سيرين عبد النور...الغاية تبرّر الوسيلة ولكن!

2 صور

قبل أشهر قليلة، وتحديداً في شهر رمضان الماضي، تعرّضت الفنانة سيرين عبد النور لهجوم في الصحافة، بعد أن كشف مقدّم برنامج "ببيروت" بلال العربي، أن سيرين طلبت مبلغاً من المال مقابل ظهورها في إحدى حلقات برنامجه الخاصة بدعم مرضى السرطان.
زوج سيرين فريد رحمة، الذي اتهمه بلال العربي مباشرة بأنه هو من طلب المال مقابل دعم سيرين للأطفال المرضى، أكد أنه تلقى اتصالاً من الفضائية اللبنانية التي تبث البرنامج، يطلب منه ظهور سيرين في البرنامج لتحقق حلم طفل مصاب بالسرطان يود رؤيتها، وقال رحمة إنه رحّب بالموضوع لحساسيته، لكن لأن سيرين ككل النجمات ترفض الظهور في البرامج التلفزيونية دون مقابل مادي، طلبت من فريق العمل أن تصطحب الطفل المريض إلى منزلها ليمضي معها نهاراً كاملاً بعيداً من الأضواء والكاميرا، إلا أن رحمة فوجىء بإصرار فريق العمل على وجود سيرين لجمع التبرعات، عندها رفضت هذه الأخيرة الظهور في البرنامج، بسبب عدم وضوح متطلبات فريق الإعداد، بحسب زوجها.

ترددت...قبلت وليتها لم تفعل
ويبدو أن سيرين فعلت خيراً بألا تطل في برنامج قد يعتبره البعض دعاية لها على حساب أطفال مرضى، وهذا ما أثبتته الحلقة التي عرضت مساء أمس الخميس من برنامج "سوري بس" على شاشة OTV ، حيث تمكنت سيرين من زرع البسمة على وجوه أفراد عائلة فقيرة في تقرير مؤثر، تمنّى بعض محبي سيرين لو أنه لم يعرض على شاشة التلفزيون.
سيرين نفسها كانت تخشى تقريراً مشابهاً، سيّما وأنّها قبل عرض التقرير، أشارت إلى أنها لا تحب أن تعرض ما تقوم به من أعمال إنسانية، مؤكدة أن فريق العمل أقنعها لعل خطوتها تشجع الكثيرين ليقدموا على خطوة مشابهة.
ولأن محطة الـ OTV لا تزال تفتقر إلى الكثير من الخبرة، عرضت التقرير بشكل مهين للعائلة المكونة من أم وأب وفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصّة، حيث انتقلت الكاميرا من أماكن التسوّق التي زارتها العائلة لشراء ملابس جديدة للعيد، وصولاً إلى السوبرماركت لشراء طعام للعائلة، وهي فقرة أتت بتنفيذها صادمة، ولم تخدم لا البرنامج ولا المحطة ولا حتى سيرين نفسها.
وبعد جولة تسوّق كان على العائلة أن تجتمع أمام شجرة الميلاد، حيث طلبت سيرين من الفتاة أن تمد يدها إلى إحدى الطابات المعلقة، وتخرج منها مئات الدولارات هدية لها في عيد الميلاد.
وحملت الفتاة المال وهي سعيدة، لتجتمع سيرين ومقدما البرنامج الزميلان رجا نصر الدين ورودولف هلال إلى مائدة العائلة التي اكتست بحلّة العيد.

هجوم على جبهتين
ولأننا لا نشكّك بإنسانيّة سيرين ولا بدوافعها، ولا بالقيمين على البرنامج، نضع الانطباع السيء الذي خرج به بعض مشاهدي الحلقة برسم التنفيذ السيء للفكرة النبيلة، وهو ما أشارت إليه مواقع التواصل الاجتماعي التي حفلت بتعليقات شاجبة لتحوّل برامج الأعياد إلى برامج تتسوّل فيها المحطّات على حساب ذوي الحاجات الخاصة، وغالباً ما يقع الفنانون في فخّها، لأنهم إذا رفضوا المشاركة ستصوّب عليهم نيران الاتهامات التي ستشكك بإنسانيتهم، وفي حال قبلوا، ستطالهم اتهامات من عيار أنّهم يقومون بالدعاية لأنفسهم عن طريق المعوّزين الذين قبلوا مرغمين بالتضحية بكرامتهم، ليحصّلوا قوت أيام قليلة.

وتأتي قضية سيرين لتذكرنا بالفنانات اللواتي كنّ يصطحبن الكاميرات معهنّ في حرب تموز 2006 إلى الملاجىء، حيث كانوا يوزّعون مساعداتهم على النازحين، وكان تبرير بعضهم أنّهم يسعون ليكونوا مثالاً يحتذى لتشجيع الأخرين على القيام بمبادرات مماثلة، في حين أن تبرير البعض الآخر كان أنهم يتقون سهام الصحافة، التي ستتهمهم حتماً بأنهم يعيشون في بروج عاجيّة ولا يلتفتون إلى معاناة النازحين.
سيرين زرعت الفرحة في قلوب أفراد العائلة، وأعادت اعتبارها في وجه اتهامات بلال العربي، رغم بعض الثغرات في التقرير التي كان يمكن تلافيها بما يحفظ كرامة عائلة اضطرت إلى مد يدها لتحظى ابنتها بهدية في عيد الميلاد.