المبارزة السعودية الحسناء الحماد نجاحات وإنجازات غير مسبوقة

الحسناء أثناء جولتها الآسيوية في الرياض
الحسناء في إحدى مشاركاتها
الحسناء خلال تحقيقها الميدالية الفضية في البطولة العربية في الأردن وهي أول بطولة خارجية لها
الحسناء مع والدها في الجولة الآسيوية بالرياض
6 صور

على الرغم من صغر سنها، إلا أنها تمكَّنت من تسجيل اسمها بأحرف من ذهب في مجال رياضة المبارزة، حيث توِّجت بأول ميدالية ذهبية، وأول ميدالية فضية للفتيات في تاريخ المبارزة السعودية، اللاعبة الحسناء الحماد، التي رفعت علم بلادها عالياً في عديد من البطولات بـ الكويت، والأردن، والفلبين خلال أقل من عامين.


شاركت أخيراً، مع 62 لاعبة، في الدورة الرياضية السادسة لرياضة المرأة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الكويت في الشهر الماضي، وشكَّلت معهن أكبر وفد رياضي نسائي في تاريخ الرياضة السعودية.


حبها الكبير للرياضة عامة، والمبارزة بشكل خاص، دفعها إلى إطلاق دعوات عدة للفتيات السعوديات لممارسة الرياضة، وإثبات أنفسهن في هذا المجال أيضاً، كما هو الحال مع كل المجالات التي خضنها.
اللاعبة الحسناء الحماد، استضافتها «سيدتي»، فتحدثت عن الرياضة النسائية في السعودية، وأسباب اختيارها المبارزة تحديداً، والإنجازات التي حققتها لوطنها خلال مشاركتها في مختلف المحافل والبطولات الدولية.


اختيار رياضة المبارزة

رياضة المبارزة الحسناء الحماد


بداية، أوضحت الحسناء أهمية الرياضة للإنسان، مؤكدة أنها ترفع لياقته البدنية والعقلية، كاشفة عن أنها بدأت في ممارسة الرياضة حينما كانت طفلة، وتحديداً في عمر خمس سنوات، قائلة: «بسبب حبي للرياضة، حرصت رغم صغر سني على الالتحاق بدورات متخصصة لتعليم السباحة، والتنس، وكرة السلة، كذلك مارست رياضة كرة القدم في المدرسة، وأخيراً التحقت بالمبارزة والباليه، وحينما كان المحيطون بي، يعرفون أنني أمارس الرياضة، كانوا يبدون إعجابهم بما أفعله، ويشجعونني على الاستمرار، لذا أشكر كل مَن دعمني طوال مسيرتي، خاصة صديقاتي».

تطرقت الحماد خلال حديثها إلى أسباب اختيارها رياضة المبارزة تحديداً بين جميع الرياضات التي مارستها منذ طفولتها، قائلة: «قبل عام ونصف العام، وتحديداً في إجازة الصيف، مارست رياضة المبارزة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أشعر بحماس شديد تجاه هذه اللعبة، فهي، بالإضافة إلى كونها مفيدة، فهي أنيقة في ملابسها، كما أن طريقة لعبها الجميلة، والحماس الكبير الذي يتخللها، يشعلان في داخلي روح التنافس».


إنجازات محلية ودولية

الحسناء الحماد بطلة المبارزة


عدَّدت الحسناء المشاركات التي خاضتها في البطولات المحلية والدولية، كاشفة عن أنها شاركت في أربع بطولات داخلية في الموسم الرياضي الماضي، و١٢ بطولة خارجية، أغلبها بطولات ودية في نهاية التحاقها بالمعسكرات، وقالت: «أول بطولة خارجية لي، كانت البطولة العربية بالأردن، وحققت فيها الميدالية الفضية، وكانت أول ميدالية فضية نسائية في تاريخ المبارزة السعودية، كما شاركت في البطولة العربية بالكويت، وحققت فيها ميدالية ذهبية، وكانت الميدالية الذهبية الأولى في تاريخ المبارزة النسائية السعودية خارجياً، ولعبت في الدورة الخليجية السادسة بالكويت، والحمد لله، حصلت فيها على الميدالية الذهبية، وسجلت وجودي في البطولة العربية في تونس، والبطولة الآسيوية في الفلبين، وأخيراً شاركت في الجولة الآسيوية التي أقيمت في الرياض، وحصلت على الميدالية الذهبية، هذا إلى جانب مشاركتي في عديد من البطولات الداخلية».



ونصحت البطلة السعودية جميع الفتيات بممارسة هذه الرياضة، كونها رياضة أنيقة وحماسية، وذات ملابس محتشمة، ونصحتهن بممارسة الرياضات الأخرى، وقالت: «ابحثن عن شغفكن، فربما تكتشفنه في المبارزة، أو غيرها، وتشاركن في بطولات خارجية، وترفعن علم بلادكن عالياً وأنتن تستمعن إلى نشيده الوطني، ففي هذه اللحظات الخالدة، ستشعرن بفخر عظيم، ومسؤولية كبيرة تجاه وطن لطالما قدم لكنَّ كل شيء لتصلن إلى أعلى المراتب، ومن جهتي، أطمح دائماً إلى المشاركة في البطولات العالمية ودورات الأولمبياد، وأعمل على أن تكون مشاركتي قوية ومثمرة حتى تليق باسم وطني الغالي السعودية».


تجاوز الصعوبات

الحسناء الحماد


أثنت الحسناء على الدعم الكبير الذي تلقته من عائلتها، والاتحاد السعودي للمبارزة الذي أرسلها مع زميلاتها إلى عديد من المعسكرات التدريبية الخارجية، كما شكرت الكابتن جيلا من دولة جورجيا، الذي درَّبها بجدٍّ، وتابعها بشكل مستمر.


وتطرقت إلى الصعوبات التي واجهتها خلال ممارستها رياضة المبارزة، قائلة: «واجهت بعض الصعوبات خلال ممارستي المبارزة، لاسيما أثناء الدراسة، حيث ضغط المذاكرات والامتحانات، لكن، بحمد الله، وجدت دعماً كبيراً من إدارة مدرستي بإرسالها الدروس إليّ، وإعادة شرحها لي عند عودتي من السفر، لذا لهم كل الشكر والتقدير مني، أما فيما يخص الفرص، فهي متاحة لجميع الفتيات، واليوم أصبحت موجودة بشكل أكبر مع الانفتاح الذي تعيشه السعودية، فالرياضات النسائية فتحت أبوابها لكل مَن ترغب في ممارستها والاحتراف فيها، وليس مطلوباً من المبتدئة للنجاح سوى العمل بجدٍّ، والاستمرار في ممارسة الرياضة التي تختارها، وعدم استعجال النتائج، وتطوير مستواها فيها، سواءً بالالتحاق بدورات متخصصة، أو التدرب مع مدرب خاص».



ورأت الحسناء، أن هناك اهتماماً كبيراً بالرياضة عموماً في السعودية، لكنه غالباً ما ينصب على رياضة كرة القدم، موضحة أن اتحاد المبارزة يقدم دعماً كبيراً لجميع المبارزين والمبارزات لإثبات أنفسهم، وتسجيل أفضل النتائج باسم الوطن.


وعن كيفية نشر هذه الرياضة في السعودية، كشفت أن أفضل طريقة لذلك بافتتاح مراكز في كل منطقة ومدينة لاستقطاب الشباب والشابات، مع التركيز على نشر الرياضات الأخرى، متمنية أن تستضيف السعودية دورة الألعاب الأوليمبية مستقبلاً.