم، ولا تسمح للعمل بأن يبتلع كل هويتك. تذكّر أنك لست مجرد موظف، بل إنسان له حياة واحتياجات خارج الوظيفة.
كن القائد: 7 طرق لتحفيز فريقك على تجاوز عقبات المشروع والتفكير خارج الصندوق