90 % من أسباب التبول غير الإرادي نفسية

مشاكل العائلة أحد الأسباب
أحيانا يستمر حتى 15 عاما
90% يحدث لأسباب نفسية
رد فعل لتخويف أو عقاب
التدليل الزائد أو القسوة..سبب
6 صور

المشكلة لا ترتبط بالطفل وحده، إنما هي مشكلة عائلية نفسية في المقام الأول، تؤثر سلباً على الطفل ووالديه معاً؛ فتصيب الطفل بالخجل والشعور بالمذلة والميل إلى الانزواء وتصيب الأمهات تحديداً بشعور حاد بالتقصير تجاه طفلها وتجتاحها نوبات من العصبية كلما تكرر الأمر، والمعروف طبياً أن 90% من التبول غير الإرادي أسبابه نفسية. الدكتورة فؤادة هدية أستاذة طب نفس الطفل بعين شمس معنا لتوضيح علامات المرض وأسبابه، وطرق علاجه

ا

 

التبول اللاإرادي عند الأطفال

البحوث والإحصائيات تبين أن هذه الظاهرة نفسية بشكل كبير- 90%- وتظهر بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 2-7 سنوات، وفي العادة هذا التبول غير الإرادي يعتبر عرضاً من أعراض سوء تكييف الطفل، ويكون مصحوباً بسرعة الاستثارة والضجر أو الخجل والانزواء أو المخاوف أو الكذب أو العادات العصبية أو صعوبات النطق، أو ضعف الشهية للطعام أو كثرة البكاء، وأحياناً يكون مصحوباً بسلوك انحرافي كالسرقة إلى غير ذلك من الانحرافات بين الأطفال

والسؤال: متى يتمكن الطفل من التحكم في عملية التبول؟ تجيب الدكتورة فؤادة هدية: يختلف ضبط الجهاز البولي من طفل لآخر؛ بعضهم قد يتمكن من ضبط نفسه  في أواخر العام الأول من عمره، وبعضهم قد يصل إلى ذلك في نهاية العام الثالث، ولكن أغلب الأطفال يتحكمون في عملية التبول النهاري في أواخر العام الثاني من العمر، ويتحكمون في عملية التبول الليلي في أوائل العام الثالث أومنتصفه،، ولكن هناك نسبة لا يستهان بها من الأطفال يتعذر عليهم ضبط العملية خصوصاً أثناء الليل حتى السابعة أو الثامنة، وأحياناً يستمر الأمر حتى سن الخامسة عشرة وهي حالات نادرة

 

مظاهر المرض

 

بداية  يجب ألا يعير الآباء التبول غير الإرادي أهمية حتى سن الثالثة، ولكن بعد ذلك وخصوصاً عند الرابعة أو الخامسة يجب الاهتمام والمبادرة بعلاجها إذا كان الأمريتكرر بصفة مستمرة، وإن حدثت مرة واحدة أو مرتين فيجب عدم الاهتمام؛ حتى لا تثبت هذه الواقعة في ذهن الطفل وتصبح بداية للخوف كل ليلة من  تكرارها، ومنعاً من أن نركز في عقله الباطن مشاعر الذنب والنقص بسببها، أما إذا أصبحت عادة فهنا يستلزم دراسة الحالة للوقوف على أسبابها، ومظاهر المرض تتضح على النحو التالي تبول الطفل تبولاً غير إرادي، وهو نائم مع كبر سنه، التبول غير الإرادي وهو مستيقظ مشغول في اللعب، التبول غير الإرادي كرد فعل لتخويف أو عقاب

 

ألأسباب كثيرة ومتعددة

أولها: التدليل الزائد للطفل، شرب كثير من السوائل قبل النوم، القلق النفسي والتوتر لدى الطفل؛ بسبب القسوة الزائدة عليه أو إحساس الطفل بالظلم والغيرة من مولود جديد

ثانياً: عدم الثقة في نفس الطفل وشدة حساسيته، ظهور المشكلات العائلية بين الأب والأم أو بين أحدهما والأبناء، عدم الانتظام في قضاء حاجته وتكاسله عنها أحياناً

ثالثاً: اضطرابات النوم والأحلام المزعجة أو عمق النوم لدرجة أنه لا يشعر تماماً بما حوله وهو نائم، بعض المشاكل العضوية كاضطراب المثانة، أو التهاب الحبل الشوكي أو السكري،وأحياناً يكون التبول غير الإرادي بسبب الأعراض الجانبية لبعض الأدوية، أولنقص في الهرمون الذي يتحكم في عملية التبول

 

الأسباب النفسية للتبول

 

أهمها: فقدان الطفل الشعور بالأمن والطمأنينة ومعاناته من القلق النفسي بصفة عامة، والخوف الذي قد يكون مركزاً وظاهراً في بعض المواقف كالخوف من الظلام، الخوف من الحيوانات، أو من الأب أو من الأم أو الخادم أو المدرس، أو الخوف من الموت إلى غير ذلك مما يركز بعض الأطفال مخاوفهم عليه

وكثيراً ما يكون سبب الخوف هو شعور الطفل بأن مركزه في البيت مهدد، وذلك بعد ولادة طفل جديد بالمنزل، وتحول أنظار واهتمام كل من بالمنزل إليه، وبذلك يبدأ الطفل في التبول لا إرادياً وهو مايسميه الآباء بالغيرة، والتبول هنا وسيلة شعورية لرده إلى مرحلة الطفولة التي كان يتبول فيها لا إرادياً، وكان محاطاً باهتمام والديه

تسمى هذه المرحلة بـ" النكوص" أي الرجوعإلى مرحلة سلوكية من مراحل الطفولة الأولى، أشبه بالبكاء للشخص البالغ، وقد تنتابه الحالة نفسها -التبول غير الإرادي- عند وفاة عزيز عليه كالوالد أو الوالدة أو الجد أو الجدة ممن كانوا يعتنون به عناية كبيرة تجعل مركزه يتأثر بالوفاة

 

العلاج النفسي والطبي

أغلب العلاج يجب أن يوجه إلى البيئة التي يعيش فيها الطفل؛ حتى يشعر بإشباع حاجاته النفسية الضرورية، بأنه محبوب والشعور بالتقدير والثقة بالنفس، أن نحفز الطفل إلى التعاون للقضاء على هذه العادة بتبصيره بأضرارها، ومحاولة رسم أسلوب العلاج معه في خطوات بسيطة واضحة

عرض الابن على اختصاصي المسالك البولية أو الجهاز الهضمي، وعمل الأشعة والفحوصات اللازمة، ويمكن الاتفاق مع الطبيب من قبل على ألا يُظهر للطفل أنه يعرف هذه المشكلة،

عدم عتاب الطفل أو السخرية منه أو تهديده أو عقابه، وأظهروا له أن هذه الحالة غير شاذة وتحدث، وأنها طبيعية تحدث للكثير مثله وسوف تنتهي في القريب العاجل

الإقلال من السوائل قبل النوم بساعتين أو ثلاثة، وبخاصة ما يسبب منها إدرار البول كعصير القصب والبرتقال، محاولة تغيير غرفة نوم الطفل لتكون قريبة من الحمام، ويتم إيقاظه في فترات مناسبة ليدخل الحمام

استخدام بعض الأعشاب المفيدة في ذلك مثل: الأقحوان، والحرمل والزيزفون والبابونج والشونيز والكندر والشمر والشكوريا والزنجبيل، ويمكن تحليتها بالعسل

استخدام ملابس داخلية ملونة للطفل مع الإشارة إليه للمحافظة عليها نظيفة، والحرص على النظر فيما يقلق الطفل نفسياً ومعالجة ذلك

إعطاء الطفل المزيد من الحب والاهتمام والحنان مع الاعتدال، وتهيئة الجو الأسري المناسب لإسعاد الأبناء، وتعويده على النوم الهادئ مع عدم الكسل متى دعت الحاجة للذهاب إلى الحمام

 

العلاج بالحب والاهتمام

لا يجب أن نشعره بالشفقة والحسرة على أنه مسكين وبائس، بل عليه أن يدرك أن هذه المشكلة مشكلته هو، وليست مشكلة الأم والأب، وأن عليه بذل الجهد لوضع حد لها،يجب أن يشعر الطفل بأن الأسرة تثق كل الثقة في أنه سينجح في التغلب على التبول اللاإرادي، وبالحب والاهتمام والثقة يبذل الابن المزيد من الجهد، ويبدأ في الثقة بنفسه بمجرد نجاحه لأول مرة، ويبدأ الشعور بمقداره، وتدريجياً ينتهي عرض التبول اللاإرادي

لابد من مساعدة الطفل الذي يتبول لاإرادياً على التكيف في المدرسة أيضاً بحل مشكلاته فيها، ومساعدته على استيعاب دروسه والنجاح فيها؛ لأن ذلك يساعد على نمو ثقته بنفسه، مع الحرص على أن ينام ساعات كافية لسنه، ويحسن أن تزداد هذه الساعات بساعة في النهار؛ لأن النوم أثناء النهار لا يجعل نومه ل عميقا لدرجة يصعب معها الاستيقاظ للتبول، وحتى لا ينام في الليل وهو متعب ومنهك  

 

العلاج من داخل بيئة الطفل

التبول اللاإرادي مرض يرتبط إلى حد كبيربالحالة النفسية للطفل، واحذري؛ فالمرض من الممكن أن يستمر حتى سن 15 عاماً إن لم يتم علاج الطفل طبياً أو نفسياً. داخل الموضوع تتعرفين على علامات هذا المرض وأسبابه النفسية والطبية، وطرقالعلاج من داخل بيئة الطفل –منزله ووسط أسرته- والمتابعة الدقيقة للطفل داخل المدرسة