شَهِدَ اللورد نورمان فوستر، رائد "عمارة التكنولوجيا الفائقة" (High-tech) والحائز على جائزة "بريتزكر" العالمية، لحظة استثنائية تحوّلت فيها خطوط رسوماته الهندسية من مجرد خيالٍ رقمي إلى واقع ملموس، وذلك خلال زيارته الميدانية لـ وجهة "البحر الأحمر".
وتكتسب هذه الزيارة بُعداً خاصاً لقامة معمارية وصفها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء - بعبارة "فوستر عظيم"، لتأتي هذه الأعمال القائمة اليوم ترجمةً عملية للرؤية التصميمية "كورال بلوم" لجزيرة "شورى"، التي أطلقها ولي العهد في عام 2021؛ حيث نجح مكتب "فوستر وشركاه" في دمج الحلول الهندسية المبتكرة مع البيئة، لتتماهى التصاميم بانسجام تام مع الطبيعة الخلابة للجزيرة، بوصفها القلب النابض للوجهة.
وخلال جولته الجوية، عبّر فوستر بكلمات شاعرية عن انبهاره بتطابق الواقع مع الرؤية، واصفاً المشهد بقوله: "بينما تصل بالطائرة المائية وتنظر إلى الأسفل، ترى هذه الأشكال التي تشبه الأصداف.. لذا فهي تتناغم بانسجام تام مع الطبيعة البرية والبحرية".

ورغم إيمانه بأن فن التصور البصري أصبح متطوراً للغاية لدرجة يصعب معها التمييز بين الصورة والرسومات التخيّلية، إلا أنه أكد أمام عظمة الإنجاز: "في النهاية، لا شيء يضاهي خوض التجربة الواقعية لأي مبنى كان".
وتجلى هذا الإحساس أثناء معاينته لمطار "البحر الأحمر الدولي"، ومنتجع "نجومة، ريتز- كارلتون ريزيرف" في جزيرة "أمّهات"، والتحفة الصحراوية في منتجع Six Senses Southern Dunes، إضافة إلى قرية المارينا ونادي اليخوت في وجهة "أمالا"، وكذلك جزيرة "لاحق" الواعدة.
ورأى فوستر أن ما يميز هذه الوجهة عن غيرها هو بعدها الثقافي العميق، مشيراً إلى أنها "تنمو من قلب الصحراء"، وهو ما يتسق مع فلسفته التي ترى في المباني رموزاً تعكس هوية الأمم وأسلوب حياتها، ومقولته الشهيرة بأن "المدن هي أعظم اختراع بشري، فهي تحدد جودة حياتنا". ويأتي هذا الإنجاز ليتوج تاريخاً عريقاً من الشراكة المتينة التي ربطت فوستر بالمملكة عبر 9 مشاريع أيقونية واكبت "رؤية 2030"، بدءاً من شموخ "برج الفيصلية" كأول ناطحة سحاب في الرياض، وصولاً إلى استشراف المستقبل عبر تصميم "جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا"، ليؤكد مجدداً مكانته كأحد المعماريين القلائل الذين نجحوا في ترك بصمة خالدة تخدم الإنسان والطبيعة.

رحلة شغف.. من "مانشستر" إلى تشكيل أفق العالم
وتختزل سيرة اللورد فوستر، المولود في مانشستر عام 1935، حكاية ملهمة انطلقت من أروقة جامعتي "مانشستر" و"ييل"، لتُرسي دعائم مدرسة معمارية متفردة. فمنذ أن وضع حجر الأساس لمكتبه الخاص "Foster + Partners" عام 1967، عقب تجربته الريادية مع فريق "Team 4"، نجح فوستر في تحويل مكتبه إلى أيقونة عالمية تُعيد صياغة المشهد العمراني، جاعلاً من العمارة لغة حوارٍ خالدة بين الإنسان ومحيطه، وهو الإرث الذي يواصل كتابته اليوم بأحرف من نور على ساحل البحر الأحمر.
تعرفي إلى: وزارة الثقافة تحصد جائزة أفضل مشروع ثقافي في السعودية عن ميدان الثقافة بجدة التاريخية لعام 2025
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».





