يُعدُّ الخشبُ عنصراً حيوياً وكثيرَ الاستخداماتِ في عالمِ التصميمِ الداخلي، فهو يُجسِّد الدفء، والجمالَ الطبيعي، لذا يبقى حاضراً دائماً في المساحاتِ السكنيَّةِ مهما تبدَّلت موضةُ ديكورِ المنزلِ بين المواسم.
يرجعُ تاريخُ استخدامِ الخشبِ إلى آلافِ السنين، لا سيما إلى حضارةِ الفراعنة، ومع مرورِ الزمن، انتشرت تجارته، ليدخلَ حضاراتٍ أخرى مثل اليونانيَّةِ والرومانيَّة، وترافقَ ذلك مع إبداعٍ في تزيين الخامةِ الدافئة المذكورةِ بالنقوشِ الذهبيَّةِ والحفر، ما أسهمَ في تفخيمِ الخشب سواء حلَّ في المشروعاتِ الفنيَّة، أو الأثاث. وقديماً كان الخشبُ، يُستَخدمُ في بناءِ الأعمدةِ التي تدعمُ المساكن، ومع تطوُّرِ تقنيَّاتِ البناء، أصبح مادةً أساسيَّةً في العمارة، وتُوظَّف فيها بشكلٍ واسعٍ، ما عكسَ صورةَ الإنسانِ القادرِ على تسخيرِ الطبيعةِ لخدمةِ مشروعاته، خاصَّةً لمسكنه عبر العصور. ومع بدء الثورةِ الصناعيَّة،
ألوان دافئة للخشب


عن موضةِ الخشبِ راهناً، وكيفيَّةِ استخدامِ الخامةِ في المساحاتِ السكنيَّةِ خلال 2025-2026، تحدَّثنا إلى المهندسةِ الداخليَّة هالة حرب، فكشفت لـ «سيدتي» عن أن «هناك عودةً للألوانِ الدافئة، لا سيما الترابيَّةُ منها بعد هيمنةِ الألوانِ الباردة، ولا تزالُ كذلك الأشكالُ المنحنيةُ والدائريَّةُ دارجةً، فضلاً عن مزجِ القديمِ بالجديد، هذا دون الإغفالِ عن ذكرِ استخدامِ الخشبِ لتدفئة الديكور، علماً أن السنديان الفاتحَ بلونٍ مطفي مثل العسلي، والرمادي دارجٌ حالياً». وتوضحُ حرب، أن «الخشب، هو الخامةُ الوحيدةُ التي تصبحُ أجمل مع مرورِ الوقتِ سواء تمَّ استخدامُه في صنعِ الأرضيَّاتِ، أو الأثاثِ أو الجدرانِ، أو غيرها»، وتصفُه بالقول: «هو يُعطي هويَّةً للمكانِ الذي يدخله». وتضيفُ: «الموضةُ اليوم، تتَّجه إلى الأرضيَّاتِ المكسوةِ بالخشبِ الفاتح بنقشِ الشيفرون Chevron، والأسقفِ المكسيَّةِ بخشبِ الجوزِ والسنديان، لذا لم تعد هذه الأسطحُ بيضاءَ مملَّةً، أو ملبَّسةً بالرخامِ حصراً. حتى في الحمَّامات، يحضرُ الخشبُ لكونه يتحمَّلُ الرطوبة، ويشيعُ الفخامةَ في أي مكانٍ. كذلك تُستَخدمُ الخامةُ في تنفيذِ تصاميمِ الخزائن مع أشكالٍ محدَّدةٍ، وفي صنعِ الأثاث، والمميَّزُ راهناً قطعُه المنتميةُ إلى منتصفِ القرن، إذ تروي قصصاً من خلال تصاميمها، أو استلهاماتِ المصمِّمين». وتُؤكِّد المهندسةُ هالة، أن «الخشبَ، يطبعُ المنزلَ بطابعٍ خاصٍّ، لا سيما مع مواكبةِ موضةِ الخشبِ الفاتح مثل البلُّوطِ الطبيعي، والسنديانِ، والجوز، ما يُضفي لمسةً من الفخامةِ والعمقِ على المساحة. وهناك ملحوظةٌ ثانيةٌ، وهي أن الخشبَ اللمَّاع، لم يعد يتصدَّرُ موضةَ الديكور حيث تراجعَ لصالحِ الخشبِ المطفأ، ما يتناغمُ مع الألوانِ الترابيَّةِ الدافئةِ مثل البيجِ، والعاج التي تريحُ العين، وتدعو للاسترخاء».
جاذبية الخشب والرخام والنحاس

6. المهندسة الداخلية هالة حرب
7. كرسي Tagada من فينابيل Fenabel
8. كرسي Caorlina من فينيديا Venedia
9. كرسي Nebula Lounge من فينابيل Fenabel
في إطارِ مواكبةِ الجديدِ بعالمِ التصميمِ الداخلي عامَي 2025 و2026، تنصحُ حرب القارئاتِ الراغباتِ في تجديدِ منازلهن بجعل الخشب، يحلُّ فيها، مسلِّطةً الضوءَ على جاذبيَّةِ مزجه بالحجرِ، أو الرخام، علماً أن الأخيرَ باردٌ، فيما الخشبُ يُدفِئه، ليُعطي المزيجَ إحساساً بالراحة، «فالرخامُ سواء كان فاتحاً، أو داكناً، يُضفي لمسةً من الرقي عند دمجه بالخشب». وتتحدَّثُ المهندسةُ هالة عن مزيجٍ آخرَ، يدلُّ على الفخامةِ الهادئة، ويميلُ إليه كثيرٌ من ملَّاكِ المنازل، وهو دمجُ الخشبِ بالنحاس مع تطعيمِ الديكورِ بقطعٍ كتانيَّةٍ. «وفي العموم، وفي إطارِ الفخامةِ الهادئة، تُستَخدمُ الموادُّ الفخمةُ بطرقٍ متجدِّدةٍ مع خلقِ توازنٍ فريدٍ من نوعه».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
الخشب يزيّن غرف المنزل

2. صندوق للسيجار من ديور ميزون x بيار يوفانوفيتش Dior Maison X Pierre Yovanovitch
3. غرفة للنوم من تصميم المهندسة هالة حرب
4. كرسي Olimpia من سيسيس Sicis
في غرفةِ النوم، يتجلَّى جمالُ الخشبِ، حسبَ حرب، من خلال الجدارِ خلفَ السريرِ المكسي بالخشبِ كلياً، وبالترافقِ مع توظيفِ إضاءةٍ مخفيَّةٍ. ويتألَّقُ الديكورُ بصورةٍ مضاعفةٍ مع اختيارِ سريرٍ ذي رأسيَّةٍ «هيدبورد» Headboard منجَّدةٍ بقماشِ الكتَّان، وتلبيسِ الأرضيَّةِ بباركيه فاتحٍ، واختيارِ سجَّادةٍ ذات ألوانٍ ترابيَّةٍ، ما يضيفُ لمسةً ناعمةً وراقيةً. وفي الحمَّامِ، من الجذَّابِ إكساءُ الجدران ببلاطِ السيراميك الذي يُقلِّد الباركيه مع استخدامِ الخشبِ الهندسي على الأرضيَّة، وبعيداً عن مقصورةِ «الدش»، ليحملَ التصميمُ صفةَ الحداثةِ والتطوُّر. أمَّا في الصالونِ وغرفةِ المعيشة، فيسيطرُ الخشبُ المطفي على الجدرانِ، والأبوابِ، ووحدةِ التلفاز، ليعكسَ جواً من الهدوءِ والفخامة، ويُعبِّر عن ذوقٍ راقٍ معاصرٍ. من جهةٍ ثانيةٍ، تعرفُ مادةُ الخشبِ تطوُّراتٍ في إطارِ تصميمِ المطابخ، فهي أمست مضادةً للماءِ والزيت، ما يجعلُ المستهلكين المحبِّين للخامة، يحظون بأسطحٍ خشبيَّةٍ أنيقةٍ. وتتعدَّدُ المواقعُ التي يحلُّ فيها الخشبُ بالمطبخ، بما في ذلك «الجزيرةُ»، وطاولةُ الطعام، والخزائن، هذا مع تنسيقِ الخشبِ مع الحجر.

6. مصباح أرضي من أرماني كازا Armani Casa
7. خزانة Vendome من سيسيس Sicis
8. إطار للصور من فندي كاسا Fendi Casa
9. كرسي منخفض منجد من غوتشي Gucci
10. كومودينا Brasilia من مينوتي Minotti
11. دريسوار Boteco من مينوتي Minotti





