بحيرة كومو وجهة جذابة للمشاهير، حيث يمتلك الكثير منهم فيلات هناك، أو يزورونها باستمرار. ولعل جورج كلوني هو أشهر المشاهير المرتبطين ببحيرة كومو؛ إذ اشترى فيلا في لاغليو. ومن بين المشاهير الآخرين الذين يمتلكون أو يزورونها باستمرار: مادونا وريتشارد برانسون وسيلفستر ستالوني. المناظر الطبيعية الخلابة، والإقامة الفاخرة، والخصوصية التي تتميز بها المنطقة؛ تجعلها ملاذاً مثالياً للأثرياء والنجوم.
على بُعد 48 كيلومتراً فقط، شمال العاصمة التجارية لإيطاليا، ميلانو، تبدو مدينة كومو؛ بضفافها الخضراء وشوارعها المرصوفة بالحجارة، وكأنها عالمٌ آخر. يُمكنكِ أن تلمسي أصولها الرومانية في شبكة شوارعها المنظمة في مركزها التاريخي وبقايا البوابة الرومانية، بورتا بريتوريا. ويتجلى ذلك بوضوح أكبر في مدينة كومو المسورة، التي تعود للعصور الوسطى، وهي مثال نادر على التحصينات الرومانية، مع بورتا توري (بوابة البرج) المهيبة في ساحة فيتوريا. إذا كنتِ من محبي الحداثة، فقد كانت كومو معقلاً للمهندسين المعماريين العقلانيين الذين وضعوا أسس الحداثة. يُعدّ مبنى كاسا ديل فاسيو في كومو، الذي صممه جوزيبي تيراغني في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، مثالاً بارزاً على هذه الحركة. يسهل التجول في كومو سيراً على الأقدام، وتقع معالمها السياحية على بُعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من محطة القطار ومرسى القوارب. تدور مدينة كومو حول ممشى بحيرتها وساحة كافور المجاورة، ومنها يُمكنكِ اتباع طريق فيا بلينيو القصير إلى ساحة الكاتدرائية. أثناء تجوالكِ بين المتاجر، ستلاحظين وفرة الحرير؛ فكومو، التي لطالما كانت مركز صناعة الحرير في إيطاليا، تُعد وجهةً مثاليةً للتسوق. وتحيط بالميناء حدائق فيلا أولمو الجميلة غرباً، والقطار الجبلي المائل المؤدي إلى بروناتي شرقاً، وهما من أشهر الأنشطة في كومو.
كم عدد الأيام التي يُمكنك قضاؤها في بحيرة كومو؟
أربعة إلى خمسة أيام. تُعد بحيرة كومو واحدة من أكثر الوجهات هدوءاً في إيطاليا، وسترغبين في استكشافها بوتيرة هادئة؛ للاستمتاع بمحيطها والانغماس في أجوائها. هناك العديد من البلدات والقرى الصغيرة التي يُمكنكِ زيارتها، ولكنها جميعاً صغيرة الحجم، ومن الممكن زيارة وجهات متعددة في يوم واحد.
متى تزورين بحيرة كومو؟
من مايو إلى سبتمبر، تُعدّ موسم الذروة. أسعار الإقامة مرتفعة، لكن هذا هو أدفأ أوقات السنة، وهو الوقت الأمثل للزيارة. ومن الغريب أن شهري مايو ويونيو يشهدان أيضاً أعلى نسبة هطول للأمطار. مع ذلك، تقلّ احتمالية هطول الأمطار في يوليو وأغسطس وسبتمبر، إلا أن بحيرة كومو تكون أكثر ازدحاماً في هذا الوقت. إذا كنتِ ترغبين في رؤية زهرة الوستارية الأرجوانية حول بحيرة كومو؛ فننصحكِ بزيارتها في أبريل؛ عندما تكون هذه النبتة في أوج ازدهارها.
كيفية الوصول إلى بحيرة كومو؟
تقع بحيرة كومو في منطقة لومباردي الإيطالية، ويسهل الوصول إليها، لكنها بعيدة كل البعد عن مدينة ميلانو الصاخبة. يصل معظم الزوار بالقطار، وعادةً ما ينزلون في كومو أو فارينا، ثم يستخدمون العبّارات للتنقل حول البحيرة. يُمكنكِ أيضاً استكشاف بحيرة كومو باستئجار سيارة.
إذا كنتِ ترغبين بقضاء شهر العسل في بحيرة كومو، فلا بُدّ لكِ من قراءة: بحيرة كومو وجهة رومانسية جذابة لقضاء شهر عسل لا ينسى
التجوّل في بحيرة كومو
يُعد القارب من أجمل الطرق لمشاهدة بحيرة كومو. تتوفر ثلاثة خيارات للتجوّل على الماء: العبّارة العامة، واستئجار قارب ذاتي القيادة، واستئجار قارب مع قبطان.
- العبّارة: شبكة العبّارات نشطة، وتربط خطوطها أشهر القرى والبلدات على البحيرة، بما في ذلك بيلاجيو، وكادينابيا، وكومو، ولينو، وميناجيو، ونيسو، وتريميزينا، وفارينا، وغيرها الكثير. يمكن شراء تذاكر العبّارة من أكشاك الرصيف الصغيرة، من دون الحاجة للحجز المسبق.
- استئجار قارب (ذاتي القيادة): يُمكنك استئجار قارب في بحيرة كومو، حتى بدون رخصة قيادة. هذه القوارب صغيرة وسهلة التشغيل. يمنحك خيار القيادة الذاتية أقصى قدر من الحرية لاستكشاف البحيرة. ينصح بالرسو عند جسر سيفيرا في نيسو؛ لقضاء فترة ما بعد الظهر في القفز والسباحة وحمامات الشمس.
- قارب خاص (مع قبطان): يُعد استئجار قارب خاص مع قبطان الخيار الأغلى لاستكشاف بحيرة كومو. تختلف الأسعار حسب مدة الرحلة ونوع القارب (القوارب الخشبية الشهيرة أغلى).
المدن الواقعة على ضفاف بحيرة كومو
بيلاجيو
قد تكون بيلاجيو الوجهة الأكثر شهرة على بحيرة كومو. تتميز هذه القرية الخلابة بأزقتها المرصوفة بالحصى وسلالمها الخلابة التي تصطف على جانبيها متاجر ساحرة ومحلات جيلاتو ومقاهي ومطاعم ممر ساليتا سيربيلوني، وهو الممر الأشهر. بيلاجيو صغيرة بما يكفي لزيارتها كرحلة ليوم واحد، لكن موقعها بين فرعي البحيرة؛ يجعلها نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف المنطقة المحيطة.
كومو
كومو هي أكبر مستوطنة على بحيرة كومو، وهي المدينة التي يصل إليها معظم الزوار بالقطار. إنها مدينة خلابة، وتوفر خيارات متعددة، من حيث الإقامة والطعام والتسوق، لكن موقعها على الطرف الجنوبي للبحيرة ليس الموقع الأمثل لاستكشاف المنطقة.
لينو
لينو قرية صغيرة جميلة، لا يستغرق استكشافها سوى ساعة واحدة بعد زيارة فيلا ديل بالبيانيلو. الساحة الرئيسية تضم كنيسة القديس يوحنا، ومعمودية القديس ستيفانو، ومتجر آيس كريم لذيذ.
ميناجيو
تُعدّ ميناجيو واحدة من أجمل القرى التي يمكن الوصول إليها عن طريق الماء. تتجمع المباني القديمة الزاهية حول الواجهة البحرية، حيث يرتفع برج جرس كنيسة القديس ستيفن الأبيض من أسطح المنازل.
نيسو
تُعتبر نيسو قريةً بعيدة عن الأنظار، وغالباً ما يغفل عنها زوار بحيرة كومو الذين يقضون وقتاً طويلاً. القرية الواقعة على سفح التل صغيرة جداً، لدرجة أنه يمكن استكشافها في ساعة واحدة فقط، ولكن من المرجح أنكِ سترغبين في قضاء فترة ما بعد الظهر بأكملها في نيسو؛ لاكتشاف جواهر شاطئها. أوريدو دي نيسو هو مضيق شلال يقسم القرية إلى قسمين، وجسر سيفيرا هو بوابة الشلالات. يُضفي الجسر الحجري المقوس أجواءً من الخيال، وهو مكان شهير للقفز في الماء. وهناك درجات حجرية خلابة تؤدي إلى البحيرة للسباحة وحمامات الشمس.
تريميزو
بلدة صغيرة على الشاطئ الغربي لبحيرة كومو، وعلى بُعد رحلة عبّارة من بيلاجيو. يحدّ الشارع الرئيسي الشاطئ، حيث يقع كل من رصيف المراكب الصغيرة والمطاعم والمتاجر وفيلا كارلوتا على بُعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام.
فارينا
تقع هذه القرية الصغيرة على الشاطئ الشرقي، حيث ستجدين بعضاً من أجمل الإطلالات على البحيرة. ترسم واجهة المباني الملونة باللون الأصفر والبرتقالي والأحمر مشهداً خلاباً للزوار القادمين بالقوارب؛ بحثاً عن مناظر خلابة. كما تضم فارينا اثنتين من أجمل الفيلات على بحيرة كومو؛ فيلا موناستيرو، وفيلا سيبريسي.
ما رأيك بمتابعة: بحيرة كومو وجهة إيطالية مثالية لمحبي الاستكشاف والترفيه
فيلات واقعة على ضفاف بحيرة كومو
فيلا أولمو
بُنيت فيلا أولمو عام 1782 على الطراز الكلاسيكي الحديث، وهي تقع على الشاطئ الغربي لبحيرة كومو في مدينة كومو. صُممت في الأصل كمسكن صيفي لعائلة أوديسكالتشي، وتتميز بتصميمات داخلية فخمة وحدائق خلابة وإطلالات بانورامية على البحيرة. تُعد الفيلا الآن مركزاً ثقافياً، حيث تستضيف معارض فنية وفعاليات وحفلات موسيقية، مما يجذب الزوار لأهميتها التاريخية والمعمارية. صُممت هذه الفيلا كملاذ صيفي فاخر، وقد استضافت شخصيات بارزة؛ مثل نابليون بونابرت، وجوزيبي غاريبالدي، وأفراداً من العائلة المالكة النمساوية. يشير اسمها "أولمو" إلى شجرة دردار عتيقة كانت تنبت في حدائقها.
تيمبيو فولتيانو
يقع تيمبيو فولتيانو في مدينة كومو على ضفاف بحيرة كومو، وهو متحف كلاسيكي حديث مُكرّس لأليساندرو فولتا، مخترع البطارية الكهربائية. بُني المتحف عام 1927؛ إحياءً لذكرى مرور 100 عام على وفاته، ويعرض أدوات علمية ووثائق ومقتنيات شخصية متعلقة بأعماله الرائدة. كما أن موقعه المميز على ضفاف البحيرة يجعله وجهةً شهيرةً للتصوير الفوتوغرافي، ونزهةً مريحة.
فيلا ديل بالبيانيلو
تقع فيلا ديل بالبيانيلو على الشاطئ الغربي لبحيرة كومو بالقرب من لينو، وهي فيلا تاريخية بناها الكاردينال أنجيلو ماريا دوريني عام 1787. تشتهر بعمارتها الأنيقة وحدائقها الخلابة، وقد استُخدمت كموقع لتصوير أفلام عدة. توفر الفيلا إطلالات خلابة على البحيرة، ويمكن الوصول إليها بالقارب أو بنزهة خلابة. يمكن للزوار استكشاف ديكورات الفيلا الداخلية الغنية بالتحف والقطع الأثرية، أو التنزه في حدائقها المُعتنى بها بعناية. يمكن الوصول إلى الفيلا بالقارب أو عبر مسار خلاب، وهي وجهة شهيرة لعشاق التصوير الفوتوغرافي وحفلات الزفاف والسينما.
فيلا كارلوتا كومو
تقع فيلا كارلوتا في تريميزو على ضفاف بحيرة كومو، وقد شُيّدت في أواخر القرن السابع عشر، وتشتهر بحدائقها النباتية الخلابة ومجموعاتها الفنية. تتميز حدائق الفيلا بنباتات نادرة، وأزهار موسمية مثل الأزاليات والرودودندرون، وشرفاتها الخلابة المطلة على البحيرة. في الداخل، يمكن للزوار استكشاف غرف أنيقة تضم منحوتات ولوحات فنية وأثاثاً عتيقاً من الماضي الأرستقراطي للفيلا. تمتد الحدائق النباتية على مساحة تزيد على 70,000 متر مربع. في الداخل، تعرض الفيلا روائع فنية من إبداع كانوفا وهايز وثورفالدسن، بالإضافة إلى أثاث ومنحوتات من العصر القديم. يمكن للزوار الاستمتاع بنزهة هادئة في الحدائق، والاستمتاع بالفنون، والتعرف إلى تاريخ الفيلا الأرستقراطي. تفتح الفيلا أبوابها موسمياً من أواخر مارس إلى أوائل نوفمبر، وهي وجهة لا غنى عنها لعشاق الطبيعة والفن.
للاستمتاع بإقامة مطلّة على بحيرة كومو، تابعي: أفخم فنادق بحيرة كومو مناسبة لقضاء شهر العسل
فيلا موناستيرو
تقع فيلا موناستيرو في فارينا على الشاطئ الشرقي لبحيرة كومو، وهي فيلا تاريخية وحديقة نباتية بُنيت في الأصل كدير سيسترسي في القرن الثاني عشر. تحولت إلى مسكن خاص في القرن السابع عشر، وتتميز بتصميمات داخلية رائعة وحدائق غنّاء تمتد على طول ضفاف البحيرة. يمكن للزوار استكشاف غرفها الأنيقة، المفعمة بأثاث عتيق، وحدائقها النباتية التي تعرض نباتات ومنحوتات غريبة. كانت في الأصل ديراً سيسترسياً من القرن الثاني عشر، ثم تحولت لاحقاً إلى مسكن خاص، بتصميماتها الداخلية الأنيقة مفتوحة الآن للزوار كمتحف. تمتد حدائق الفيلا النباتية الخلابة على ضفاف البحيرة لمسافة كيلومترين تقريباً. كما تستضيف الفيلا فعاليات ثقافية ومؤتمرات وحفلات زفاف، مما يزيد من جاذبيتها. تفتح الفيلا أبوابها عادةً من مارس إلى نوفمبر، مع اختلاف ساعات العمل الموسمية.
